لوبوان: الأذان ينطلق من مسجد دشّنه أردوغان في كولونيا

في مدينة كولونيا (مسقط رأس الكاثوليكية في منطقة نهر الراين بألمانيا، حيث تدق أجراس الكنائس عدة مرات في اليوم) كان الأذان حتى الآن ممنوعا خارج المساجد، إلا أن عمدة المدينة هنرييت ريكر أعلنت في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي رفع هذا الحظر، في قرار فاجأ الجميع وأثار جدلا وطنيا، وهي بذلك تريد إثبات أن مدينتها “تتسامح مع التنوع الديني”.

ولذلك، تقول مجلة لوبوان (Le Point) الفرنسية إن الجدل يحتدم في كولونيا، بسبب تمكين المسجد الكبير الذي افتتحه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في عام 2018، من إطلاق الأذان للصلاة عبر مكبرات الصوت، وقد اجتمع فيه المئات من الرجال من البنغال والألبان والأتراك في احترام تام لإرشادات التباعد، وتجمعت النساء في الشرفات بالطابق الأول.

وكان رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي السابق في منطقة ساكس السفلى كريستيان وولف قد قال في عام 2010 إن “الإسلام جزء لا يتجزأ من ألمانيا”، فأرادت رئيسة بلدية كولونيا أن تعطي لهذا الكلام معنى، في تجربة تستمر لمدة عامين، إلا أنه لن يُسمح برفع الأذان 5 مرات في اليوم، خاصة عند الفجر كما يحدث في تركيا، كما يقول باسكال هوغ مراسل المجلة الخاص في كولونيا.

وهذه المنحة محددة بدقة كما يوضح المراسل، فهي لا تتعدى 5 دقائق في الأسبوع أيام الجمعة بين الساعة الـ12 والثالثة مساء، وقبل الأذان يجب إبلاغ سكان الحي، وسيُطلب من كل مسجد تعيين مسؤول اتصال للإجابة عن الأسئلة والتعامل مع الشكاوى، للتأكد من أن الضوضاء لا تزعج أي شخص، كما سيتم تنظيم مستوى الصوت وفقا لموقع المسجد في المدينة، ولا يمكن أن يتجاوز نداء مؤذن المسجد المركزي 70 ديسبلا.

نقاش أعلى من صوت المؤذن
وحتى الآن، لم يتقدم أي من مساجد كولونيا البالغ عددها 35 مسجدا بطلب للاستفادة من هذا القرار الذي رحبت به المنظمات الإسلامية باعتباره “علامة على اندماج المسلمين الذين عاشوا لأجيال في ألمانيا” كما قال أحدهم في المسجد المركزي الواقع في منطقة إهرينفيلد، مضيفا أننا نجري مشاورات داخلية، حيث يتعين تقديم طلب رسمي وإكمال عدد من المعايير والنماذج التي تستغرق وقتا، كما أننا لا نفهم سبب الانفعالات التي أحدثتها هذه التجربة”، خاصة أن مكبرات الصوت لن يتم تثبيتها في أعلى المئذنة المزركشة، ولكن فوق البوابات للوصول إلى مدخل المسجد.

وتسخر مسؤولة الاتصالات في المسجد أيسا أيدين قائلة “تصور أن ما نتحدث عنه هو أذان لا يتجاوز 70 ديسبلا في 5 دقائق أسبوعيا في وقت يكون فيه الناس في العمل، ولا يمكن أن يرفع الأذان مع الفجر كما في تركيا، و70 ديسبلا مماثلة لصوت غسالتي، وهو أخفض من صوت جزازة العشب وأخفض بكثير من أجراس الكنيسة، فكيف تتوقع أن ينزعج السكان المحليون وهم لن يسمعوا شيئا أصلا؟”.

وتضيف أيدين أن “هذا النقاش أعلى من صوت الأذان، نحن هنا في حيرة من أمرنا لأن تسونامي الجدل الذي أثاره هذا لا يتناسب على الإطلاق معه، إلا أنه عندما يتعلق الأمر بالمساجد يكون الجدل ساخنا، ومع ذلك نحن لسنا كائنات فضائية من كوكب آخر، نحن نعيش في كولونيا وقد ولد الكثير منا هنا، هذا النقاش برمته يهدف إلى غرس الخوف، خاصة أن الفقرة الثانية من القانون الأساسي الألماني تنص على حق المرء في حرية ممارسة شعائره الدينية”.

ومع ذلك -تتابع أيسا أيدين- فإن “1% فقط من مساجد ألمانيا البالغ عددها 3 آلاف مسجد يسمح لها برفع الأذان للصلاة، كما في دورن ودورتموند وبريمن ومونستر، أما في برلين -التي تضم أكبر جالية تركية في ألمانيا- فلا يسمح بذلك”.

المصدر : لوبوان

شاهد أيضاً

عبد المجيد الزنداني.. حياة حافلة بالعلم والعمل والجهاد

ودع اليمنيون والأمة العربية والإسلامية يوم الإثنين 13 من شوال 1445 للهجرة، الموافق 22 أبريل 2024م علما من أعلام هذه الأمة، وكوكبا من كواكبها، وهاديا من هداتها، ورائدا من روادها، هو الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني، العالم العامل، والمجاهد والمربي، والقدوة المعلم، القرآني المحمدي الرباني، صاحب العطاءات الدعوية، والإمدادات التربوية، والجهود التعليمية، والأطوار الجهادية،