على خطى ترامب.. اتهامات لحزب المحافظين البريطاني بتضليل الناخبين

لم تمر المناظرة الانتخابية التي جمعت بين زعيمي حزب العمال جيرمي كوربن والمحافظين بوريس جونسون في بريطانيا، دون إحداث جدل واسع، بسبب خطوة أقدم عليها الحزب الأخير، وجرت عليه انتقادات سياسية وإعلامية غير مسبوقة.

فقد قرر الحزب الحاكم أن يغير اسم وصورة صفحته الرسمية في موقع توتير، ويضع اسم “فاكت تشيك” طيلة مدة المناظرة الانتخابية التي شاهدها ما يزيد على ستة ملايين شخص، وقامت الصفحة بنشر تغريدات مؤيده وفي نفس الوقت معادية لحزب العمال.

ولجأ حزب (رئيس الحكومة) جونسون لاسم “فاكت تشيك” (تقنية تستعملها وسائل الإعلام الغربية والمنظمات المستقلة لتصحيح أي معلومة خاطئة يصرح بها أو ينشرها السياسيون خصوصا فترة الحملات الانتخابية) لتمرير الكثير من الرسائل التي تصب في صالح الحزب خلال مدة المناظرة الانتخابية، حيث يبحث الجميع عن التأكد من صحة المعلومات التي يقدمها المشاركون بهذه المناظرة خصوصا وأن التقنية باتت تلاقي مصداقية لدى الناخب البريطاني، بحسب ما يقول منتقدو الحزب.

غضب وسائل الإعلام
لجوء حزب المحافظين لهذه الخطوة جر عليه غضب وسائل الإعلام التي وصفت الأمر بأنه تضليل للناخب وإساءة لسمعة المؤسسات التي تستعمل تقنية تمحيص الأخبار، فقد اعتبرت صحيفة إندبندنت أن ما حدث “تنفيذ حرفي لما هو مكتوب في كتاب ترامب” في إشارة إلى استنساخ الحزب للتقنيات التي استخدمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية.

وتأتي هذه الخطوة والبلاد تعيش حالة استنفار غير مسبوقة خوفا من عمليات التضليل التي قد تطال الناخبين، مما دفع منصة التواصل تويتر للتفاعل مع الحادث وبسرعة.

وقالت الشركة “ما قام به حزب المحافظين سوء تصرف” وأكدت على لسان المتحدث باسمها أنها تقوم بكافة الإجراءات اللازمة لتوفير مناخ صحي للنقاش الانتخابي، وإنها لن تسمح بأن تصبح منصة لنشر الأخبار الزائفة أو توجيه الناخبين.

وردا على الانتقادات، توعدت تويتر بأنها ستتخذ “إجراءات صارمة ورادعة” في حال كرر حزب المحافظين أو حزب آخر مثل هذه الوسائل، مشيرة إلى أنها منعت الدعاية السياسية على منصتها دفعا للشبهات ولاحتمال استغلالها لأغراض انتخابية.

محاولات للضغط
مبررات لم تكن مقنعة بالشكل الكافي لحزب العمال الذي يحاول الضغط على تويتر من أجل حجب أو إيقاف صفحة حزب المحافظين ولو مؤقتا عقابا على ما قامت به.

واعتبر الحزب أن تهديد تويتر لحزب المحافظين “ما هو إلا محاولة لذر الرماد في العيون” وأكد أنه يتعامل مع هذه الحوادث بجدية بعد أن أعلن أن قاعدة بياناته تعرضت لمحاولة اختراق وهجوم إلكتروني من جهة غير معروفة ومازالت التحقيقات جارية لمعرفة مصدر هذه المحاولة.

ولجأت جهات سياسية وإعلامية إلى اللجنة الانتخابية التي تعتبر أعلى هيئة لمتابعة أي خروقات تطال العملية الانتخابية، لكنها ردت بعدم البت في قضايا من هذا النوع ملقية الكرة في ملعب مواقع التواصل للتعامل بشكل أكثر جدية مع وقائع مماثلة.

أمام موجة الغضب خرج عدد من قادة المحافظين للدفاع عن مؤسستهم، وفي مقدمتهم وزير الخارجية دومنيك راب الذي استبعد تهمة التضليل عن حزبه، معتبرا أن هناك قرارا داخليا صارما لعدم استغلال مواقع التواصل، مضيفا بأن الصفحة حافظت على اسم المقر الرئيسي للحزب، وهذا “دليل أنه لم تكن هناك نية للتضليل” حسب القيادي بالمحافظين.
اعلان

واقعة تويتر لم تمنع المناظرة الانتخابية الأولى بين زعيمي الحزبين من حمل أخبار جيدة للعمال، حيث أظهر استطلاع لمؤسسة “يو كيف” بأن كوربن نجح في إقناع الناخبين أكثر من رئيس الوزراء (جونسون).

وركزت المؤسسة في استطلاعها على الفئة التي لم تحسم بعد قرارها في التصويت وتمثل حوالي 20% من الكتلة الناخبة، وهي التي يراهن عليها كل حزب من أجل تعزيز حظوظه لتصدر الانتخابات.

وقالت 59% من هؤلاء إنهم اقتنعوا بخطاب كوربن، وعبرت 41% عن تأييدها لجونسون، مما يعتبر أول خسارة باستطلاعات الرأي للمحافظين، ولن تكون هذه المناظرة الوحيدة التي ستجمع بين الزعيمين. وكلما اقترب موعد الانتخابات زادت أهمية هذه المناظرات في إقناع الناخبين

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".