الأسيرة اللبدي تنقل للمشفى لتدهور وضعها.. وأسير مصاب بالسرطان يروي رحلة العذاب لتلقي جرعات الإشعاع

في مؤشر على خطورة وضعها الصحي، بعد دخولها الشهر الثاني في الإضراب المفتوح عن الطعام، نقلت سلطات السجون الإسرائيلية الأسيرة هبة اللبدي، التي تحمل الجنسية الأردنية، إلى أحد المشافي، وذلك مع مواصلتها هي وثلاثة أسرى آخرين “معركة الأمعاء الخاوية”، في الوقت الذي كشف فيه أسير مريض بالسرطان رحلة عذابه من الزنزانة إلى المشفى، لتلقي جرعات العلاج الإشعاعي.

وأفاد المحاميان رسلان وخالد محاجنة من هيئة شؤون الأسرى والمحررين بأن الأسيرة اللبدي تم نقلها إلى مستشفى “بني تسيون” في حيفا، حيث من المقرر أن تعقد جلسة محكمة لها في محكمة الاستئنافات العسكرية، للنظر في الاستئناف المقدم ضد قرار تثبيت اعتقالها الإداري.

وكانت الأسيرة اللبدي نُقلت إلى أحد المشافي الإسرائيلية نهاية الأسبوع الماضي، ومن ثم أُعيدت في نفس اليوم إلى زنازين معتقل “الجلمة” رغم التدهور المستمر على وضعها الصحي، ونقصان وزنها بشكل مقلق، مع رفضها أخذ المدعمات وإجراء الفحوصات، واحتجازها في ظروف قاسية بغرفة ضيقة مليئة بالحشرات وكاميرات المراقبة.

والأسيرة اللبدي مضربة منذ 35 يوما، رفضاً للتعذيب الذي تعرضت له في التحقيق على مدار قرابة الشهر، ورفضاً لاعتقالها الإداري المتواصل.

وإلى جانب هذه الأسيرة، لا يزال ثلاثة أسرى آخرون مستمرين بالمعركة المفتوحة مستخدمين فيها فقط “أمعاءهم الخاوية” في مواجهة آلة السجان العسكرية.

الأسيرة اللبدي مضربة منذ 35 يوما، رفضا للتعذيب الذي تعرضت له في التحقيق على مدار قرابة الشهر، ورفضا لاعتقالها الإداري المتواصل

والأسرى الثلاثة هم إسماعيل علي من بلدة أبو ديس المضرب منذ 97 يوماً، والأسير أحمد زهران المضرب منذ 37 يوماً، والأسير مصعب الهندي المضرب منذ 35 يوماً.

وذكرت هيئة الأسرى أن الحالة الصحية للأسير المضرب إسماعيل علي تتفاقم بشكل يومي، علما بأن ما تسمى بالمحكمة العليا للاحتلال رفضت أمس الالتماس المُقدم لإنهاء اعتقاله الإداري، كما أصدرت سلطات الاحتلال أمرا إدارياً جديداً بحق الأسير أحمد زهران لمدة أربعة شهور، وذلك قبل انتهاء أمر اعتقاله الإداري بيومين.

يشار إلى أن الاعتقال الإداري هو اعتقال دون تهمة أو محاكمة، يعتمد على “ملف وأدلة سرية” لا يمكن للمعتقل أو محاميه الاطلاع عليها، ويمكن، حسب الأوامر العسكرية الإسرائيلية، تجديد أمر الاعتقال مرات غير محدودة. وتعتقل إسرائيل في سجونها 450 أسيرا، بينهم ثلاث أسيرات وخمسة قاصرين على الأقل، إداريا.

ويطالب الأسرى المضربون بأن يتم إطلاق سراحهم فورا، أو أن يتم وضع وقت زمني محدد لانتهاء عملية اعتقالهم، بدون تجديد مرة أخرى كما اعتادت سلطات الاحتلال.

وكانت حركة حماس حملت الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى المضربين عن الطعام احتجاجا على اعتقالهم الإداري، وإجراءاته التعسفية بحقهم.

وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم: “الاحتلال يتعمد تجاهل مطالب الأسرى العادلة، وتحديدًا بعد تدهور حالتهم الصحية”، واستهجن “حالة الصمت المريب للمؤسسات الدولية والحقوقية والإنسانية إزاء هذه الجرائم والانتهاكات بحق الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي”، وطالبها بالتدخل العاجل لإنهاء معاناتهم وإنقاذ حياتهم، و”مغادرة مربع التجاهل والصمت”.

وفي سياق الحديث عن معاناة الأسرى في سجون الاحتلال، نقلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، في تقرير جديد لها، شهادة أسير مريض بالسرطان، شرح فيها تفاصيل قاسية عن تفاقم الحالة الصحية له، بسبب المرض، وطريقة تعامل السجانين وقوات “النحشون” معه خلال نقله إلى المشفى لإعطائه بعض جلسات الأشعة.

خلال عملية نقل الأسير أبو وعر إلى المشفى يتم تثبيته على السرير وهو محاصر بثلاثة جنود مشهرين أسلحتهم تجاهه، كما يتم تكبيل قدميه ويديه بالجنازير والأصفاد وتثبيتها في السرير

ويقول الأسير كمال أبو وعر، الذي يعاني من سرطان الحلق والأوتار الصوتية، ويبلغ من العمر “46 عاما”، وهو من بلدة قباطية قضاء جنين، ومعتقل حاليا في سجن “جلبوع” الإسرائيلي، إنه وبعد اكتشاف إصابته بسرطان الحلق تم تحديد بعض جلسات الإشعاع له في مستشفى “رمبام” بحيفا، وخلال عملية نقله يتم تثبيته على السرير وهو محاصر بثلاثة جنود مشهرين أسلحتهم تجاهه، كما يتم تكبيل قدميه ويديه بالجنازير والأصفاد وتثبيتها في السرير.

وأوضح حسب ما نقلت محامية الهيئة أولفت أبو وعر، بأنه كلما نقل إلى المشفى لجلسات الإشعاع يتعرض لنفس المعاملة الهمجية، في تقييده ومحاصرته بالسجانين.

وقالت الهيئة إن الأسير أبو وعر معتقل منذ العام 2003، والمحكوم بالسجن 6 مؤبدات و50 عامًا، يعاني من مرض السرطان وكذلك من تكسر في صفائح الدم، وحالته الصحية تتدهور بشكل ملحوظ، وقد يفقد صوته في وقت قريب.

وأكدت الهيئة أن جميع الأسرى الذين يتم نقلهم للمشافي الإسرائيلية بعد تدهور أوضاعهم الصحية وتفشي الأمراض في أجسادهم، يتعرضون لمعاملة مهينة وهمجية من قبل السجانين وقوات “النحشون”، حيث يكبلون في الأسرة من الأقدام والأيدي، كما يدخل معهم إلى غرف التصوير والأشعة عدة جنود مدججين بالسلاح.

يشار إلى أن هناك عددا من الأسرى قضوا مؤخرا في زنازين الاحتلال، أو على أسرة العلاج في مشافي إسرائيل، التي نقلوا إليها بسبب وضعهم الصحي الخطر، جراء إصاباتهم بأمراض مزمنة وكذلك مرض السرطان، وآخرهم بسام السايح.

وأنذرت الجهات التي تتابع ملف الأسرى من تدهور خطير طرأ على الحالة الصحية للأسير المريض سامي أبو دياك “38 عاما”، القابع في “عيادة مشفى الرملة”، وذلك بسبب سياسة الاحتلال المتعمدة بقتله طبيا وعدم الإفراج عنه أو تقديم الرعاية الطبية اللازمة لحالته الحرجة، حيث يعاني من السرطان، خاصة أنه بات معرضا للموت في أية لحظة، بعد أن نهش السرطان جميع أنحاء جسده النحيل والمصفر، ولم تعد المسكنات تؤتي أي نتائج لتخفيف آلامه وأوجاعه المميتة.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".