ليلة فرح في تونس عقب إعلان قيس سعيد رئيسا للبلاد

في مشهد يعيد للذاكرة أحداث ليلة 14 يناير 2011، عاشت العاصمة تونس الليلة البارحة على وقع احتفالات، بخروج آلاف التونسيين إلى شارع الثورة “الحبيب بورقيبة” مباشرة عقب إعلان فوز المرشح المستقل قيس سعيّد برئاسة البلاد، احتفالا بانتصار التجربة الديمقراطية وفوز إرادة الشباب، الذي لم ينطفئ في قلبه نور الثورة.

وكانت استطلاعات للرأي أجرتها مؤسسة “أمرود” قد أعلنت فوز قيس سعيّد (61 عاما) بنسبة 72.5% من مجموع الأصوات، مقابل 27.5% للمرشح نبيل القروي (56 عاما) رئيس حزب قلب تونس في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية.

حشود واسعة
تجمع آلاف المواطنين للاحتفال، رافعين أعلام تونس وصور قيس سعيّد، مطلقين الألعاب النارية، ورددوا هتافات مؤيدة لسعيّد، بينما تفاعل سائقو السيارات معهم بإطلاق الأبواق.

وفي مشهد مشابه، أغلق المواطنون الشوارع في أغلب المحافظات، خاصة تلك التي شهدت حراكا ثوريا في ثورة 14 يناير على غرار القصرين وسيدي بوزيد، معبرين عن سعادتهم بوصول سعيّد إلى كرسي قرطاج.

الشاب العشريني وفيّ الهرسي قال للجزيرة نت “إنه يحتفل بفوز قيس سعيّد الذي اعتبره انتصارا لمبادئ الثورة، ولإرادة الشعب التونسي المثقف” مشيرا إلى أن تونس بحاجة إلى رئيس له كفاءة علمية بمستوى قيس سعيد، للخروج بها من الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعرفها.

من جهتها، أكدت الشابة حنان اثمي التي تجاوزت العقد الثالث، أنها تحولت من مدينة الحمامات إلى العاصمة تونس للاحتفال بالعرس التاريخي الذي يعيد إلى أذهانها تجمهر الحشود التي طالبت برحيل بن علي، مؤكدة “أن تونس الديمقراطية الناشئة ستظل تجربة يحتذى بها عربيا ودوليا”.

انتصار الديمقراطية
من جهتها، اعتبرت الشابة كميلية الهمامي (21 سنة)، أن ما حصل في تونس هو انتصار لمبادئ الثورة وتطبيق لروح الديمقراطية عبر اختيار رئيس له رغبة في القضاء على الفساد.

وفي غمرة الاحتفالات ألقى قيس سعيّد خطابا أمام الآلاف من أنصاره، معتبرا أن “الانتخابات نصر عظيم للديمقراطية”.

وقال سعيد في مقر حملته الانتخابية، مباشرة عقب إعلان فوزه “إنه يقدر حجم المسؤولية، مشددا على أن الدولة التونسية مستمرة والقانون سيكون فوق الجميع”.

ويعد سعيد سابع رئيس لتونس منذ استقلالها عن فرنسا عام 1956، ورابع رئيس منذ ثورة يناير 2011.

وصايا الشهداء
لم ينس التونسيون شهداء ثورة 14 يناير الذين رسموا طريق الحرية وأنهوا فصل الاستبداد، حيث كان العنوان الأبرز لهتافات الحاضرين “الشهيد ترك وصية لا تنازل عن القضية”، كما رفعوا شعار “يا شهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح”.

في هذا الصدد، قالت الشابة منية دغمس (31 عاما) إن اختيار رئيس دون سوابق وغير متورط في قضايا الفساد هو انتصار لشهداء الثورة وجرحاها، مؤكدة دور الرئيس قيس سعيد في تحقيق وعوده التي أطلقها في هذا الجانب.

من جهته، اعتبر أيمن الزمالي (40 عاما) الذي خرج للاحتفال بفوز مرشحه رفقة زوجته وأطفاله، أن الذين رفعوا رايات البلاد أكدوا أن التونسيين لن ينسوا شهداء ثورتهم، لذلك خرجوا للاحتفال بهذا الانتصار الذي يعد انتصارا للديمقراطية.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".