تلاميذ السويد يلتحقون بمدارسهم دون كمامات والمواطنون يعيشون في منأى عن مخاوف كورونا

استأنف تلاميذ مملكة السويد دراستهم، بحر الأسبوع المنصرم، بعد عطلة استغرقت شهرا ونصف.
كل شيء عادٍ في المدارس الابتدائية والثانوية، إذ التحق التلاميذ بفصولهم، كما يحصل كل عام.
وتعكس هذه الوضعية كيفية تعامل السويد مع جائحة «كورونا» إذ لم تلجأ إلى تهويل الحالة وتخويف المواطنين، ولم تدعهم إلى ارتداء الكمامات، وإنما نصحتهم منذ البداية بالتزام التباعد الاجتماعي، وتفادي الاحتشاد والازدحام في المواصلات العامة والمقاهي والمطاعم والأندية الرياضية وغيرها… وهو ما استجاب له المواطنون بسلاسة وتلقائية.
وبخلاف جل البلدان الأوروبية، لم تطبّق سلطات ستوكهولم الحجر الصحي، بل اعتمدت نظرية «مناعة الجموع» (ولا نقول القطيع، فالبشر ليسوا حيوانات تُقاد) وهي نظرية أعطت ثمارها، إذ تقلص عدد الإصابات بالمرض خلال الأسابيع الأخيرة بشكل لافت للانتباه، كما انخفض عدد الوفيات.
ولم تعد السلطات الصحية السويدية تقدم البيانات اليومية المتعلقة بالفيروس. وتوضح مصادر «القدس العربي» أن جل الذين فتكت بهم «كورونا» كانوا من الفئات العمرية المتقدمة في السن والذين كانوا مصابين بأمراض مزمنة ويعانون من نقص حاد في المناعة.
تضيف المصادر نفسها أن سلطات السويد تفادت تكديس الحالات المصابة أو المشكوك في إصابتها داخل المستشفيات والمراكز الصحية، إذ إن هذه الأخيرة خصصت لاستقبال الحالات الصعبة أو الحرجة فحسب. أما الذين تظهر عليهم أعراض المرض فيُنصحون بالمكوث في منازلهم، واتباع إجراءات علاجية محددة، إلى حين شفائهم بعد أيام قلائل.
وترى السلطات الصحية هناك أن المرض لا ينتقل عادة إلى الأطفال، كما أن العدوى لا تنتشر بينهم في الرياض والمدارس، اللهم إلا بعض الحالات النادرة.
ومن ثم، يعيش السويديون في منأى عن أي تأثيرات نفسية سلبية للفيروس، بعدما حرص المسؤولون الصحيون هناك على عدم تضخيمه.
وقال تقرير أعدته شركة التحليل البريطانية «كابيتال إيكونوميز» إن السويد حققت معجزة بأفضل أداء في أوروبا خلال أزمة وباء كورونا، على الأقل من الناحية الاقتصادية.
وخلص التقرير إلى أن تعامل السويد مع الوباء كان الأفضل في أوروبا اقتصادياً. وفق ما أوردت صحيفة «الكومبس» الإلكترونية.
ولفت التقرير إلى أن جميع اقتصادات دول الشمال الأوروبي تجاوزت العاصفة بشكل جيد نسبيا، وتتصدرها السويد.
وقدم التقرير تفسيرات لأداء السويد، منها أن المدارس ظلت مفتوحة، مما يعني أن الوالدين كانوا قادرين على العمل كالمعتاد.
وأوضح تقرير آخر نشرته «بي بي سي» على موقعها الإلكتروني، أنه في الوقت الذي فرضت فيه دول أوروبية عدة إجراءات صارمة لمواجهة وباء كورونا المستجد، وتعيش كثير من المدن في ظل إجراءات الإغلاق الكامل، تعاملت السويد بطريقة مختلفة عن الدول الاخرى وسمحت لمواطنيها بالمضي قدماً في حياتهم العادية، رغم حظر التجمعات لأكثر من 50 شخصًا.
وتقوم استراتيجية الحكومة على مفهوم «المسؤولية الذاتية» معتمدة على تقديم الإرشادات أكثر من تطبيق القواعد الصارمة، مع التركيز على البقاء في المنزل إذا كان الشخص مريضا أو مسناً، وغسل اليدين جيداً، وتجنب أي سفر غير ضروري، وكذلك العمل انطلاقا من البيت متى كان ذلك ممكنا.
وإلى حدود يوم الثلاثاء، بلغ إجمالي الوفيات الناتجة عن كورونا 5 آلاف و814 حالة، بعد تسجيل وفاة واحدة جديدة في ظرف 24 ساعة. ونقل موقع «الكومبس» عن مستشار الدولة لشؤون الأوبئة أندش تيغنيل قوله إن عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس وصل إلى 86 ألفا و891 حالة، بعد تسجــــيل 170 إصابة خلال الـ24 ساعة. وبلغ عدد مرضى كورونا الذين دخلوا العناية المركزة حتى الثلاثاء ألفين و563 مريضا.
تؤكد مصادر «القدس العربي» أن سر تميز السويد في التعامل مع الفيروس، يتمثل في اقتناعها منذ البداية أن مسؤولية القرار الأول والأخــــير تجاه هذا الموضوع الطبي، موكولة في الأساس إلى العلماء والخبراء من ذوي الاختصاص، وليس إلى السياسيين والأمنيين.

شاهد أيضاً

قتيل إسرائيلي في كريات شمونة بعد قصفها بعشرات الصواريخ من لبنان

قال حزب الله اللبناني إنه أطلق عشرات الصواريخ على مستوطنة كريات شمونة، ردا على غارات إسرائيلية على مركز إسعاف أدت إلى مقتل 7 متطوعين، بينما أعلنت الطوارئ الإسرائيلية مقتل شخص جراء القصف على كريات شمونة.