دعاء الصالح سلمان

سفيان أبوزيد

هاهو ذا دعاء الصالح سلمان، يًستجاب من الملك الديان، فيستجيب قرار وقلم ساجنه لمعانيه وحروفه دون قيد ولا شرط، وذلك بترتب أحوال وأوضاع وتدخلات وضغوط من هنا وهناك، ليتحقق دعاء الصالح سلمان، وتظهر حقيقته لا بمحاكمة ولا بمحكمة ولا بقضاء ولا بدفاع، وإنما بتدبير رب الأرض والسماء وهيمنته وقوته، فأظهر مقتضى دعاء الصالح سلمان، وأبرز أحقيته وصوابه (الآن حصحص الحق) لنعلم بأن لهذا الكون رب بر مدبر متصرف حكيم قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم..

أربع سنوات أو خمس على توجيه الصالح سلمان لهذا النداء والدعاء، فناله ما ناله، ولفق له من التهم ما تنوء على حمل ملفاته الركبان، وسلط عليه من العذاب والسجن ما يخر أمامه أجلد إنسان، وسوم وهدد وأرغم بعد ذلك على الاستسلام، فظل صامدا حامدا راسخا شامخا فلبث في السجن كل هذه الشهور والأعوام، ( رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه) لتدق ساعة الصفر، ويكتب دعاءَه جلادُه، في قمة عالمية، ويتفق الجميع على مقتضى ذلك الدعاء، ولو سمي هذا الاتفاق دعاء الصالح سلمان، او اتفاق تأليف القلوب، لما عدا الحقيقة قيد أنملة، بل سينزلها محلها..

فإذا كان دعاء الصالح سلمان جريمة، فالكل مجرم الآن، وينبغي أن يناله ما ناله، وأكثر مما ناله، فجريرة سلمان أنه دعا وغرد، أما هؤلاء فقد قاموا بهذه الجريمة النكراء عن سبق إصرار وترصد!!

وإن كان دعاؤه صوابا وحقا، فعلى ساجنه أن يعاقب، أو على أقل الأحوال، عليه أن يعترف بخطإه وطيشه وظلمه وأحقية دعاء الصالح سلمان، وأن يمنحه حريته في الكلام والدعاء، بل وأن يستخلصه ( ائتوني به أستخلصه لنفسي، فلما كلمه، قال: إنك اليوم لدينا مكين أمين ) على أن يتركه يجري أمانته بحرية..

وكأني بالصالح سلمان يقول -لو بلغه خبر هذا الاتفاق في غياهب تلك السجون المعتمة- : هذه استجابة دعائي من قبل قد جعله ربي حقا…
وننتظر أن يقف العبث بأعمار الناس خاصة الخلّص منهم، فيمنحوا حرياتهم وأبسط حقوقهم ( وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن ) فتوجه بشكره وامتنانه للذي أظهر براءته وأحقية موقفه سبحانه وتعالى..

دعاء الصالح سلمان آية من آيات وجود مستجيبه وسامعه سبحانه ولو بعد حين..

دعاء الصالح سلمان قوة حينما تسلب كل الأسباب والإمكانات ووسائل الرد والدفاع..

دعاء الصالح سلمان دليل جلي واضح أنه لا ضياع لحق خلفه مطالب مصر غير مستسلم..

دعاء الصالح سلمان أمل يشع بعد سنوات ظلمات بعضها فوق بعض..

هذه بعض عبر دعاء الصالح سلمان..

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".