مسيرات في الضفة وغزة تندد بـ«ورشة المنامة»… تمثيل منخفض ومقاطعات دولية وعربية… وصحافيون إسرائيليون يحتفلون بدعوتهم للبحرين

وسط مسيرات غاضبة في الأراضي الفلسطينية ورفض فلسطيني رسمي وشعبي وفصائلي، ومقاطعة دولية وعربية إلا ما ندر، ومشاركة تقنية من الاتحاد الأوروبي، وتمثيل متدنٍ من الدول والمنظمات المشاركة بما فيها الأمم المتحدة، تنطلق اليوم في العاصمة البحرينية المنامة، ما تسمى ورشة «الازدهار من أجل السلام» تمهيدا لإطلاق «صفقة القرن»، التي يرى فيها الفلسطينيون مؤامرة أمريكية إسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية.

ويغطي الورشة التي تتواصل على مدى يومين، ويتوقع الكثير من المحللين فشلها لا سيما الإسرائيليون، ستة وفود إعلامية إسرائيلية وجهت إليها البحرين الدعوة، بناء على طلب أمريكي.
وأكد وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح أمام مجلس الأمة على تمسك الكويت بالثوابت الأساسية في سياستها الخارجية.

جارد كوشنر لـ«القدس العربي»: على العرب وإسرائيل الاتحاد ضد إيران… وانتقادات الفلسطينيين لترامب سبب وقف دعمنا المالي للسلطة

