للأطفال والمسلمين الجدد.. سجادة ذكية لتعليم الصلاة

الأناضول

** المهندس القطري عبد الرحمن خميس، مخترع السجادة الذكية، في مقابلة مع الأناضول:

– سجادة الصلاة الذكية مجهزة تقنيًا وتساعد المسلمين على تعلم الصلوات وكذلك تصحيح المواقف وحفظ القرآن
– يتم التحكم بالسجادة عبر تطبيق مصاحب يعمل على الهواتف الذكية، حيث يمكن المستخدم من اختيار نوع الصلاة وسور القرآن
– ركزنا على اللغتين العربية والإنجليزية، ونعمل على إضافة لغات، واللغة التركية واحدة من الأكثر طلبا وسنحرص على إدراجها قريبا
– بفضل أكثر من 2300 مستشعر ضغط وخوارزميات تحليل الذكاء الاصطناعي المبتكرة يمكن للسجادة تصحيح المواقف التي قد تفسد الصلاة
بتطبيق عبر الهاتف الذكي، وسجادة ذكية مجهزة تقنيًا، بات تعليم الأطفال والمسلمين الجدد كيفية أداء الصلاة، أمرا سهلا يسيرا.

هذا التطبيق المسمى “سجدة”، اخترعه المبرمج والمهندس القطري عبد الرحمن خميس، المعروف بابتكار وتطوير العديد من التطبيقات والبرامج، ولكن اختراعه الأخير، كان الأول من نوعه في العالم.

“الأناضول” التقت خميس وتحدثت معه حول اختراع “سجدة” وسجادة الصلاة الذكية المجهزة تقنيًا والتي تساعد المسلمين على تعلم الصلوات وتصحيح المواقف وحفظ القرآن، وتساهم في أداء الفرائض بسهولة أكبر.

ووفق المبرمج القطري، فإن اختراعه “حصل على المركز الثالث في مسابقة برنامج نجوم العلوم، في موسمه الحادي عشر الذي تنظمه مؤسسة قطر”.

والسجادة “مخصصة للمسلمين الجدد والأطفال لتساعد الملايين في أداء الفريضة بسهولة ويسر، وبها أحدث التقنيات لمراقبة حركات المصلي بشكل مباشر ومعالجة الأخطاء إذا وقعت بالصوت والصورة وبلغات مختلفة”، بحسب خميس.

وقال: “يتم التحكم بالسجادة عبر تطبيق مصاحب يعمل على الهواتف الذكية، حيث يمكن المستخدم من اختيار نوع الصلاة وسور القرآن”.

و”نجوم العلوم” هو برنامج تلفزيوني تعليمي وترفيهي، أُطلق بمبادرة من مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع عام 2008، ويعتبر برنامجاً عربياً رائداً في مجال الابتكار، وهدفه تمكين الشباب من تطبيق حلول مبتكرة للمشكلات الإقليمية، من خلال العلوم والتكنولوجيا والابتكار.

وأوضح المهندس القطري أنه “مع الشاشة المدمجة المثبتة في السجادة يتمكن مستخدميها قراءة وحفظ القرآن الكريم أثناء أداء الصلاة”.

** التركية ضمن أولوياتنا

وأشار إلى “تعدد اللغات في برنامج السجادة حيث يمكن للمستخدمين قراءة التعليمات وآيات القرآن باللغتين الإنجليزية والعربية”.

وتابع: “ركزنا حاليا على اللغتين العربية والإنجليزية، ونعمل على إضافة لغات أخرى حسب طلب وتركيز العملاء، واللغة التركية واحدة من أكثر اللغات المطلوبة، لذا سنحرص على إدراجها في القريب العاجل”.

كما أنها، وفق خميس، “أول سجادة صلاة متصلة بالهاتف الذكي، حيث يمكن للمستخدمين التحكم في السجدة وتتبع أوضاعهم”.

و”بفضل أكثر من 2300 مستشعر ضغط وخوارزميات تحليل الذكاء الاصطناعي المبتكرة ، يمكن للسجادة تصحيح المواقف التي قد تفسد الصلاة”، بحسب المتحدث.

وقال خميس إن “الآباء سيتمكنون من خلال برمجة السجادة متابعة صلاة أبنائهم وتصحيحها إذا أخطأوا”.

وأوضح أن “هناك إمكانية اختبار السجادة مع الأطفال وأولياء أمورهم، وهل يؤدي السجدة بشكل صحيح وكذلك ترك انطباعات المستخدمين، حيث تستخدم أحدث التقنيات لمراقبة حركات المصلي المبتدئ بشكل مباشر، وتعالج الأخطاء إن وقعت”.

بالإضافة إلى “عرض ما يجب على المصلي قوله في كل حركة بالصوت والصورة وبلغات مختلفة، وأيضاً يمكن عرض سور القرآن الكريم عبر الشاشة المدمجة”.

