كيف تُصبح مسلم كيوت؟!

بقلم : أدهم شرقاوي

قُلْ أنكَ تُؤمن بحرية التعبير حتى لو تطاولوا على نبيِّكَ ورسموه ساخرين، وإذا ما غضب مسلمٌ، وثارتْ فيه حرارة الإيمان، فنَدِّدْ، وقُلْ هذا فعل همجي! حاكِمْ ردَّة الفعل وانسَ الفِعل!
وإياك أن تذكر أن الإساءة حصلتْ في مدرسة، فقد يُفهم منك أنك تقصد أن هذه ليست حرية تعبير وإنما عملية تلقين وتدجين وصنع كراهية!

وانسَ أيضاً تناقضهم، ولا تذكُرْ أن ماكرون غضبَ حين سخروا من شكل زوجته، مع أنَّ هذه حرية تعبير، وهي إن كانت وقحة فليست أقل وقاحة من رسم النَّبي ﷺ، ولكن لا بأس برِرْ وقاحتهم، واهجُ قومكَ!

ولا تذكُرْ ماكرون إلا بخير، تحدَّثْ كيف عانقَ النِّساء في بيروت بعد الانفجار، وكيف قدَّم مساعدات في مالي، وإياكَ أن تذكُر أن الفساد في لبنان صُنع على عين فرنسا، وأن مالي التي حصلتْ على المساعدات ، هي دولة تحتلها فرنسا، وتسرقُ خيراتها، ثم تتصدَّقُ عليها من جيبها!

كُن إيجابياً، تحدث عن العطور الفرنسية، والكرواسون، الموناليزا وبرج إيفيل، وانسَ التَّاريخ تماماً، لا تذكُرْ كيف قطَّع سايكس وبيكو أوصالنا، وكيف استعمرونا، ولا تتحدث عن يد فرنسا الملطخة بدمائنا، انسَ ملايين الشهداء في الجزائر، وعشرات الآلاف في سوريا ولبنان!

أخبرهم أنك تدين وتستنكر مقاطعة بضائعهم، وأن الناس جميعاً إخوة، دون أن تذكر أن بعضهم أولاد كلب!

أخبرهم أنها ديارهم، ولهم فيها أن يمنعوا الحجاب، ويراقبوا المساجد، أما ديارنا فهي ديارهم أيضاً، لهم أن يحموا الدكتاتوريين هنا وهناك، ويتدخلوا في المناهج، ويطالبوا بتنقيح كتب الحديث، وحذف آيات الجهاد ومعاداة السامية من القرآن!

ولا تنسَ أن تُطالب بحوار الأديان، فالدين كله لله، وقداسة البابا كعبد العزيز الطريفي، كلاهما مؤمن! والأم تريزا هي النسخة النصرانية من رابعة العدوية! بولس ومتى كابن الجوزي وابن القيم جميعهم كانوا يمشون إلى الله وإن اختلفت الطُرق!

وتبَرَّأْ من الجِهاد والمجاهدين، هذه نقطة مفصلية، ولن تصبح كيوت بدونها، قُل إن طالبان إرهابية لأنها لم تأخذ أمريكا بالأحضان، وأن مجاهدي مالي رجعيون يُقاتلون من يحمل لهم الحضارة، قُلْ إنَّ غزَّة تستحق ما حصل لها، وأن صواريخها عبثية، وأن أنفاق المجاهدين فيها تُعرض السكان المحليين للخطر، لا تقُلْ من صاحب الدار ومن المحتل، ما حصل قد حصل، ثُمَّ نادِ بالتطبيع فهو خاتمة الدياثة!

اِتْبعِ الإرشادات بإحكام، ستنال وسام الوسطية، وتُفتح لكَ القنوات، ولو شددتَ همتك لربما تحصل على جائزة نوبل للسلام، ولكن ثِق أنهم لا يحترمونك، ما أنتَ في نظرهم إلا كحصان طروادة استخدموه لهدم قلعتنا من الداخل، مع الفرق أن حصان طروادة من خشب، وأنت حمار من لحم ودم!

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".