العلاقات الأمريكية و الروسية

التوترات العسكرية بين الولايات المتحدة وروسيا تشتدّ في الجو وعلى الأرض بجميع أنحاء العالم
حيث انحرفت الطائرات المقاتلة الروسية مراراً وتكراراً مسافة 100 قدم أمام قاذفة تابعة للقوات الجوية الأمريكية من طراز B-52 فوق البحر الأسود وحلقت ست طائرات حربية روسية بالقرب من “ألاسكا” حيث سارعت طائرات “F-22” التابعة للقوات الجوية لاعتراضها.
وأصيب سبعة جنود أمريكيون عندما اصطدمت عربة مصفحة روسية عمداً بدورية أمريكية في شمال شرقي سوريا.
وفي غضون أيام قليلة من الأسبوع الماضي اشتعلت التوترات بين الولايات المتحدة والقوات الروسية في جميع أنحاء العالم و أصبحت العلاقة بين واشنطن وموسكو أكثر توتراً بعد المواجهات العسكرية الأخيرة.

وبَّخ “جوزيف بايدن جونيور” ، في خطاب ألقاه في ولاية بنسلفانيا يوم الاثنين، الرئيس ترامب لفشله في مخاطبة المأزق في سوريا علانية: “هل سمعتم الرئيس يقول كلمة واحدة؟ هل رفع إصبعاً واحداً؟”.
كما انتقد “بايدن” مرشح الحزب الديمقراطي لمنصب الرئيس، “ترامب” لفشله في إثارة قضية المكافآت الروسية المشتبه بها ضد القوات الأمريكية في أفغانستان خلال مكالمات هاتفية متعددة مع الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” في الأشهر الأخيرة و قال “بايدن”: “لم يحدث من قبل أن لعب رئيس أمريكي مثل هذا الدور وكأنه تابع لزعيم روسي”، وأضاف “بايدن”: “حتى القوات الأمريكية لا تشعر بالأمان تحت حكم ترامب” و على النقيض من ذلك قال وزير الخارجية “مايك بومبيو”: إنه تعامل مع القضية بجدية كافية لدرجة أنه هو وزعيماً بارزاً في “البنتاغون” حذرا نظراءهما الروس بشأن الأمر.
وتأتي الأحداث الأسبوع الماضي في وقت يقول فيه منتقدو ترامب إنه رفض انتقاد أو تحدي اعتداءات روسيا المتزايدة تجاه الغرب بل إنه لبى رغبات موسكو وخفضت الولايات المتحدة انتشارها في ألمانيا بنحو 12 ألف جندي بسبب اعتراضات حلفاء حلف شمال الأطلسي، مما قلص من الوجود العسكري الذي لطالما استاء منه الكرملين.

وقال “كورتيس إم سكاباروتي” وهو جنرال متقاعد بالجيش وقائد عسكري سابق بحلف شمال الأطلسي: “يبدو أن العمل الروسي العدواني قد انتعش في الأشهر الأخيرة، أظن أنهم يرون فرصة في أزمة الكوفيد 19 ليكونوا أكثر عدوانية كما أنهم على دراية بالتخفيض الأمريكي في ألمانيا والتوترات الأخرى في التحالف، فهل حان الوقت لإضافة القليل من التوتر؟” و عندما سُئل عن الحادثة في شمال شرقي سوريا الأسبوع الماضي قال السيد “بومبيو”: “هذه هي الأشياء التي نعمل عن كثب مع الروس عليها لنقول لهم إن هذا سلوك غير مقبول ، وسترد أمريكا عليه”.

بدأت الاضطرابات هناك صباح الثلاثاء الماضي خلال ما وصفه “البنتاغون” بدورية أمريكية روتينية بالقرب من “ديريك” بسوريا.
و قال مسؤولون أمريكيون: إن العسكريين الروس دخلوا بشكل متزايد في مواجهات مع القوات الأمريكية على الطرق السريعة في المنطقة مما يخرق الاتفاقات بين البلدين.
وانتقد الديمقراطيون والجمهوريون في “الكونغرس” وحتى بعض مساعدي ترامب السابقين للأمن القومي رد البيت الأبيض ووصفوه بأنه غير ملائم على الإطلاق.
وفي اليوم التالي أصدر مسؤولو “البنتاغون” والقيادة المركزية الأمريكية بيانات أكثر صرامة تدين الإجراء الروسي.
وقال الكابتن “أوربان”: إن سبعة جنود أمريكيين عُولجوا من أعراض تشبه الارتجاج في قاعدتهم في سوريا وعادوا إلى الخدمة بعد فترة وجيزة.
تناقض بيان “البنتاغون” بشدة مع الروايات الروسية وفي مكالمة هاتفية مع الجنرال “مارك” رئيس هيئة الأركان المشتركة، بعد فترة وجيزة من الواقعة قال الجنرال “فاليري جيراسيموف”، رئيس الأركان العامة الروسية: إن القوات الأمريكية حاولت منع الدورية الروسية التي “اتخذت كل الخطوات اللازمة لمنع وقوع الحادث والمضي في مهمتها”.
وأكدت متحدثة باسم الجنرال “ميلي” أنه تحدث مع نظيره الروسي لكنه رفض الكشف عن أي تفاصيل بشأن الاتصال.
علي بُعد أكثر من 5000 ميل يوم الخميس اندلع التنافس مرة أخرى عندما اعترضت طائرات “F-22” التابعة للقوات الجوية الأمريكية ست طائرات دورية بحرية روسية من طراز “Tu-142” تحلق على بُعد 50 ميلًا بحريّاً من ساحل ألاسكا في المجال الجوي الدولي وفقاً لقيادة الدفاع الجوي في أمريكا الشمالية.

ومع أن روسيا تقوم أحياناً بتسيير طائرات عسكرية إلى هذه المنطقة خارج المجال الجوي للولايات المتحدة وكندا، وتقوم الطائرات الأمريكية أو الكندية بفحصها بشكل روتيني لكن المسؤولين الأمريكيين يقولون: إن مثل هذه الرحلات قد زادت في الأشهر الأخيرة.

اجرت الولايات المتحدة استعراض القوة الخاص بها في اليوم التالي الجمعة عندما حلقت بأربع قاذفات من طراز “B-52” فوق دول الناتو في أوروبا.

واستمرت المعاملة بالعين عندما عبرت طائرتان روسيتان من طراز “Su-27 Flanker” مراراً وتكراراً مسافة 100 قدم أمام إحدى طائرات B-52 فيما قال الجيش الأمريكي في بيان وفي الفيديو المصاحب كان ذلك بطريقة “غير آمنة وغير مهنية”.

وقال الجنرال “جيفري إل هاريجيان” قائد القوات الجوية الأمريكية في أوروبا وإفريقيا في بيان: “إن مثل هذه الإجراءات تزيد من احتمالية وقوع اصطدامات في الجو وهي غير ضرورية كما أنها تتعارض مع قواعد الطيران الجيدة وقواعد الطيران الدولية”.

ويقول محللون مستقلون لسياسة الكرملين: إن الاستفزازات الروسية من المرجح أن تستمر ما لم تتصرف إدارة ترامب بحزم أكبر.

وقالت “ألينا بولياكوفا” الرئيسة والمديرة التنفيذية لمركز تحليل السياسة الأوروبية في واشنطن: “نهج روسيا هو الدفع للأمام قليلاً وانتظار الرد” مما يعني أننا لم نفرض عواقب كافية في كل الساحات التي يحاول فيها الروس تقويض مصالح الولايات المتحدة

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".