لوفيغارو: أزمة كورونا.. هناك بصيص أمل وإشارات مشجعة

قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية إن هناك عدة عوامل تشير إلى تحسن الوضع في فرنسا وأوروبا عموما، رغم أن وباء كورونا (كوفيد-19) لا يزال يواصل تقدمه، ورغم أن السلطات تطالب بعدم إنهاء الحجر الصحي.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحصيلة الأسوأ في الوفيات المتمثلة في مقتل 588 شخصا التي سجلت بفرنسا في 3 أبريل/نيسان الحالي؛ أعقبها انخفاض مباشرة في اليوم التالي، كما أظهرت أحدث التقارير أن حالات الوفاة المسجلة حاليا يدخل فيها إحصاء الضحايا في دور رعاية المسنين والمؤسسات الخاصة الأخرى.

ورغم هذه الحصيلة، فإن الصحيفة قالت -في تقييمها- إن الأيام القليلة الماضية ظهر فيها بصيص من الأمل يوحي بأن الوضع سيتحسن قريبا، ويتجلى ذلك في:

وضع مستقر
قالت الصحيفة إن مارتن هيرش، المدير العام للمؤسسة التي تشرف على مستشفيات باريس؛ أعلن للصحافة أن الوضع “قد استقر” بعد “أسبوع شاق للغاية”؛ حيث كان من المتوقع أن يصل الوباء قمته في منطقة باريس (6 أبريل/نيسان تقريبا)، ونبه إلى ضرورة عدم التعجل في الأمر، وأرجع الاستقرار إلى الحجر الصحي واحترام الناس له.

وأشار رئيس المستشفيات الباريسية إلى أن “مفهوم وصول القمة لا معنى له” لأن “القمة تعني الارتفاع السريع الذي يتلوه انخفاض سريع، في حين أن هذا الوباء يرتفع بسرعة لكن انخفاضه بطيء”. واختار المسؤول التعبير “بالهضبة” بدل القمة.

وحسب المؤسسة التي تشرف على مستشفيات باريس، فيوجد احتمالان: إما أن تستقر الأرقام لمدة خمسة أيام قبل الانخفاض في 11 أبريل/نيسان، أو تستقر بعد عشرة أيام عند 16 أبريل/نيسان.

عناية مركزة بوتيرة أقل
من جهته، قال المدير العام لمؤسسة الصحة الفرنسية جيروم سالومون إن وجود ما يقرب من سبعة آلاف شخص في العناية المركزة يوم 5 أبريل/نيسان الجاري يعد رقما قياسيا في سجل “التاريخ الطبي الفرنسي”، وأضاف بنبرة تفاؤل أن “الحاجة الدائمة لإيجاد أماكن جديدة في العناية المركزة أصبحت بوتيرة أقل”.

وأوضحت الصحيفة أن عدد الأشخاص الذين يدخلون المستشفى بسبب الإصابة بكورونا، إذا لم يكن قد قل، فإنه أصبح منذ 26 مارس/آذار الماضي ينمو بشكل أبطأ، مما يعد “مؤشرا مهما يسمح لنا بإدراك التوتر داخل المؤسسات الصحية”، وإن كان “لا يعني ذلك أن نصدح بالنصر”، حسب فيليب جوفين رئيس الطوارئ في مستشفى جورج بومبيدو، الذي وصف الوضع بأنه “متوتر للغاية”.

وفي منطقة “غران إيست” المتضررة بشكل كبير، قال مدير الوكالة الجهوية للصحة كريستوف لانيلونغ إنهم يأملون فترة من الهدوء بعد بلوغ المرض ذروته بين 10 و25 من الشهر الجاري، وذلك بفضل فعالية تدابير الحجر.

وأوضح قائلا “إننا نشهد -وهذه علامة قوية جدا على الأمل- انخفاضا في معدل الحاجة إلى الرعاية المكثفة”؛ لأن عدد الأشخاص الذين دخلوا المستشفيات في العناية المركزة زاد بنسبة 2.8% فقط بين الأربعاء والخميس، مقابل 38% قبل أسبوعين”، وأضاف أن “مؤشرات عديدة تشير إلى أن تدابير الحجر ستؤتي ثمارها، وأن عدد المرضى الخطرين سيستقر”.

خيارات علاج متزايدة
وقالت الصحيفة إن الأمل ينشأ أيضا من التجارب السريرية، حيث كان يوجد علاج الكلوروكين المثير للجدل الذي تبناه الطبيب ديدييه راؤول في فرنسا، وانضافت إليه مبادرات جديدة متزايدة.

