بعد كل نهاية بداية…

في الأمم التي تعيش على نهب الآخرين، وترتقي بالإستكبار والظلم، يكون موت قادتها خسارة مادية لا أكثر ولا أقل، أما في الأمة، التي الموت فيها الحاضر الأكبر، واعتادت تقديم الشهداء يوميا بلا انقطاع منذ أن أعلنها الله خير أمة أخرجت للناس، يتحول فيها مصابها الجلل بوفاة الرئيس المصري “محمد مرسي” من مجرد حالة حزن وأسى، الى محطة انطلاق لغد أفضل.

قد يشعر المخلصون لأمتهم بالقهر جراء نجاح الحثالة المارقة بقتله بعد أن اغتصبوا السلطة، ويؤلمهم ذلك النفر المفصوم الذي فرحوا لموته، لكن ذلك عرَضٌ زائل، فلطالما رقصت على جثث الأسود كلابُ، فأنى لهم مفر من الموت الذي هو لاقيهم حتما؟ ..ليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا فإن مصيرهم الى رب العزة، فسوف يوفيهم ما يستحقون وبئس المصير.

فبعد فاجعة المسلمين باستشهاد حمزة بن عبد المطلب ببضع سنوات كان الفتح و النصر و التمكين

و بعد ثلم الإسلام باستشهاد عمر الفاروق توسعت رقعة الإسلام على الأرض شرقا و غربا أضعافا مضاعفة
و بعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين أنتقل تطور المقاومة من صناعة الصواريخ البسيطة إلى تصنيع أغلب أسلحة الردع و التكنولوجيا

فدماء الثوار و أرواح الأطهار ليست منسكبة و مطمورة في رحم الثرى بل هي نهر نمير و نبع معين يسقيان ظمأ الحرية و يفجران مخزون العزائم و يبعثان موات الآمال و التفاؤل

الإسلام تيار هادر عرمرم و ليس مجرد سباحين ينقطع جريانه بموتهم أو يسكن تدفقه من عجزهم

فإياكم و اليأس و القنوط فأسرار الله خافية و أقداره غالبة لا محالة و لن يبلونا إلا بما ينفعنا إما نصراً لنشكره أو ابتلاء لنرجع إليه و ننجو من غضبه و عقابه.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".