ألطون: تركيا تؤسس مع ماليزيا وباكستان منصّة قوية ضد الإسلاموفوبيا

رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، للأناضول:

  • نرى مشروع القناة التلفزيونية فرصة مهمة لتحسين العلاقات بين العالم الإسلامي والعالم الغربي والقضاء على الأحكام المسبقة
  • الإسلاموفوبيا في الواقع هي شكل جديد من أشكال العنصرية التي تستهدف المسلمين وتمارس التمييز ضدهم
  • يؤدي الإعلام التقليدي ووسائل التواصل الاجتماعي دورًا مهمًا في التصورات السلبية المتعلقة بالمسلمين
  • من الواضح جدًا أن الإعلام الغربي يتناول الإسلام والمسلمين بصورة سلبية
  • يجب في مجال الإعلام أيضًا مكافحة عمليات التلاعب المعادية للإسلام والصور النمطية المليئة بالكراهية التي يتم السعي لرسمها ضد المسلمين
    أعلن رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، أن بلاده تعتزم بالتعاون مع ماليزيا وباكستان، تأسيس مركز قوي وقناة للإعلام والاتصالات، تحت مظلة مكافحة الإسلاموفوبيا، وأن هذه المنصة سيتم تصميمها على أساس رقمي.

جاء ذلك في ردّه على أسئلة الأناضول، حول مشروع القناة التلفزيونية المشتركة التي تعتزم تركيا وماليزيا وباكستان تأسيسها في الفترة القادمة.

وإلى تفاصيل الحوار:

  • سؤال: أعلنت تركيا وباكستان وماليزيا خلال اجتماع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة عن قرار لتأسيس قناة تلفزيونية مشتركة. كيف تقيّمون هذا القرار؟
  • ألطون: على هامش الجمعية العامة الـ74 للأمم المتحدة، انعقد اجتماع ثلاثي بين تركيا وماليزيا وباكستان بمشاركة الرئيس رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، ورئيس الوزراء الباكستاني عمران خان. وخلال الاجتماع تم اتخاذ قرار تأسيس قناة تلفزيونية مشتركة من قبل البلدان الثلاثة تبث باللغة الانكليزية من أجل مكافحة معاداة الإسلام.

الرئيس أردوغان أكّد بشكل خاص أيضًا على قضية الإسلاموفوبيا في الخطاب التاريخي الذي ألقاه مؤخرا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأشار إلى أن تصاعد ميول العنصرية وكراهية الأجانب والتمييز ومعاداة الإسلام، هو من بين أكبر التهديدات للسلام والاستقرار العالميين في يومنا. لذلك، يجب أن يكون هناك كفاح دولي ومتعدد الأبعاد ضد الإسلاموفوبيا ومعاداة الإسلام. كما دعا الرئيس إلى إعلان 15 مارس/ آذار الذي وقع فيه الهجوم الإرهابي ضد المسلمين خلال صلاة الجمعة بمدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية، “يوم التضامن الدولي ضد معاداة الإسلام” من قبل الأمم المتحدة.

بمعنى آخر، فإن مشروع القناة التلفزيونية المذكور، لا يشكل سوى بُعد واحد فقط من النضال ضد الإسلاموفوبيا أو معاداة الإسلام. ونظرًا لعمق هذا الموضوع، فإن المبادرات المشتركة لن تقتصر على قناة تلفزيونية.

رئيسنا أكّد مرارًا وتكرارًا على أن الإسلاموفوبيا جريمة ضد الإنسانية تمامًا مثل معاداة السامية. وتعد ظاهرة الإسلاموفوبيا شكلًا من أشكال العنصرية وجرائم الكراهية، ومع الأسف يتم إعادة إنتاجها بشكل ممنهج. ونشهد لجوء السياسيين الذين لا يستطيعون إنتاج السياسة إلى العنصرية والمواقف المعادية للإسلام.

بالطبع، يجب أن نؤكد أننا لا نتحدث من خلال الإسلاموفوبيا عن مخاوف بسيطة. بل نتحدث عن خوف سياسي وعداء وجريمة كراهية. وإذا لم يتم وقف تيارات الإسلاموفوبيا، فإن هذا الأمر سيجلب معه العنف والإرهاب.

