بالتزامن مع “منتدى شباب العالم”.. انتهاكات مضاعفة لمعتقلي العقرب

كشفت مصادر حقوقية عن تعرض معتقلي سجن طرة شديد الحراسة “992” المعروف في مصر باسم سجن “العقرب” إلى انتهاكات مضاعفة، وتزايد في إجراءات التعسف والقمع التي تأتي متزامنة مع عقد منتدى شباب العالم بمدينة شرم الشيخ.

وأفادت المصادر بأنه رغم ما يختص به سجن العقرب من تضييق مستمر يطال أغلب الحقوق الأساسية للسجناء، فإنه تمت مضاعفتها خلال اليومين الماضيين، دون توفر مبرر واضح لذلك.

وأوضحت أن السجن شهد حملة تجريد مشددة، انتهت إلى سحب جميع الأغطية من المعتقلين، وكل ما من شأنه أن يخفف من برد الشتاء القارس داخل الزنازين المعدة بشكل يزيد من قسوة تقلبات الجو المختلفة خلال العام.

وأجبر ذلك الكثير من معتقلي السجن على النوم على خرسانة السجن مما سيؤدي حتما -حسب المصادر الحقوقية- إلى إصابة الكثير منهم بأمراض الشتاء الموسمية، في ظل وجود الكثير من أصحاب الأعمار المرتفعة والأمراض المزمنة.

وتضمنت تلك الإجراءات تجريد المعتقلين من أي ملابس إضافية، لم يمض على السماح بدخولها سوى أيام قليلة، ومنع ممارسة الرياضة بشكل كامل دون مبرر، ومنع دخول أي أطعمة سوى وجبة السجن اليومية التي تنحصر في رغيفي خبز إضافة إلى قالب صغير من “الحلاوة الطحينية” وغَرفة عدس.

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع عقد النظام المصري منتدى شباب العالم الفترة ما بين 14 و17 من الشهر الجاري، بمدينة شرم الشيخ الساحلية، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومشاركة أكثر من خمسة آلاف من شباب العالم حسب القائمين عليه.

وفي هذا السياق، يقول مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان المحامي خلف بيومي إن الوضع في سجن العقرب خاصة ينذر بمأساة لا تحمد عواقبها، حيث إنه برغم ما هو معروف عنه من سوء في المعاملة، يتعرض السجناء لانتهاكات متتابعة بشكل دوري لا يتوقف.

ولفت المحامي -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن ما يجري الكشف عنه في حقيقة الأمر أقل من الواقع بكثير، لما هو معلوم عن السجن من منع كامل للزيارة، وعدم السماح بأي تواصل مع المعتقلين فيه.

وأبدى الحقوقي المصري تعجبه من أن تتزامن هذه الانتهاكات الجديدة مع مؤتمر شباب العالم الذي يهدف النظام من خلاله إلى محاولة تبييض صفحته أمام العالم، في وقت يؤكد فيه أن شباب مصر باتوا على يقين من أن هذه المؤتمرات لا جدوى منها.

ولم يجد المحامي مناصا من تكرار مطالبة النائب العام بتحمل مسؤولياته القانونية، والتحقيق فيما يحدث داخل “العقرب” ووقف أسلوب القتل الممنهج لمن فيه من المعتقلين.

وحسب جهات حقوقية دولية ومحلية، فإن سجن طرة شديد الحراسة، المعروف بالعقرب، أحد أسوأ السجون المصرية، ويشهد انتهاكات وتجاوزات مستمرة ومزمنة، تتمثل في منع الزيارة وعدم السماح بدخول أدوية أو مقتنيات النظافة الشخصية، فضلا عن إجراءات تعسفية يتم اتخاذها بين الحين والآخر.

شاهد أيضاً

مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلسطينيين

ترى سماح جبر، وهي طبيبة ورئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية، أنه وسط تصاعد حالات تعذيب الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هناك حاجة ملحة إلى قيام المتخصصين في مجال الصحة بتوثيق مثل هذه الفظائع بشكل صحيح.