نصائح تعينك على تدبر القرآن

للشيخ : حماد بن محمد الأنصاري – رحمه الله –

…أنتم تعرفون أن القرآن يبحث عن أمور بإيجاز يبحث عن ثلاثة أمور، وبالبسط يبحث عن ستة أمور كلها ترجع إلى الثلاثة، انتبهوا لهذا! فالتفقه في القرآن هو المطلوب وليس المطلوب كثرة الرواية، المطلوب الدراية للرواية،
الإمام مالك يقول: “ليس العلمُ بكثرة الرواية، وإنما العلمُ بالدراية”، ما معنى الدراية؟، التفقّه في القرآن والسنة، أما الهذرمة فهذا ليس بعلم، العلم أن: تقرأ الآية وتقف عندها وتتدبرها وتفهم ماذا تشتمل عليه من الفقه كما في حديث معاوية: “من يرد الله به خيرًا يفقّه في الدين”.

هذا هو الدراية: الفقه في القرآن، الفقه في السنة، وهذا مفقود الآن في أغلب الناس، سواء كان طالب علم أو غيره، بل إنما يريد أن يستعجل فقط ويقضي الوقت بدون فهم، لا، القرآن ما نزل إلاّ للتفقّه فيه: {أفلا يتدبّرون القرآنَ أم على قلوبٍ أقفالها} الذي لا يتدبّر في القرآن ولا في السنة قد برهن على أنّ على قلبه قفلاً، والقفل إذا كان على الباب بدون مفتاح ما تستطيع أن تدخل أبدًا، إذْ يجب عليك أن يكون معك مفتاح.

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى: عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من يرد الله به خيرًا يفقّه في الدين”.
ما هو الدين الذي إذا أراد الله بنا خيرًا فقّهنا فيه؟. أمور الدين ثلاثة لا رابعَ لها هي: الإسلام، والإيمان، والإحسان هذا هو الدين المطلوب التفقّه فيه.

من ماذا أخذناه؟، أخذناه من حديث جبريل عليه السلام لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام وعن الإيمان وعن الإحسان أجاب النبي صلى الله عليه وسلم، وذهب جبريل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: “أدرك الرجل”، وذهب عمر ليدرك جبريل فلم يدركه، فرجع فقال: ما رأيتُه، فقال: “هذا جبريل أتاكم يعلّمكم دينكم”.

فهذه الكلمة أعطتنا فكرة متكاملة عن معنى الدين والإسلام أركانه خمسة، والإيمان أركانه ستة، والإحسان مقامتان.

هذا هو الدين الذي علمنا جبريل عليه السلام عن طريق النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يجب أن يفهم وأن يعرف ليعمل به.

وإذا لم تفقه القرآن لم تعمل بالقرآن، القرآن رسالة أرسلت إلينا من الله عز وجل لنقرأها ونتفقّه بها ونعمل بمقتضاها، وإذا خلا شيءٌ من هذا فإنك لعّاب بالقرآن، ما نزل القرآن لتلعب به، نزل لتدرسه وتتفقّه فيه وتعمل بمقتضاه وبدون فهم لن تعمل بمقتضاه، {أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوب أقفالها} .

وذكر الله لنا عز وجل في سورة الأعراف كلمتين ينبغي أن ننتبه لها دائمًا حينما نقرأ القرآن وحينما نقرأ الحديث: قال الله عز وجل في سورة الأعراف: {المص كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى} إنذار وتذكير، ما معنى إنذار وتذكير؟، إنذار: ترهيب عن المعاصي، ذكرى: تذكير بامتثال أوامره، لأنّ الله عز وجل حصر القرآن في ثلاثة أمور من سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس: أولا: التوحيد، ثانيًا: الترغيب، ثالثًا: الترهيب، هذا هو القرآن بالإيجاز.

اقرأ القرآن وتدبّره فإنّك تجد ذلك في غاية من البيان والوضوح أنّ كتاب الله عز وجل كثيرًا ما يقول: {بسلطان مبين} كلما جاءت حجة يقول: {مبين} ما معنى مبين؟، المعنى واضح، القرآن كلام عربي واضح، الذي يريد أن يفقهه ويفهمه يوفقه الله عز وجل، ومن لا يريد ذلك يتّخذه لعبًا فهذا أضرّ بنفسه “.اهـ

المصدر:العلامة حماد بن محمد الأنصاري – رحمه الله –
#مقتطف من محاضرة بعنوان : لقاء مفتوح في مسجد اليحيوي بالمدينة النبوية.

شاهد أيضاً

مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلسطينيين

ترى سماح جبر، وهي طبيبة ورئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية، أنه وسط تصاعد حالات تعذيب الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هناك حاجة ملحة إلى قيام المتخصصين في مجال الصحة بتوثيق مثل هذه الفظائع بشكل صحيح.