في هذا الصدد، نرى مشروع القناة التلفزيونية المذكور، فرصة مهمة لتحسين العلاقات بين العالم الإسلامي والعالم الغربي والقضاء على الأحكام المسبقة.

  • الدول المعنية بدأت العمل فورًا
  • سؤال: تم الإعلان عن أن مشروع القناة التلفزيونية سيبدأ بإشراف وحدات الاتصالات والمعلومات لدى الدول الثلاث. فهل بدأت اللقاءات في هذا الإطار؟
  • ألطون: الرئيس دعاني للمشاركة في القسم المتعلق من الاجتماع المذكور الذي عقده الزعماء الثلاثة فيما بينهم، وأعطى تعليمات بشأن مبادرة القناة التلفزيونية المشتركة هذه. وكذلك جرى تكليف مسؤولي المؤسسات المماثلة لدى باكستان وماليزيا. وجرى التأكيد على أهمية الموضوع على مستوى الزعماء. وعقدت مقابلة أولية مفصلة بكافة الجوانب. وبدأت الدول المعنية العمل فورًا من خلال تحقيق الاتصالات اللازمة. ويتم عقد اجتماع عمل على المستوى الفني بمشاركة خبراء من البلدان الـ3 في إسلام آباد.
  • سؤال: هذه القناة المشتركة بين البلدان الـ3، هل سيكون بثها معنيًا فقط بمكافحة الإسلاموفوبيا كما أعلن عن ذلك؟
  • ألطون: كما أكد الرئيس أردوغان، المسلمون هم في مقدمة الذين يتعرضون لخطاب الكراهية وإهانة قيمهم المقدسة والتمييز في جميع أنحاء العالم. وكما قلت، إن الإسلاموفوبيا في الواقع هي شكل جديد من أشكال العنصرية التي تستهدف المسلمين وتمارس التمييز ضدهم. وفي هذا الصدد، يؤدي الإعلام التقليدي ووسائل التواصل الاجتماعي دورًا مهمًا في التصورات السلبية المتعلقة بالمسلمين. ومن الواضح جدًا أن الإعلام الغربي يتناول الإسلام والمسلمين بصورة سلبية.

نظرًا لحساسية وأهمية الموضوع، نعتقد أن هناك حاجة لمبادرة تركز على مكافحة معاداة الإسلام بشكل مستقل. ويجب في مجال الإعلام أيضًا مكافحة عمليات التلاعب المعادية للإسلام والصور النمطية المليئة بالكراهية التي يتم السعي لرسمها ضد المسلمين. المبادرة المذكورة ستكون أيضًا كمركز رصد بشأن الإسلاموفوبيا. ويجري التفكير بصيغة تسلط الضوء على هذه المشكلة في عمليات البث عبر متابعة أحداث الإسلاموفوبيا في جميع الدول.

  • نؤمن بأن المنصة ستكون علامة تجارية عالمية
  • سؤال: رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان قدم معلومات بأن القناة ستبث بالانجليزية وستكون مشابهة لـ” بي بي سي” البريطانية. هل جرى الحديث عن صيغة حول محتوى القناة وهل بدأت الدراسة؟
  • ألطون: “تم إنشاء مجموعة عمل مشتركة من قبل الدول الثلاث المذكورة عقب إظهار الإرادة على مستوى الزعماء بخصوص ذلك. تعمل الوفود الفنية حاليًا حول موضوع الموظفين والمعدات والهيكل المالي والهياكل المركزية والإقليمية، وأبعاد تطوير المحتوى. وقبل زيارة رئيسنا إلى باكستان، المخطط لها في الفترة من 23 إلى 24 أكتوبر الحالي ، سنعدّ إطار عمل”.

وأضاف: “أؤمن بأن المنصة ستكون علامة تجارية عالمية. سنقوم بإنشاء مركز وقناة قويين للإعلام والاتصالات تحت مظلة مكافحة الإسلاموفوبيا، كما سيمكن تصميمها على أساس رقمي. سيتم إعداد فيدوهات توضيحية من أجل مواقع التواصل الاجتماعي وأفلام وثائقية ومشاهد أخبارية”.

وتابع: “يشتمل هذا النموذج أيضًا على مركز اتصال وخط لتلقي البلاغات وصندوق لأفلام السينما، وحملات التواصل الاجتماعي، وتقارير دورية ومنشورات كتب. بالطبع، سيتم تفعيل جميع الإمانات الرقمية والقنوات لضمان وصولها إلى أوسع نطاق ممكن”.

