يهود الدونمة و حكم كمال اتاتورك وسقوط الخلافة العثمانية

مَن هم يهود الدونمة؟! وكيف استطاعوا القضاء على الخلافة العثمانية؟!

-يهود الدونمة هم اليهود الذين نزحوا من بلاد الأندلس بسبب اضطهاد النصارى لهم بعد سقوط دولة الإسلام.

فبعد العذاب الذي ذاقه اليهود في إسبانيا بسبب محاكم التفتيش، لفظتهم أوروبا بأكملها، وقامت الإمبراطورية العثمانية في عهد السلطان محمد الرابع باستقبالهم وكانت معروفة أنذاك بتسامحها الديني، وأعطوهم أراضي ليعيشوا فيها وخصوصا في مدينة سالونيك اليونانية التي كانت تابعة للإمبراطورية أنذاك، وبعد أن استقروا وعاشوا في كنف المسلمين بدؤوا كعادتهم يخططون للخيانات.

والدونمة كلمة تركية معناها العائد وقد أطلقها الأتراك على هؤلاء اليهود المتظاهرين بالإسلام، حيث أضمروا اليهودية في نفوسهم، وكان أول شخص أطلق عليه هذا اللقب هو #ساباتاي_زيفي الأب الروحي لكل الدونيميين والذي ادعى أنه المسيح المنتظر والذي تزامن ظهوره مع مرور الإمبراطورية العثمانية بأوقات حرجة،

واستطاع هذا اليهودي أن يحشد أتباعا له في مختلف أرجاء العالم، لكن عندما سمع السلطان العثماني أنه ينوي تأسيس دولة يهودية داخل الإمبراطورية العثمانية قام بسجنه ونقله لقصر أدرنة للنظر في أمره، فاجتمع رئيس الوزراء وشيخ الإسلام وإمام القصر عند السلطان فقالوا له: “تدّعي أنك المسيح المنتظر فأرنا معجزتك، سنجردك من الثياب ونجعلك هدفا لسهام المهرة من رجالنا إن لم تُغرز السهام بجسمك سيقبل السلطان ادعائك، وبسرعة البرق أنكر ساباتاي كل شيء”.
فعرض عليه الخليفة الإسلام، فتظاهر بالقبول حتى يفلت من العقاب.

هذه الطائفة التي تكتمت على يهوديتها وتظاهرها بالإسلام، حتى ظهر منهم قادة سياسيون وعسكريون في الإمبراطورية العثمانية وكان أبرزهم #كمال_أتاتورك وآخرون الذين تعاونو مع الإنجليز والفرنسيين والحركة الصهيونية التي بدأت تظهر إلى العلن بداية القرن العشرين فيما بعد، وكان الهدف من هذا التعاون هو الوصول لمناصب عليا في الامبراطورية العثمانية وإسقاط آخر خلافة عثمانية والتي كان يقودها السلطان عبد الحميد الثاني.

فقام يهود الدونمة بإنشاء جمعية تسمى جمعية تركيا الفتاة أو الأتراك الشباب تدعو الأتراك من خلالها إلى الأفكار العلمانية والقومية، ومناهضة كل ما هو إسلامي، ليلتحق بهذه الجمعية عدد كبير من أفراد الجيش من مؤسسي ما عرف بحزب الاتحاد والترقي ومن بينهم إبرهيم ساتروفا، وهو الجناح العسكري لجمعية تركيا الفتاة فيما بعد، بعدها قام حزب الاتحاد والترقي بالانقلاب على السلطان عبد الحميد الثاني سنة 1909م بعد أن سلمه ثلاثة جنرالات قٍرار العزل اثنان منهم يهود، ليقوم هؤلاء الإنقلابيون بنفي السلطان عبد الحميد الثاني إلى مدينة سالونيك اليونانية.
يا للقدر!! فهي نفس المدينة التي استضاف فيها الخليفة العثماني محمد الرابع اليهود المضطهدين من محاكم التفتيش الإسبانية!!

وتولى بعد الخليفة عبد الحميد مَن لم يكونوا يحكمون، بل صورة فقط!

ظهر الحقد الدفين ليهود الدونمة بوضوح بعدما استطاعوا عزل الخليفة عبدالمجيد الثاني واعتلى كمال أتاتورك حكم الدولة العثمانية التي أصبحت في عهده الجمهورية التركية الحديثة، وحكمها لمدة خمسة عشر عاما حارب فيها كل ما يمت الإسلام والمسلمين بصله، حيث قام بأول خطوة وهي إلغاء الخلافة العثمانية، واستبدل الحروف العربية باللاتينية، ومنع الآذان بالعربية وألغى الحجاب وألغى منصب شيخ الإسلام.

وهكذا ديدن اليهود، الغدر ونقض العهود في كل زمان ومكان.

المصدر:

كتاب “السلطان عبد الحميد بين الإنصاف والجحود” لـ محمد الهلالي

شاهد أيضاً

ممرضتان تكشفان للجزيرة نت فظائع مذابح الاحتلال بمجمع الشفاء في غزة

وبعد انسحاب الجيش من المنطقة، تعود هبة إلى المكان، لتفقد مخلفات الفاجعة التي غيّرت حياتها إلى الأبد. وتسرد الشابة الفلسطينية قصتها للجزيرة نت وهي تشير بيدها "نحن الآن في الغرفة التي أعدموا فيها عائلتي، أمام عيني. باب الغرفة كان من هذا الاتجاه، كانت هنا الكومدينو والمرآة.. أهلي كانوا مباشرة أمامي هنا في هذا المكان، كلهم كانوا، هنا صار الحدث الذي قلب حياتي".