حتى بعد وفاته.. فرح وشماتة بمرسي في فضائيات السيسي

المصدر : الإعلام المصري

خبر صغير لا يتعدى طوله خمسة أسطر بصفحة الحوادث الداخلية في جريدة الأهرام، يقول إن “محمد مرسي العياط” توفي أثناء حضوره جلسة محاكمته في قضية التخابر مع قطر.

ولم تذكر الصحيفة الحكومية العريقة ماهية الرجل الذي مات، وكأن “مانشيت” الأهرام نفسها قبل سبع سنوات لم يكن خبر تولي مرسي رئاسة مصر بوصفه أول رئيس مدني منتخب للبلاد.

وكما كان التجاهل والاكتفاء بالخبر الصغير الموحد هو سمة الصحافة الورقية تجاه مشهد الوفاة أثناء المحاكمة، اتبعت نشرات الأخبار التلفزيونية التجاهل نفسه فقدمت خبر الوفاة في ذيل أخبارها بأسلوب مقتضب.

غير أن برامج التوك شو على الفضائيات المصرية تعاملت مع الخبر على نحو مغاير، حيث أطلق أشهر مقدمي البرامج ألسنتهم ضد الرئيس الراحل، فيما سخر رواد مواقع التواصل من مذيعة قرأت الخبر الموحد مع تذييله بجملة “تم الإرسال من جهاز سامسونغ”.

فرح وشماتة
المذيع المقرب من الأجهزة الأمنية أحمد موسى، كرّس برنامجه لإبراز ما وصفه بـ”الراحة” التي كان ينعم بها مرسي خلال سنوات سجنه التي قاربت على الست سنوات!

فحسب موسى الذي أطلق العنان لمشاعر الفرحة والشماتة، كانت هناك رعاية طبية على مدار اليوم لمرسي ووجبات غذائية خاصة تعد في مطاعم خارج السجن، وضابط خاص أمام زنزانته يلبي كل ما يحتاجه الرئيس الراحل، كما كانت له حرية رؤية أسرته.

كلام موسى يتنافى تماما مع الواقع الذي نقلته أسرة الرئيس الراحل حيث منعت إدارة السجن عنه الأدوية والتريض، وظل محبوسا في زنزانة انفرادية مع السماح لرؤيته على فترات متباعدة ومن وراء حاجز زجاجي.

ولم يغب عن موسى الاستطراد فيما سماه جرائم جماعة الإخوان الإرهابية، ليتطور إلى وصف مرسي بالجاسوس والمجرم الذي حرض على قتل المصريين وسيلقى نار جهنم، على حد قوله!

وبلغ موسى الذروة عندما اعتبر أن الله يحب مصر ودليله في ذلك هو الطريقة التي توفي بها مرسي، مؤكدا أن الأخير لو مات داخل الزنزانة لكانت الأمور فُسرت على نحو آخر.

الشماتة البالغة من موسى دفعت رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى تدشين وسم مسيء لموسى يتضمن هجوما لاذعا عليه، وتصدر الوسم مواقع التواصل، واشترك فيه معارضون لنظام السيسي بل ومؤيدون أيضا.

وفي الإطار نفسه تحدث المذيع تامر أمين في برنامجه عما وصفه بـ “المعاملة الجيدة جدا” التي تلقاها مرسي داخل السجن، مضيفا أن الرجل لم يتعرض للتعذيب أو الإهانة من أي نوع بل كان يتناول الطعام الذي يريده.

وأردف أمين الذي اعتزل الإعلام لفترة بعد ثورة يناير لقربه من عائلة الرئيس الأسبق مبارك “في بعض الأحيان كان يسمح له بدخول أكل خاص، فاكرين كان بيطلب زمان بط وممبار وعكاوي، واضح أن شهيته دائما مفتوحة”!

موضوعية مصطنعة
أما المذيع الشهير عمرو أديب فحاول أن يبدو موضوعيا في بداية برنامجه فارتدى دور الواعظ الذي لا يشمت في موت أحد حتى “ولو كان من الأعداء”، لكنه سرعان ما خلع ذلك الثوب ليبدأ بالهجوم من خلال أسئلته لضيفه أستاذ الفقه الإسلامي سعد الدين الهلالي.

فبدأ أسئلته بسؤال حول مدى جواز الرحمة على من خان وطنه ودينه، ليجيب الضيف بجواب مطاط وينتقل منه إلى الموت فجأة كما جرى في حالة “مرسي”، ويصفه بالموت المكروه ويشبهه بموت الحمار.

وتحدث الهلالي عن عدم الشماتة، لكنه أشار إلى مصطلح “شفاء الصدور” الذي تحدث عنه القرآن الكريم حول موت الأعداء.

ولم يفت على أديب التحذير من شكل جنازة الرئيس مرسي، لافتا إلى إمكانية استغلال المعارضين الجنازة لتحويلها إلى مظاهرة، وتوقع أن تستغلها جماعة الإخوان المسلمين لتستعرض عبرها قوتها.

رسالة من سامسونغ
أما قناة إكسترا نيوز الإخبارية فاستغلت وفاة الرئيس مرسي لتسترجع من خلال برنامج “المواجهة” الذي تقدمه المذيعة ريهام السهلي ما وصفته بعنف الجماعة الإرهابية.

وبث البرنامج لقطات من أحداث قصر الاتحادية في عام 2012 وما سمّته اقتحام مدينة الإنتاج الإعلامي وحصار المحكمة الدستورية العليا في عام 2013 ونسبت جميعها إلى أعضاء بجماعة الإخوان المسلمين.

وعلى القناة نفسها وعبر نشرة الأخبار، أذاعت مقدمة النشرة خبر الوفاة مذيلا بعبارة “تم الإرسال من جهاز سامسونغ”، ما دعا رواد مواقع التواصل الاجتماعي للسخرية من التعاطي الإعلامي للحدث، وتنفيذ تعليمات موحدة من جانب الأجهزة الأمنية واعتماد صيغة الخبر التي على ما يبدو تم توزيعها على جميع وسائل الإعلام.

شاهد أيضاً

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل رقيب وصواريخ المقاومة تدك غلاف غزة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل رقيب احتياط في معارك شمال قطاع غزة، وفي حين تواصل المقاومة الفلسطينية عملياتها ومنها إطلاق صواريخ على مستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة، تستعد قوات الاحتلال لشن عمليات في بيت لاهيا شمالي القطاع.