وفي هذا السياق، أشارت السلطات الصحية إلى تجربة “كوفبلازم”، التي يجب أن تبدأ اليوم -الموافق 7 أبريل/نيسان- في مستشفى سانت أنطوان في باريس، والهدف منها هو نقل بلازما الدم من المرضى الذين تم شفاؤهم إلى ستين من “المصابين في المرحلة الحادة من المرض” من مناطق عديدة في فرنسا.

وتدور تجربة أخرى حول دودة البحر المسماة “الأرينيكول”، التي تحتوي على هيموغلوبين يحمل نسبة من الأكسجين تزيد أربعين ضعفا على التي يحتويها الهيموغلوبين البشري، وهو ما قد يوفر حلولا محتملة للمرضى الذين يعانون من ضيق التنفس، خاصة أن هذا الحيوان الصغير موجود بكثرة على ساحل المحيط الأطلسي.

رؤية نهاية النفق
وفي إسبانيا -الأكثر تضررا بعد إيطاليا (أوروبيا)، كما تقول الصحيفة- هناك أيضا بصيص أمل، حيث تباطأ الارتفاع، بعد أن بلغت الزيادة في الحالات المؤكدة في 6 أبريل/نيسان 3.3%، مقارنة بـ 8.2% يوم 1 أبريل/نيسان، ولم يزد عدد الوفيات على 637 حالة مقابل 950 الخميس الماضي. ومع ذلك، لا تزال الحكومة ترى ضرورة اليقظة وتمديد الحجر حتى 25 أبريل/نيسان الجاري.

كما بدأت إيطاليا –حسب الصحيفة- الاستعداد لرفع الحجر، بعد أن انخفض عدد الوفيات هناك يوم الأحد لأول مرة منذ أسبوعين، وبلغ 525 حالة مقابل 681 في اليوم السابق. وقال رئيس المعهد العالي للصحة الإيطالي سيلفيو بروسافيرو إن “المنحنى بدأ الهبوط”.

وفي هذا السياق من التعافي، كشف وزير الصحة الإيطالي روبرتو سبيرانزا أمس الأول عن خطة إستراتيجية من خمس نقاط “للخروج التدريجي” من الوباء؛ تقوم على تعميم ارتداء القناع، وتباعد اجتماعي دقيق في أماكن السكن والعمل”، وفتح المستشفيات المخصصة لكوفيد-19 بعد الأزمة، وتعزيز “شبكات الصحة المحلية”، وإنشاء تطبيق على الهاتف الذكي لرسم خريطة لتحركات المرضى قبل 48 ساعة من الإصابة، على أمل الخروج من النفق الذي اجتاح شبه الجزيرة.

وأضاف الوزير أن “حالة الطوارئ لم تنته بعد، والخطر لم ينقشع بعد، ولا تزال أمامنا بضعة أشهر صعبة، وعلينا ألا نضيّع التضحيات المقدمة”.

من ناحيتها، تخطط النمسا لرفع القيود تدريجيا ابتداء من 14 أبريل/نيسان الجاري، وذلك بإعادة فتح الشركات الصغيرة وفقا لجدول زمني يمتد لعدة أشهر، كما قالت الصحيفة.

ابق في المنزل
ورغم هذه الإشارات الإيجابية التي أعطت أملا في تباطؤ الوباء، فإن الحكومات الأوروبية -وكذلك العاملون في المجال الصحي- يطالبون المواطنين باحترام تدابير الحجر التي أثبتت قيمتها، كما أفادت لوفيغارو.

ووفقا لمدير مؤسسة الصحة الفرنسية، فإن هذا الحبس “كان له تأثير كبير” على تطور الوباء في فرنسا، ويجب ألا يتم إنهاؤه “في وقت قريب جدا”، وإن كان من الممكن جعله “أكثر مرونة”.

كما أن المدير العام للمؤسسة التي تشرف على مستشفيات باريس يرى أن “إنهاء الحجر في وقت مبكر للغاية سيؤدي إلى خلق ما تجنبناه حتى الآن من الانتشار”.

وختمت الصحيفة بأنه رغم كل هذه الإشارات الصغيرة، ومهما كانت النتيجة في غضون أيام قليلة؛ فيجب علينا الحفاظ على الجهد الجماعي للحجر.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".