وتحتوي السجادة، وفق مخترعها، على أكثر من 30 نوع من أنواع الصلوات، فبالإضافة للصلوات الخمس المفروضة، هناك صلوات أخرى ربما الكثير من المسلمين لا يتقنون أداؤها، كصلاة الاستسقاء، العيد، الجنازة، الكسوف، وغيرها”.

وحول اختياره لمشروع “سجدة” بالذات: قال “السبب الأول هو بعد الهجمات المؤسفة التي حصلت في نيوزيلاندا، تعرف الكثير من النيوزلنديين على الإسلام، فدخل عدد كبير منهم فيه”.

و”كانت طريقة تعليمهم للصلاة هي أنهم يطبعون ورقة بحجم السجادة يكون مكتوب عليها أركان الصلاة وما يقول المصلي في كل حركة”، هكذا أكمل.

و”بما أننا نعيش اليوم في عصر التكنولوجيا الحديثة، فقلت لما لا يوجد حل تكنولوجي متطور يساعد هذه الفئة من الناس على تعلم الصلاة”، وفق خميس.

وتحدث عن سبب آخر، فقال: “وجدت الكثير من المصلين يحملون المصحف أثناء أداء صلوات النوافل، كالتراويح والقيام مثلاً، وذلك لختم القرآن الكريم.. مما قد يسبب إرباكاً للمصلي بعد الانتهاء من حالة الركوع والسجود، حيث أن عليه تقليب الصفحات، وتذكر محل وقوفه”.

مستكملاً: “فقلت لماذا لا أفكر في حل تكنولوجي ذكي يساعد المصلي على قراءة القرآن الكريم وختمه وهو يصلي بدون الحاجة لحمل المصحف”.

سبب ثالث ذكره خميس، وقال: “الإسلام اليوم يعتبر أسرع الديانات انتشاراً، حيث يبلغ عدد المسلمين قرابة 1.8 مليار مسلم، ويزدادون سنوياً بمقدار ٢٨ مليون. تخيلوا الأثر الكبير الذي تحدثه سجدة لتعليم الصلاة لهؤلاء المسلمين الجدد”.

وقال خميس: “لعل أحد أهم الأشياء التي حرصت أن أعرفها قبل البدء في المشروع هو معرفة رأي الدين، فقد تواصلت مع العديد من المشايخ والدعاة المعروفين، لمعرفة رأيهم، تحمس لاختراعي الجميع وبلا استثناء، فهو مشروع تعليمي في المقام الأول، ويستخدم أحدث التكنولوجيا لخدمة الدين والتعليم.”

**انتشار السجادة والمستهدفين

وأفاد أن “الفئات المستهدفة من سجدة هي فئة المسلمين الجدد، والأطفال، وأيضا فئة كبار السن، والذين قد يعانون من بعض الأمراض كفقد الذاكرة أو الزهايمر ولا يتذكرون كل حركات الصلاة، وأيضًا ممن لديهم بطء أو صعوبة في التعلم.”

أوضح أنه “حاليا قيد التطوير، ونحن بالتحديد في مرحلة ما قبل التصنيع. حيث نعمل حاليا على إنتاج أول دفعة لتجربتها مع الفئات المستهدفة”.

وقال: “شهدنا إقبالاً كبيراً للتسجيل عبر موقعنا، وأكثر الدول التي تسجل لدينا هي الهند، تأتي بعدها باكستان، ومن ثم أستراليا، وبعدها دول أوروبا كإسبانيا وإيطاليا وفرنسا”.

وفي معرض رده على سؤال حول انتشار السجادة، قال المخترع: “تواصل معنا الكثير من الموزعين في مختلف الدول، كالهند، وعمان، ومصر، حتى يحصلوا على حق توزيع سجدة في بلدانهم، وأيضاً بعض مراكز تحفيظ القران ومراكز التعريف بالإسلام والجمعيات الخيرية، ونحن بصدد البدء بالتعاون معهم”.

وأكمل: “نحاول استهداف أكبر شريحة من المجتمع، وهدفنا ليس الربح المادي بقدر تغطية التكاليف التشغيلية لتطوير هذا المنتج، والذي سيخدم الأمة الإسلامية”.

وعن القيمة المادية للسجادة، أجاب: “لذلك نحن نسعى جاهدين في الوقت الحالي مع شركائنا في التصنيع على تخفيض مصاريف الإنتاج، لذلك الصورة ليست مكتملة اليوم، وسنعلن عن السعر في القريب العاجل بإذن الله”.

** اللغة التركية ضمن تطويرنا

وقال خميس: “حاليا ركزنا على اللغتين العربية والإنجليزية، ونعمل على إضافة اللغات الأخرى حسب طلب وتركيز العملاء، واللغة التركية واحدة من أكثر اللغات المطلوبة، لذا سنحرص على إدراجها في القريب العاجل

شاهد أيضاً

مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلسطينيين

ترى سماح جبر، وهي طبيبة ورئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية، أنه وسط تصاعد حالات تعذيب الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هناك حاجة ملحة إلى قيام المتخصصين في مجال الصحة بتوثيق مثل هذه الفظائع بشكل صحيح.