من أسباب دخول الجنة

قال تعالى :{ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ، فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} -السجدة-

يرسم التعبير القرآني صورة المضاجع في الليل تدعو الجنوب إلى الرقاد والراحة والتذاذ المنام .. ولكن هذه الجنوب لا تستجيب .. وإن كانت تبذل جهدا في مقاومة دعوة المضاجع .. لأن لها شغلا بربها .. شغلا بالوقوف في حضرته ..

وبالتوجه إليه في خشية وفي طمع يتنازعها الخوف والرجاء .. الخوف من عذاب الله والرجاء في رحمته .. والخوف من غضبه والطمع في رضاه .. والخوف من معصيته والطمع في توفيقه ..

والتعبير يصور هذه المشاعر المرتجفة في الضمير بلمسة واحدة , حتى لكأنها مجسمة ملموسة : (يدعون ربهم خوفا وطمعا)..

وهم إلى جانب هذه الحساسية المرهفة , والصلاة الخاشعة , والدعاء الحار يؤدون واجبهم للجماعة المسلمة طاعة لله وزكاة .. (ومما رزقناهم ينفقون) .

تأمل كيف قابل ما أخفوه من قيام الليل بالجزاء الذي أخفاه لهم مما لا تعلمه النفس وكيف قابل قلقهم وخوفهم واضطرابهم على مضاجعهم حين يقوموا إلى صلاة الليل بقرة الأعين في الجنة .

و مما روي عن معاذ – رضي الله عنه – قال: قلت: يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار . قال: “لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه: تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت”. ثم قال: “ألا أدلك على أبواب الخير; الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل، ثم تلا: تتجافى جنوبهم عن المضاجع حتى بلغ: يعملون ” .
ثم قال: “ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ ” . قلت: بلى يا رسول الله . قال: ” رأس الأمر: الإسلام، وعموده: الصلاة، وذروة سنامه: الجهاد” . ثم قال: “ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ ” . قلت: بلى يا رسول الله . فأخذ بلسانه، قال: “كف عليك هذا” . قلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ . فقال: “ثكلتك أمك، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، إلا حصائد ألسنتهم ” .

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".