الأنبياء والأسئلة البشرية

 بقلم : محمد الرطيان

﴿ نحن نقص عليك أحسن القصص ﴾ :

ومن بين هذه القصص ذكر الله في كتابه الكريم اسماء الانبياء والرسل وحكاياتهم مَعَ الدعوة ومع أقوامهم.. الأنبياء والرسل الذين وردت أسمائهم في القران هم 25 فقط.. في السنة المحمدية ستقول لك الأحاديث الشريفة أن الرسل فقط يتجاوز عددهم الـ 300 رسول.. أما الأنبياء فقد وصل عددهم من 100 الف الى 120 الف ﴿ ورسلا لم نقصصهم عليك ﴾ .. ولا تحتاج يا محمد – انت ومن سيأتي بعدك – إلى قصصهم التي أما انها ستكون مكررة، او انها لا تحتوي على العبرة والموعظة التي تحتاجها أمتك التي ستأتي بعدك…

* امتك – والبشرية جمعاء – عانت، وما زالت تعاني، وستظل تعاني من القمع السياسي والاضطهاد والظلم الذي يصاحبه، لهذا لا بد ان نقص عليك قصة موسى وطغيان فرعون وكافة التفاصيل المحيطة بما حدث من قمع واضطهاد وظلم.

* في بدايات دعوتك يا محمد لم يكن الشذوذ الجنسي حالة واضحة في قريش وقبائل الجزيرة العربية… ولكن سيأتي زمان يشرعن ويقنن ويصبح أمراً عصرياً؛ لهذا لا بد أن نروي لك حكاية لوط وقومه.

* الاقتصاد عَصّب الحياة لهذا سنروي لك ولأمتك كيف عاقبنا قوم شعيب لعبثهم في البيع والشراء وغشهم التجاري.

وستكتشف يا محمد – أنت وأمتك – أن حكاية كل نبي هي مثال لامر ما ستحتاجه البشرية كنموذج إلى آخر لحظة في مسيرتها في هذه الحياة:

– آدم وسؤال الخلق والبداية.

– إدريس وبدايات الصراع الأزلي بين الخير والشر.

– نوح والفساد البشري والنهايات الكبرى التي تكون بداية لبداية جديدة، والإيمان بأن الذي حدث للبشرية، ذات يوم، بسبب الطوفان.. من الممكن أن يتكرر بأشكال أخرى!

– إبراهيم وضياع الإنسان بين المذاهب والمعتقدات والبحث عن الرب الواحد.

– شعيب والاقتصاد واشكالاته والغش التجاري.

– يوسف وفتنة الجمال والسلطة والغيرة والحسد في العائلة الواحدة.

– لوط والشذوذ بكل أنواعه بدءاً من الشذوذ الأقبح : الشذوذ الجنسي.

– أيوب ومثال الصبر – هذه الصفة العظيمة – ونموذجه الأعلى.

– موسي والطغيان السياسي الذي كان وما يزال وسيظل احد أفدح أشكال الظلم التي تتعرض لها البشرية.

– داوود وسليمان والإنسان السوبرمان/ الانسان الحلم الذي يكون الانس والجان والحيوان تحت قبضته وسيطرته.. الانسان الذي يحلم به فلاسفة القوة والذي لديه القدرة على تطويع الرياح ومخاطبة الطيور والنمل!

– عيسى والشكل الرابع لقدرة الخالق على الخلق:

كل البشر: بوجود ذكر وأنثى

آدم: لا وجود للذكر والأنثى

حواء: بوجود الذكر وغياب الأنثى

عيسى: بوجود الأنثى وغياب الذكر

وستجد أمثلة ونماذج لبشر عاديون – مثلي ومثلك – لم يصلوا لمرتبة الأنبياء والرسل، ولكنهم تميزوا بالصلاح والحكمة: لقمان، الخضر، ذي القرنين… وستجد الطغاة والجبابرة: فرعون، أبرهة، جالوت، هامان، قارون… وستجد سيّد الشر في الزوايا يشعل نيرانه: أبليس.

كل حكاية يرويها لك القرآن، هُوَ يقول لك: حدثت بالأمس.. وستحدث غداً!

الحكايات نفسها.. التفاصيل نفسها.. النتائج نفسها.. فقط: اسماء الأبطال ستختلف!

سؤال كل عصر ستجد إجابته في القرآن..

وما تم ذكره من أنبياء وأقوام هو مجرد مثال لحالة تحتاج البشرية لحل إشكاليتها.

ذكرهم خالق البشر بعناية لأنه يعلم بالطبيعة البشرية، وبهواجسها، وبالاشكالات التي ستطارد الانسان الى اللحظة الاخيرة في هذه الحياة.

شاهد أيضاً

عبد المجيد الزنداني.. حياة حافلة بالعلم والعمل والجهاد

ودع اليمنيون والأمة العربية والإسلامية يوم الإثنين 13 من شوال 1445 للهجرة، الموافق 22 أبريل 2024م علما من أعلام هذه الأمة، وكوكبا من كواكبها، وهاديا من هداتها، ورائدا من روادها، هو الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني، العالم العامل، والمجاهد والمربي، والقدوة المعلم، القرآني المحمدي الرباني، صاحب العطاءات الدعوية، والإمدادات التربوية، والجهود التعليمية، والأطوار الجهادية،