وكان مجلس الأمة الكويتي قد دعا أمس إلى مقاطعة الورشة، وذلك في بيان طارىء تلاه رئيس المجلس مرزوق علي الغانم.
وقال الخالد إن الحكومة استمعت باهتمام إلى البيان «وتؤكد تمسكها بالثوابت والركائز الأساسية في سياستها الخارجية بدعم القضية الفلسطينية»، مضيفا «نحن نقبل ما يقبل به الفلسطينيون ولن نقبل ما لا يقبلون به».
ودعا نواب مجلس الأمة الكويتي من جانبه الحكومة:» لإعلان موقف حازم وحاسم بمقاطعة أعمال هذا الاجتماع»، «ورفض كل ما تسفر عنه أعمال الورشة من نتائج من شأنها أن تساهم في تضييع الحقوق العربية والإسلامية التاريخية في فلسطين المحتلة».
وانتقدت قطر في بيان صادر عن خارجيتها، ورشة البحرين. وقالت «إن هناك تحديات اقتصادية واستثمارية جمّة يرتبط بعضها بمشكلات هيكلية في البنية الاقتصادية والمؤسسية لدول المنطقة، ويرتبط بعضها الآخر بالظروف الجيوسياسية الإقليمية والدولية، لذا فإن المعالجة الناجعة لهذه التحديات تتطلب صدق النوايا وتكاتف الجهود من اللاعبين الإقليميين والدوليين، وأن تتوفر الظروف السياسية الملائمة لتحقيق الازدهار الاقتصادي».
وأضاف البيان «لن تتوفر هذه الظروف دون توفر حلول سياسية عادلة لقضايا شعوب المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وذلك وفق إطار يرتضيه الشعب الفلسطيني الشقيق يقوم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة الكاملة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بالإضافة إلى حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة”.
وبرر وزير الخارجية المصري سامح شكري مشاركة بلاده في ورشة البحرين بقوله «لنا الحق في تقييمها والاطلاع عليها وبلورة رؤية إزاءها، لكن القرار النهائي حولها يرجع إلى صاحب الشأن وهي السلطة الوطنية الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني».
وقال شكري في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» التي نقلتها وكالة رويترز «ليس هناك تنازل عن حبة وذرة رمل من أراضي سيناء».
وأعلنت روسيا والصين مقاطعتهما لورشة البحرين. وقالت الخارجية الروسية، في بيان: «تخطط الولايات المتحدة، على ما يبدو، لتعبئة مبالغ مالية كبيرة، بما في ذلك عن طريق التبرعات، من أجل تحقيق مشاريع استثمارية واسعة النطاق يزعم أنها تستهدف تحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين المقيمين في فلسطين ذاتها وكذلك في الأردن ومصر ولبنان وسوريا”.
وأكد البيان أن القيادة الفلسطينية رفضت قطعيا المشاركة في هذا المشروع، مشيرا إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية لم تمنح أي جهة حقوقها الاستثنائية في اتخاذ القرارات المصيرية حول تحقيق الطموحات القومية الفلسطينية. وشدد البيان «من الواضح أن الحديث يدور، خاصة بعد المؤتمر الفاشل عمليا في وارسو، حول محاولة أمريكية جديدة لتغيير الأولويات للأجندة الإقليمية وفرض ما تسمى برؤية بديلة لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي».
من جهته، قال سفير الصين لدى فلسطين، كواه وي، إن بلاده وروسيا اتفقتا على عدم المشاركة في ورشة البحرين، مؤكدا موقف الصين «الداعم للقضية والشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير والاستقلال وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
والتزمت الدول الأوروبية الصمت حيال المشاركة في ورشة البحرين من عدمها، ولم يصدر الاتحاد الأوروبي أي بيان في هذا الشأن، لكن الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني قالت: إن حضور الاتحاد للورشة سيكون على مستوى تقني فقط، مؤكدةً أن ذلك لن يلقي بظلاله بأي شكل من الأشكال على التزام الاتحاد الأوروبي القوي والواضح الذي تشاركه جميع الدول الأعضاء بشأن الحاجة إلى حل سياسي لإقامة دولة فلسطينية، تعيش جنبا إلى جنب مع الدولة الإسرائيلية، مع وضع واضح للقدس، ومع احترام المعايير الدولية المعروفة بوضوح.
وفلسطينيا تتواصل اليوم الفعاليات والمسيرات والمظاهرات والمواجهات في أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلة، التي انطلقت أمس، فيما اتشحت شوارع مدينة غزة بلافتات سوداء، رفضا للمخطط الأمريكي الرامي إلى تصفية القضية الفلسطينية. وانطلقت كذلك حملات إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي منددة بالورشة.
من جهة أخرى، وفي حوار هاتفي معه، رد جارد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي، على أسئلة «القدس العربي» ووسائل إعلامية أخرى، مدافعا عن قطع المعونات عن الفلسطينيين، لأنهم «انتقدوا القيادة الأمريكية»، وكذلك عن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مطالبا الفلسطينيين باعتباره رئيسا ذا مصداقية لأنه «ينفذ ما يعد به»، وقد وعد بحل عادل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وعليهم أن يصدقوه.
وتجنب كوشنر الاعتراف بأن خطته ستقضي على «حل الدولتين» وعلى حق اللاجئين بالعودة، معتبرا أن هذه «أفكار تقليدية»، وأن الأطراف المعنية لم تنجح في حل قضية اللاجئين، وأن «الجميع كذبوا على الفلسطينيين»، وأنهم «واقعون في مصيدة».
وطالب كوشنر العرب والفلسطينيين بالاتحاد مع إسرائيل للوقوف بوجه إيران ولوقف تدخلاتها العنيفة في شؤون جيرانها. ورأى أن عليهم أن يصبحوا «كتلة اقتصادية موحدة» للرد على العدوان الإيراني.
وتوجه صحافيون إسرائيليون إلى البحرين أمس الإثنين بعد أن حصلوا على تصريح خاص لحضور المؤتمر الاقتصادي الذي دعت اليه واشنطن حول خطة السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وزيارة الصحافيين الإسرائيليين للبحرين تعتبر سابقة، وتلعب الولايات المتحدة دورا مهما في ذلك كونها حليفة الدولة العبرية والمملكة اللتين لا تقيمان علاقات دبلوماسية. وتحظر غالبية الدول العربية دخول الإسرائيليين، باستثناء من يملكون جوازا اخر.
وعلى تويتر أعلن باراك رافيد مراسل «القناة 13» التلفزيونية لخاصة «أجوب العالم لتغطية أحداث منذ 13 عاما، لكن هذه الرحلة هي الأكثر إثارة».
وفي تعليق على صورة على متن طائرة قال إنها متّجهة من الأردن إلى البحرين كتب رافيد «إنها المرة الأولى التي يُسمح فيها لصحافيين إسرائيليين بدخول البحرين».
ولدى وصوله إلى المنامة، أطلق أرييل كاهانا، الصحافي في «إسرائيل هايوم» اليومية، تغريدة كتب فيها «مسار رحلة غير اعتيادي لصحافي إسرائيلي… أنا فخور بدخولي بجواز سفر إسرائيلي».
ودُعي إلى المؤتمر مراسلون دبلوماسيون من ست وسائل إعلام هي صحف «هآرتس» و«جيروزالم بوست» و«إسرائيل هايوم» ومحطّتي التلفزة «القناة 12» و«القناة 13» والموقع الإلكتروني «ذا تايمز أوف إزراييل».

شاهد أيضاً

الجهاد الإسلامي: إسرائيل فقدت وزنها ولا يمكنها تخيل ما ينتظرها في رفح

قال الدكتور محمد الهندي نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي إن إسرائيل تلقت هزيمة أفقدتها وزنها الإستراتيجي وقضت على محاولات سيطرتها الأمنية والعسكرية في المنطقة وجعلتها بحاجة لحماية أميركية دائمة، داعيا دول المنطقة إلى إعادة حساباتها على هذا الأساس.