قلب العبد كالطائر…

بقلم الدكتور محمد الغليظ

قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-“القلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر فالمحبة رأسه والخوف ، والرجاء جناحاه فمتى سلم الرأس والجناحان فالطير جيد الطيران ومتى قطع الرأس مات الطائر ومتى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد وكاسر”

قلب العبد كالطائر لابد فيه أن يستوي الخوف بالرجاء وهما جناحي الطائر فمتى زاد أحدهما قل الآخر وأن تقطع الخوف والرجاء سقط الطائر ولو كان محبا لأنك لن تستطيع أن تصل إلى الله بدون خوف و رجاء وحب .

الخوف الواجب درجات: الخوف على ترك الفرائض والخوف من فعل المحارم.

لماذا أخاف؟
لأن ربنا قال ” وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ”
تخاف لعلك تكون ممن يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ” قالَ رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : ( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظلُّهُ … ) الحديث ، وفيه : ( ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ )
قد ينجيك خوفك قال الرسول صلى الله عليه وسلم ” وَثَلَاثٌ مُنْجِيَاتٌ خَشْيَةُ اللهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ، وَالْقَصْدَ فِي الْغِنَى وَالْفَقْرِ، وَكَلِمَةُ الْحَقِّ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ ”
قد يثني عليك الله ” تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ”
لعل الله يغفر لك قال الرسول صلى الله عليه وسلم ” يَعْجَبُ رَبُّكَ مِنْ رَاعِي غَنَمٍ فِي رَأْسِ شَظِيَّةِ الْجَبَلِ يُؤَذِّنُ بِالصَّلَاةِ وَيُصَلِّي ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا يُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ الصَّلَاةَ يَخَافُ مِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي وَأَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ،”
يحصل لك الأمن يوم القيامه ” وقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي لَا أَجْمَعُ عَلَى عَبْدِي خَوْفَيْنِ، وَلَا أَجْمَعُ لَهُ أَمْنَيْنِ، إِذَا أَمِنَنِي فِي الدُّنْيَا أَخَفْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِذَا خَافَنِي فِي الدُّنْيَا أَمَّنْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )
لعلك تدخل الجنة ” وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ”
ولأنك أن لم تخف من الله فستخاف من غيره لأنه جبلنا على الحب والخوف..
ولأنك لو خفت من الله لخفت ان تعصيه ولو خفت من الله لخفت ان تبتعد عنه ولو خفت لتقربت منه..

شاهد أيضاً

عبد المجيد الزنداني.. حياة حافلة بالعلم والعمل والجهاد

ودع اليمنيون والأمة العربية والإسلامية يوم الإثنين 13 من شوال 1445 للهجرة، الموافق 22 أبريل 2024م علما من أعلام هذه الأمة، وكوكبا من كواكبها، وهاديا من هداتها، ورائدا من روادها، هو الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني، العالم العامل، والمجاهد والمربي، والقدوة المعلم، القرآني المحمدي الرباني، صاحب العطاءات الدعوية، والإمدادات التربوية، والجهود التعليمية، والأطوار الجهادية،