مسؤولة اسبانية: المغرب ما زال يرفض إعادة مواطنيه العالقين في الخارج منذ إغلاق الحدود البرية والبحرية والجوية

قالت مسؤولة إسبانية إن المغرب ما زال يرفض إعادة مواطنيه العالقين خارج البلاد منذ إغلاق الحدود البرية والبحرية والجوية، ما تسبب في معاناة عشرات الألوف من المغاربة الذين وجدوا أنفسهم في وضعية صعبة، وتسعى السلطات المغربية عبر سفاراتها وقنصلياتها إلى التخفيف من هذه المعاناة.
وقالت غلوريا روخاس، نائبة حاكم مدينة مليلية المغربية التي تحتلها إسبانيا، إن المغرب «لا يسمح بعودة مواطنيه الذين علقوا في إسبانيا بعد إغلاق الحدود من جانب واحد في 13 آذار/ مارس 2020»، وأن وزارة الخارجية الإسبانية تبذل جهوداً مع المغرب للحصول على قبول اقتراح من حكومة مليلية لفتح ممر إنساني، حتى يتمكن مئات المغاربة الذين حوصروا في المدينة بعد إغلاق الحدود من العودة إلى منازلهم».
وأضافت أن «المغرب لا يسمح بعمليات الترحيل في الوقت الحالي لكني آمل أن يفتتح هذا الممر الإنساني من أجل السماح لمئات المغاربة المحاصرين في مليلية بالعودة إلى بلادهم في أسرع وقت ممكن».
وأعلن محام مغربي من بين العالقين في مدينة سبتة التي تشبه في وضعيتها مدينة مليلية، عن الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام ابتداءً من أمس الجمعة، بسبب استنفاده «جميع الوسائل الممكنة؛ من أجل لفت انتباه السلطات المغربية إلى معاناة العالقين في سبتة ومليلية». ونقل موقع العمق عن المحامي في هيئة الرباط منصف السعيد، أن إقدامه على هذه الخطوة يأتي في ظل تعرض المغاربة العالقين لـ«الإهمال والتجاهل والصمت المطبق من قبل السلطات المغربية منذ 35 يوماً، وكأننا نكرة ومبنون للمجهول رغم كل الأبواب التي طرقناها وكل المحاولات بشتى الوسائل المتاحة لنا». وأضاف أنه اضطر إلى «التضحية عبر هذا الإضراب عن الطعام ليس من أجلي فقط، ولكن من أجل كل المغاربة العالقين للمطالبة بحقنا في العودة الفورية بعد أن عانينا وقاسينا وصبرنا، ولا شيء ولا نتيجة ولا مؤشر».
وقال: «قررت خوض الإضراب إلى أن تطأ قدماي أو جثتي تراب مدينتي». وأنه أخبر القنصل المغربي في مدينة الجزيرة الخضراء بإقدامه على هذه الخطوة الاحتجاجية «باعتباره القناة الوحيدة التي تمثل السلطات المغربية في ظل التجاهل التام في التواصل معنا على الأقل»، حيث «لا توجد حالياً أي مؤشرات نعلق عليها الأمل في العودة». وفي مدينة سبتة 300 مغربي عالقون بسبب إغلاق المغرب حدوده، بينهم مغاربة كانوا في سياحة في دول أوروبية، وآخرون يعملون في مدينة سبتة ويقطنون داخل المغرب، إلى جانب أكثر من مئة قاصر مغربي من المرشحين للهجرة السرية، الذين وضعتهم حكومة سبتة في مركز رياضي مغطى بشكل مؤقت. عدم إيجاد حل للمغاربة العالقين دفع بعضهم في البداية إلى الإقامة في فنادق في المدينة، إلا أن قرار الحكومة المحلية بإغلاق الفنادق جعلهم عرضة للتشريد، حيث استطاع عدد منهم إيجاد منازل للكراء وأخرى من دون تجهيزات تقاسمها معهم سكان مغاربة في المدينة، فيما قامت السلطات المحلية بإيواء الباقي في قاعة مغطاة، إلا أنها تفتقد للشروط الصحية اللازمة.وقال المحامي السعيد إنه منذ إغلاق المغرب حدوده مع إسبانيا بسبب كورونا وإلى حدود اليوم، لم يتواصل معهم أي مسؤول أو جهة رسمية في المغرب، مستغرباً قيام السلطات المغربية بالتواصل مع مختلف المغاربة العالقين في دول العالم واستثنت العالقين في سبتة ومليلية، ولم يتم مساعدتهم لا مادياً ولا معنوياً ولا عينياً، «صبرنا الأسبوع الأول والثاني والثالث، قبل أن نتفاجأ بتصريح رئيس الحكومة العثماني يدعونا فيه إلى مزيد من الصبر، لغة الخشب هاته تدل بصفة قطعية أن وزارة الخارجية والحكومة ككل لا يعرفون الإجراءات التي يجب اتخاذها أصلاً، لذلك فإن اليأس هو الذي جعلني أقدم على هذه الخطوة». وقال: «لا نريد دعماً مادياً ولا سكناً، فقط نريد العودة إلى أبنائنا ومنازلنا، فنحن مغاربة يجب أن نتمتع بنفس الحقوق التي يتمتع بها كل المواطنين، والدولة المغربية ذات سيادة يجب أن تحمي مواطنيها في الداخل والخارج، لأنك حين ترى أن الدولة لم تتدخل بأدنى السبل لتخفيف وطأة هذا الوضع الاستثنائي، تشعر أنك غير مهم بالنسبة لها».
من جهة أخرى، ناشدت السفارة الهولندية في الرباط السلطات المغربية من أجل منحها تراخيص لطائرات هولندية للقدوم إلى المغرب لنقل المواطنين الهولنديين من أصول مغربية لدوافع إنسانية.
وقالت في منشور على صفحتها الرسمية على «فيسبوك»، إن وزارة الخارجية الهولندية تعمل جاهدة على إعادة المواطنين الهولنديين من أصل مغربي، الذين علقوا في المغرب بعد تعليق الرحلات الجوية وفرض حالة الطوارئ الصحية، «لقد طلبنا من المغرب السماح برحلات إنسانية استثنائية للأشخاص الذين يعيشون في ظروف صعبة»، وأكدت أنه بمجرد أن يأذن المغرب بهذه الرحلات سيتمكن هؤلاء الأشخاص من المغادرة بشكل فوري

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".