  • سؤال: هل ستبث القناة باللغة الإنجليزية فقط أم بلغات مختلفة؟
  • ألطون: “من المتوقع في المرحلة الأولى أن يكون البث باللغة الإنكليزية. سيكون النشر بلغات مختلفة مطروحا على الأجندة أيضا”.
  • إماكانيات تركيا ستوفر فرصة مهمة للمشروع
  • سؤال: أين سيكون مركز بث القناة المزمع إنشاؤها، ومتى يجري البدء في الأعمال التنفيذية؟
  • ألطون: “نحن نرى أنه من المرجح أن يكون مركز القناة في اسطنبول، وسيكون لها ممثليات في عواصم الدول الأخرى. بمعنى آخر، سيتم تحقيق البنية الكاملة التي تتطلبها قناة دولية. إسطنبول تتمتع بإمكانيات كبيرة بخصوص المرافق التقنية والبنية التحتية والموارد البشرية إلى جانب كونها مركزا للعديد من المؤسسات الإعلامية الوطنية والدولية”.

“هناك نحو 350 إعلامي دولي حاصلين على تصاريح من رئاسة دائرة الاتصالات التركية، وتابعين لـ 164 مؤسسة إعلامية من 50 دولة، يمارسون أنشطة مهنية في تركيا. وهناك العديد من المؤسسات الإعلامية تتخذ من إسطنبول مركزا إقليميا لها. الاستعدادات جارية لبناء استديو تصوير من أجل مشاريع ذات بعد دولي في اسطنبول”.

  • الاستفادة من تجارب “تي أر تي”
  • سؤال: هل ستتولى قناة “تي أر تي للشؤون الدينية” أو شبكة “تي أر تي” التركية المهمة أم أنه سيجري إنشاء مؤسسة مستقلة تماما؟
  • ألطون: “الدول الثلاث لديها تجربة كبيرة في مجال الاتصالات. سيكون مشروعا تتقاطع فيه تجارب البث الدولي للمؤسسات الممثلة في البلدان الثلاثة. لدينا مؤسسات مهمة جدا تمارس أنشطة على الساحة الدولية. بالطبع في هذه المرحلة سيتم الاستفادة من تجارب قناة تي أر تي. يمكن طرح قضايا على أجندة الأعمال مثل تبادل التكنولوجيا والخبرات، والإنتاج المشترك، وتبادل اللجان الإعلامية عن طريق الاتفاقات القائمة أو الاتفاقيات الجديدة التي يمكن إبرامها بين البلدان (الثلاثة).
  • سؤال: ما المتوقع من القناة الجديدة أن تحققه في مكافحة معاداة الإسلام والمسلمين؟
  • ألطون: “إن المشكلة لا تكمن في تعريف المسلمين بأنفسهم بشكل خاطئ. بل في محاولة العنصريين إنشاء إسلام يتوافق مع حقائقهم الافتراضية، وعلينا إظهار ذلك، إن هذه المبادرة تقوم على أساس وجهة النظر هذه.

إنّ القناة ستسلط الضوء على التمييز الذي يتعرض له المسلمون من كل جوانبه، وستصنفه على أنه نوع من أنواع العنصرية، ونحن نؤمن بأنّ هذه القناة ستكون قناة استراتيجية للتواصل بين العالم الغربي والعالم الإسلامي. وستسلط الضوء على الكراهية والأحكام المسبقة السلبية تجاه الإسلام، ونهدف للتميّز في الترويج للعيش المشترك والعلاقات بين الثقافات وحسن النية بالآخر.

شاهد أيضاً

عبد المجيد الزنداني.. حياة حافلة بالعلم والعمل والجهاد

ودع اليمنيون والأمة العربية والإسلامية يوم الإثنين 13 من شوال 1445 للهجرة، الموافق 22 أبريل 2024م علما من أعلام هذه الأمة، وكوكبا من كواكبها، وهاديا من هداتها، ورائدا من روادها، هو الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني، العالم العامل، والمجاهد والمربي، والقدوة المعلم، القرآني المحمدي الرباني، صاحب العطاءات الدعوية، والإمدادات التربوية، والجهود التعليمية، والأطوار الجهادية،