راقية إسماعيل.. اللاجئة التي أصبحت أول رئيسة بلدية محجبة في بريطانيا

من طفلة لاجئة في الثمانينيات إلى رئيسة بلدية عام 2019، محطتان تلخصان رحلة راقية إسماعيل أول رئيسة بلدية محجبة في بريطانيا وأول امرأة صومالية المولد تشغل هذا المنصب في البلاد.

رحلة بدأها إسماعيل الأب منتصف ثمانينيات القرن الماضي حين وصل بأسرته إلى بريطانيا لاجئا حيث عاشت راقية طفولتها وشبابها في منطقة إزلنغتون شمال غرب لندن بعدما انتقلت إليها الأسرة عام 1993، وبعد سنوات عدة حصلت أسرتها على الجنسية البريطانية.

البداية من العمل الخيري
لأكثر من عشرين عاما، شاركت راقية في مختلف الأنشطة الخيرية في إزلنغتون، وكان العمل التطوعي مع الجالية الصومالية في بريطانيا شغلها الشاغل حيث شاركت في إنشاء عدد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي تهتم بمساعدة اللاجئين الصوماليين على الاندماج في المجتمع البريطاني وتقدم خدمات تعليمية للنساء والأطفال.

كما أسست راقية مؤسسة “باك تو باسيك كريت” المعنية بمساعدة الأمهات والنساء، والتي كانت إحدى المؤسسات الخيرية الرائدة على مستوى لندن، مما جعل راقية أحد أبرز الناشطات في مجال العمل الخيري.

قضايا المسلمين
كما كانت راقية أحد أكبر المناصرين لقضايا المسلمين، فقد شاركت في فعاليات دعم الشعب الفلسطيني والتظاهرات المناهضة للحرب في الشرق الأوسط وكذلك حملات الدعم للمسلمين في ميانمار، فضلا عن دورها الفاعل في أنشطة الجاليات المسلمة في بريطانيا خاصة الأنشطة التعليمية.

في تصريحات صحفية، تقول راقية “لقد كان عملي في الأنشطة المجتمعية، وخاصة في مجال التعليم، لسنوات عديدة أمرا رائعاً، لكنني أتطلع حقا إلى أن أتمكن من الوصول إلى عدد أكبر من الأشخاص، عبر مجموعة واسعة من القطاعات والمنظمات من خلال منصبي الجديد”.
الانطلاقة السياسية
كان العمل الخيري هو البوابة التي دلفت منها راقية إلى المجال السياسي حيث أصبحت عضوا فاعلاً في حزب العمال، قبل أن تنتخب عضواً في مجلس إزلنغتون عام 2012، بعدما استطاعت كسب ثقة الناخبين في المدينة.

وكان دورها في المجلس ناجحا، مما مكنها من النجاح مجدداً لتصل إلى منصب نائب العمدة بعد ذلك بستة أعوام، لكن النقطة الفارقة في تاريخ راقية السياسي كانت بعد اختيارها عمدة لإزلنغتون خلال الاجتماع السنوي للمجلس في السادس عشر من مايو/أيار 2019، لتكون بذلك أول امرأة صومالية المولد تتولى منصب عمدة في المملكة المتحدة.

“إنه لشرف كبير لي أن أصبح رئيسة بلدية إزلنغتون، تلك المنطقة هي منزلي، إنني أعتبر هذا المنصب الجديد فرصة للقاء ومعايشة الأشخاص الملهمين من أجل أن نجعل مجتمعنا متميزا بتنوعه”، كانت هذه كلمات راقية الأولى خلال الاحتفال بتعيينها الذي حضره عدد من الشخصيات السياسية والحزبية على رأسهم رئيس حزب العمال جيرمي كوربن.

التعليم أولا
استهلت راقية أيامها الأولى عمدةً بتخصيص جزء من حملة الدعم الحكومي السنوي لجمعيتين في قطاع التعليم والدعم النفسي، الأولى هي مؤسسة “فور زيرو فور” التي تقدم الدعم والخدمات للأطفال والكبار الذين يعانون من صعوبات التعلم، والثانية مركز “نفسيات” الذي يقدم خدمات العلاج والدعم النفسي والمشورة للأشخاص القادمين من مجتمعات دينية وثقافية وإثنية مختلفة.

وعقبت راقية على اختيارها بالقول إن “المؤسسات الخيرية التي اخترت دعمها قريبة من قلبي، وأرى الفائدة الهائلة التي تجلبها للأشخاص الذين يعتمدون عليها يوما بعد يوم، أريد استخدام هذه المنصة لزيادة الوعي حول دور تلك المؤسسات، وإلقاء الضوء على مساهمتها البناءة في مجتمعنا”.

الجالية المسلمة
“لقد أصبحت إزلنغتون مجتمعا أكثر تنوعا وتضامناً”، هكذا عبر الأمين العام للمجلس الإسلامي في بريطانيا هارون خان عن شعوره عقب حضوره مأدبة إفطار مسجد فنزبري بارك الذي أقيم للاحتفال بتنوع مجتمع إزلنغتون.

كما قوبل تنصيب راقية بمنصب العمدة بترحاب شديد من قبل الجاليات المسلمة في البلاد، والتي استغلت تلك الفرصة لدعوتها لحضور الفعاليات الرمضانية بهدف دعم وتشجيع أفراد الجالية على الاندماج والنجاح في المجتمع البريطاني.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".