هل عملت حساب تسرب الماء؟

بقلم الشيخ عمرو عفيفي

تخيل لو كنت في غرقة مغلقة بإحكام، والماء يتسرب إليها ببطء، ويرتفع منسوبه مع الوقت وأنت تعلم أنه في وقت ليس ببعيد سيصل الماء إلى سقف الغرفة ويموت كل من فيها.

وأنت في هذه الأثناء في جيبك هاتف زكي، فيه كل ما تشتهي من الألعاب والمواقع. ماذا ستفعل إلى أن يصل الماء إليك؟

أعتقد أن كل مؤمن بالله واليوم الآخر، إما أنه لن يفكر في استعمال الهاتف أصلا، بل سينشغل بالاستغفار والذكر، وإما أنه سيخرج الهاتف ليتصل بشخص ظلمه طالبا الصفح، أو بقريب قطعه طالبا الوصل.

ما أشبه هذه الغرفة بهذه الدنيا، لكن الناس لا يرون الماء/الموت ولا يعرفون متى يصل إليهم.
فهناك من بلغ الماء إلى طرف أنفه وهو لا يدري ولا يرى! وهناك من دون ذلك.

ومع ذلك أكثر الناس مطمئنون بالحياة الدنيا منشغلون باللهو في هواتفهم وغيرها، ولا يذكرون الله إلا قليلا.

من أكبر وظائف القرآن، وفوائد تدبره والمواظبة على قراءته، أنه يذكرك دائما ويظهر لك هذه الحقائق واليقينيات الكبرى، من انقضاء الدنيا وقرب الأجل.

وأكبر أضرار الغفلة عن القرآن هي الغفلة عن الماء حتى يباغتك وأنت على غير ما ترضى ويرضى خالقك.

{إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا
وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}

شاهد أيضاً

هكذا أدارت المقاومة الحرب النفسية مع الاحتلال في غزة

ظهرت في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أهمية الحرب النفسية باعتبارها جبهة أساسية من جبهات هذه المعركة، وحاول كل طرف توظيف الدعاية للتأثير النفسي في مخاطبة جمهوره والجمهور المعادي.