الناخبون العرب والمسلمون في بريطانيا من العزوف إلى المشاركة

الجزيرة

تحظي أصوات الناخبين المسلمين والعرب في بريطانيا باهتمام متزايد خلال الحملة الانتخابية، وأصبح هناك من يقتنع بقدرة هذه الأصوات على حسم العشرات من المقاعد، وسط توقعات بمشاركة غير مسبوقة في الانتخابات البرلمانية التي ستجري غدا الخميس.
وعلى هامش ندوة نظمها “منتدى التفكير العربي” في لندن، حول أهمية مشاركة الجالية المسلمة ببريطانيا في الانتخابات المقبلة، قالت فاتن حميد المرشحة عن حزب العمال في غلاسكو بأسكتلندا” للجزيرة نت إن التحدي الأكبر لها كان إقناع الجالية العربية والمسلمة بأن صوتهم سيكون له أهمية “وأن يقتنعوا بأن هذا البلد هو بيتنا ونحن مواطنون لنا جميع الحقوق وعلينا أيضا واجبات”.

وترى السياسية البريطانية ذات الأصول العراقية والتي سبق وأن خاضت تجربتين انتخابيتين أن “الانتخابات هي الوسيلة التي يمكن من خلالها التعبير عن موقف واضح من الأحداث الجارية وإحداث تغيير في المشهد السياسي”.

وتعتقد أن الجالية العربية والمسلمة في بريطانيا “لا تنقصها لا الكفاءة ولا الخبرة من أجل المشاركة السياسية وأن تتصدر المشهد السياسي البريطاني” وبقي فقط أن “تقتنع هذه الجالية بأهمية صوتها”.

وتعبر فاتن حميد عن أسفها من أن نسبة مشاركة الجاليات المسلمة في الانتخابات السابقة كانت دون المستوى المطلوب “ولهذا بالنسبة إلي فأنا أعبّد الطريق للأجيال القادمة من خلال اقتحام عالم السياسة وأريد أن أوصل رسالة لكل فرد عربي أو مسلم أن جاليتك بحاجة لصوتك”.

وتقول أيضا “إن كل فرد حر في اختياراته السياسية لكل الأهم هو المشاركة في الانتخابات، وعدم العزوف، فبدون هذا التصويت نحن كعرب لسنا موجودين” مشددة على ضرورة الانخراط في الأحزاب “الديمقراطية”.

كما تدعو إلى “تحلي الجاليات العربية والمسلمة بالثقة والفخر بأصولهم وإظهار أنهم مواطنون يهتمون بمصير بلادهم بريطانيا وعدم التعامل بسلبية والمشاركة في الانتخابات”.

وتؤكد المرشحة أن العمل السياسي “يتطلب الالتزام والنزول إلى الشارع للعمل وعدم الاقتصار على الكلام دون فعل، لأن التأثير يحدث بالعمل المتواصل ومواجهة التحديات بعيدا الاستسلام والانزواء بعيدا عن الشأن العام”.

الحاجز النفسي
من جهتها تعتبر منى حوا المرشحة لعضوية المجلس البلدي كينزنتون تشلسي في لندن أن هناك جهودا معتبرة تم القيام به خلال الانتخابات الحالية لمنح الجالية العربية دورا بارزا.

وأوضحت أن المجموعة العربية “قامت بطرق الأبواب في المناطق المعروفة بالحضور الكثيف للعرب والمسلمين، من أجل حثهم على المشاركة السياسية” معتبرة أن الأولوية “كانت التخلص من مشكلة العزوف”.

وأرجعت عزوف الجالية العربية والمسلمة عن المشاركة بالانتخابات السابقة إلى “حالة من عدم الرضا لدى المسلمين من أن صوتهم غير مسموع لدى الأحزاب، والغضب حول السياسة الخارجية وعلاقتها بما يحدث في العالم العربي وخصوصا حرب العراق التي مازالت تشكل حاجزا نفسيا لدى الناخبين من أصول عربية”.

وعن أهمية الانتخابات للجالية المسلمة تقول “إن الاستحقاقات المقبلة مصيرية ليس فقط بالنسبة للمسلمين ولكن لكل البلاد، وأي تغيير سيحدث سيطال الجاليات المسلمة والعربية، فبرامج الأحزاب السياسية تضمنت ملفات تهم الجاليات العربية والمسلمة كملف الهجرة”.

وأكدت منى حوا أن دور العرب المنتمين لمختلف الأحزاب “توعية أبناء الأقلية التي ننتمي إليها بأهمية الانتخابات وضرورة المشاركة” مشيرة إلى وجود اهتمام متزايد من المواطنين من أصول عربية ومسلمة بالشأن السياسي، والنتيجة كانت ارتفاع أعداد المسجلين في القوائم الانتخابية بنسبة 38%.
اعلان

وتتوقع أن ارتفاع التسجيل في اللوائح الانتخابية سيؤدي إلى الزيادة في نسبة المشاركة بالانتخابات في صفوف الجاليات العربية والمسلمة.

واختتمت حديثها بدعوة الناخبين لتوجيه رسالة قوية مفادها أن الناخب من أصول عربية ومسلمة “ليس مجرد رقم لملء الفراغ وإنما صوت له أهميته، وحينها سنستطيع فرض أجندتنا على السياسة الخارجية والتأثير في صانعي القرار بهذا البلد، لأن الديمقراطية تقتضي دائما التعبير عن مطالب الشعب والاستماع لأولوياته”.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".