إرهابي أم “كبش فداء”.. تفاصيل مثيرة حول اعتقال مصري في أوكرانيا

نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يسعى إلى “إنجاز كبير جديد” على ما يبدو، باعتقال طالب جامعي مصري.

ضجت وسائل الإعلام المصرية بنبأ اعتقال الشاب المصري في أوكرانيا معتز محمد (27 عاما)، وحسمت الأمر سريعا بأنه “قيادي إرهابي خطر”، ينتمي -بطبيعة الحال وفق الدارج في مصر- إلى جماعة الإخوان المسلمين.

وسوّقت وسائل الإعلام المصري اعتقال معتز -الذي يدرس الطب في أوكرانيا منذ نحو 6 أعوام- باعتباره إنجازا كبيرا للنظام الذي يلاحق معارضيه في الخارج ويسعى لاعتقالهم في كل مكان.

توقيت اعتقال معتز جاء مفاجئا ومحاطا بالكثير من التساؤلات والتناقضات التي عززت سريعا احتمال أن يكون “كبش فداء”، تريد مصر أن تحفظ به ماء وجهها أمام أوكرانيا.

وقبل ساعات قليلة من اعتقال معتز، اجتمع نائب وزير الخارجية الأوكراني مع سفير مصر، وناقشا مسألة إعادة السجين الأوكراني إدوارد شيكوش، المحكوم عليه في مصر منذ مارس/آذار 2012 بالسجن 25 سنة، بتهم تتعلق بتهريب السلاح وتنظيم أعمال شغب جماعية.

حجة الاعتقال التي ذكرها موقع “أوكرانيا بالعربية” نقلا عن جهاز أمن الدولة المصري، هي أن معتز مدرج على قائمة المطلوبين للإنتربول، وينتمي إلى “الإخوان المسلمين”، وهذا يتنافى مع حقيقة أنه حصل في 11 سبتمبر/أيلول 2019 على الإقامة الدائمة في أوكرانيا، أي بعد التأكد من أنه “غير محكوم عليه، وغير مطلوب للشرطة الدولية”، هذا بالإضافة إلى أن أوكرانيا لا تصنف “الإخوان المسلمين” منظمة إرهابية.

لماذا معتز؟
وللإجابة عن سؤال: لماذا يستهدف النظام المصري معتز ويسعى لاعتقاله؟ تواصلنا مع أصدقاء مقربين منه في الجامعة، وفي جمعية “الفجر” الاجتماعية الطلابية التي كان ناشطا فيها بمدينة بولتافا حيث يقيم.

يقول أحدهم -وقد طلب عدم الكشف عن اسمه- إن “معتز اعتقل بعد الانقلاب العسكري في يناير/كانون الثاني 2014، ثم أثبت القضاء براءته من تهم حيازة السلاح وقتل طفل في سبتمبر/أيلول من السنة نفسها، وخلال هذه الفترة تعرض للتعذيب الشديد”.

ويضيف “كان يدرس في جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، وبعد الإفراج عنه سافر بشكل رسمي وقانوني إلى أوكرانيا، لكن قضيته تجددت أمام القضاء العسكري، وحكم عليه غيابيا في 2016 بالسجن المؤبد”.

وقد حصلت الجزيرة نت على وثائق خاصة بعملية الدفاع عن معتز في 2014، وقرار إخلاء سبيله.

ويقول أحد أصدقائه في جمعية “الفجر” الاجتماعية -رافضا الكشف عن هويته أيضا- إن معتز كان نشيطا، لكنه لم يكن ذلك المتميز أو المتشدد دينيا، بل كان على الأرجح التزامه الديني “سكر خفيف”، وهو المعروف بحب ارتداء الجينز وحلاقة اللحية واستخدام جيل الشعر ومتابعة الموضة.

وأضاف “كان معارضا للانقلاب دون شك، لكنه يتجنب الحديث حول هذا الموضوع خوفا على أصدقائه المصريين، وربما لهذه الأسباب كان هدفا للنظام، فمؤيدو السيسي متجبرون هنا ويهددون أمثال معتز بكل سوء”.

دفاع حقوقي
اعتقال معتز المفاجئ ونوايا ترحيله السريع حركت عجلة الدفاع الحقوقي عنه شيئا فشيئا، والذي يرى أن الاعتقال يتناقض مع القوانين الأوكرانية والمعايير الإنسانية.

زوجته الأوكرانية أناستاسيا تقول “يتهمونه بالإرهاب والقتل، ولكن السفارة المصرية لم تبلغه بأي قرار صدر بحقه على مدار السنوات الماضية، والأوراق المقدمة باسم الإنتربول تحتوي أخطاء كثيرة، ومكتوب عليها (الترجمة غير رسمية)، كل شيء يدل على أن الاتهام ملفق.

ويقول الناشط الحقوقي بافلو فيدوسوف “بدأنا مراسلة الجهات المعنية والمسؤولين باسم عدة منظمات حقوقية، مركزين على أن اعتقال الشاب المصري لا يختلف عن اعتقال روسيا للأوكرانيين تعسفا، وأن أوضاع حقوق الإنسان في مصر ترجح أن يكون مصير معتز التعذيب والموت”.

المصدر : الجزيرة

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".