الردود الفلسطينية الغاضبة تتواصل على لقاء البرهان بنتنياهو ودعوات لشعب السودان بمحاسبة صاحب “السلوك المشين”

تواصلت الردود الفلسطينية الغاضبة على اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مع رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان، خاصة وأنه جاء في إطار حالة الغضب الرسمي والشعبي، الرافضة لـ”صفقة القرن” التي أعلن عنها قبل أيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ودانت حركة فتح اللقاء، وأكد أمين سر اللجنة المركزية اللواء جبريل الرجوب أن لقاء البرهان مع نتنياهو “يتناقض مع موقف الشعب السوداني الشقيق المناصر على الدوام لحق شعبنا في إقامة دولته الحرة والمستقلة ذات السيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.

وأكد أيضا أنه يشكل خروجا عن مبادرة السلام العربية، وقرارات مجلس وزراء الخارجية العرب، ومنظمة التعاون الإسلامي الأخيرة.

وطالب الرجوب مكونات تحالف “الإجماع الوطني” السوداني المنضوية تحت قوى “إعلان الحرية والتغيير” بإدانة هذا اللقاء، و”اتخاذ المواقف التي تعكس تطلعات الشعب السوداني ومواقفه التاريخية تجاة القضية الوطنية الفلسطينية”.

وشدد الرجوب على أن مثل هذه اللقاءات “ستفشل في احتواء حركة الشعوب العربية، وقوى التحرر العالمية المناصرة لحقوق شعبنا، والرافضة لصفقة القرن”.

كما استنكرت حركة حماس على لسان الناطق باسمها حازم قاسم لقاء البرهان مع نتنياهو، وأكد أن هذه اللقاءات التي وصفها بـ”التطبيعية” تشجع الاحتلال على مواصلة الجرائم والعدوان ضد الشعب الفلسطيني، وتمثل “انتهاك حرمة مقدسات الأمة العربية والإسلامية، وتشجع الاحتلال والإدارة الأمريكية على استمرار التنكر لحقوق شعبنا المشروعة”.

حماس تستنكر لقاء البرهان مع نتنياهو وتؤكد بأن هذه اللقاءات “التطبيعية” تشجع الاحتلال على مواصلة الجرائم والعدوان ضد الشعب الفلسطيني

وشدد قاسم على أن الاحتلال “هو الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي، ويمارس عدوانه على حقوق أمتنا التاريخية، لذا يجب وقف مسلسل التطبيع الذي لا يخدم إلا الاحتلال وأطماعه التوسعية، وهو بالضرورة ضد مصالح شعوبنا العربية وأمنها القومي”.

ودعا قاسم مكونات الأمة على المستوى الرسمي والشعبي لـ”مواجهة المشروع الصهيوني القائم على محاربة كل محاولات النهوض العربي، والوقوف في وجه سياساتها المعادية لثوابت الأمة وهويتها”.

كما أدانت حركة الجهاد الإسلامي بشدة اللقاء، وأكدت في بيان لها أن هذا الاجتماع “لا يعبر أبدا عن الموقف الأصيل والمعروف للشعب السوداني الذي يعتبر من أكثر الشعوب مساندة وتأييدا للقضية الفلسطينية والمقاومة”.

ووصفت اللقاء بـ”الآثم” وأنه يشكل “ردة عن الموقف السوداني العروبي الأصيل وعن لاءات الخرطوم الثلاث التي شكلت وما زالت أحد أهم الثوابت العربية التي تمثل نبض الشعوب العربية وصوتها في رفض التطبيع وتجريم أي علاقة مع العدو الصهيوني”، داعية الشعب السوداني وقواه الحية وثواره الأحرار لـ “رفض وإدانة هذا اللقاء والوقوف في وجه أي محاولة لاختراق الموقف السوداني الأصيل”.

وأدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اللقاءَ، ودعت الشعب السوداني وحركته الوطنية لإدانته أيضا، والتصدي لأي خطوات تطبيعية تترتب عليه.

وقالت في بيان لها إن لقاء البرهان مع نتنياهو “يضرب في الصميم مصالح الشعب السوداني، وموقفه الذي لم يتوقف عن دعم الشعب الفلسطيني، وانخراط الكثير من أبنائه في صفوف المقاومة الفلسطينية”.

وأشارت إلى أن عقد هذا اللقاء بعد يوم على انتهاء اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي رفض “صفقة القرن”، يؤكد “زيف المواقف المعلنة من بعض الأنظمة العربية إزاء الحقوق الفلسطينية والعربية”.

وأوضحت أن ذلك يُظهر “مدى الخنوع والتبعية لسياسات ومخططات معادية تستهدف المصالح العليا للأمة العربية، وتصفية القضية الفلسطينية والتطبيع العربي مع الكيان الصهيوني”.

ودعت حكومة السودان إلى “وقف جريمة التطبيع التي أقدم عليها البرهان في لقائه مع نتنياهو، وبما يحفظ للسودان الشقيق مكانته، والقيمة الإضافية التي اكتسبها مع لاءات القمة العربية التي انعقدت في الخرطوم بعد هزيمة 1967 (لا صلح – لا اعتراف – لا تفاوض) مع إسرائيل”.

وأدان تيسير خالد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، اللقاء بين البرهان ونتنياهو، وأكد أنه يشكل “طعنة غادرة في ظهر الشعب الفلسطيني وإساءة لا حدود لها لتاريخ الشعب السوداني”، ودعا قوى الحرية والتغيير السودانية إلى “مساءلة ومحاسبة البرهان على هذا السلوك المشين والرخيص”.

وكات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، أدان اللقاء وقال إنه يمثل “طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وخروجاً صارخاً عن مبادرة السلام العربية”.

شاهد أيضاً

مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلسطينيين

ترى سماح جبر، وهي طبيبة ورئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية، أنه وسط تصاعد حالات تعذيب الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هناك حاجة ملحة إلى قيام المتخصصين في مجال الصحة بتوثيق مثل هذه الفظائع بشكل صحيح.