أيها المسلمون لا أتمنى لكم رمضانا كريما

المصدر : لونوفيل أوبسيرفيتور

بنبرة ملؤها الأسى والحزن، أطلقت المُدرسة بالمعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية بفرنسا ديلنور ريحان صرخة عبر صحيفة لونوفيل أوبزرفاتور موجهة للعالم الإسلامي قالت فيها إن هذا العالم يتفرج دون حراك على أكبر جريمة ضد الإنسانية في القرن 21.

وبدأت الكاتبة، وهي مديرة معهد الإيغور بأوروبا مقالها بالاعتذار للعالم الإسلامي قائلة “آسفة لا أتمنى لكم رمضانا كريما” مشيرة إلى ما يمر به الإيغور في المعسكرات الصينية وما يعانيه اليمنيون جراء القصف السعودي اليومي وما تقوم به بعض الدول الإسلامية من تبادل تجاري هادئ مع إسرائيل رغم قصفها للفلسطينيين.

وقالت “لا أستطيع أن أتمنى رمضانا كريما للدول الإسلامية في الوقت الذي يعاني فيه ملايين الإيغور وغيرهم من المسلمين في معسكرات الاعتقال الصينية، حيث يحرم جميع السكان الناطقين بالتركية في منطقة الإيغور من صيام رمضان وتجبرهم السلطات على أكل لحم الخنزير، وشرب الخمر والارتداد عن دينهم. في وقت تلتزم الدول الإسلامية بالصمت الضمني، بل يذهب بعضها إلى مباركة هذه الجريمة الوحشية ضد الإنسانية من أجل الحفاظ على علاقاتها مع الصين”.

وأردفت “لا أستطيع أن أتمنى لكم رمضاناً كريما بينما يتعرض اليمنيون لقصف يومي من قبل دولة إسلامية أخرى لأكثر من ثلاث سنوات، في وقت يموت جميع سكان اليمن من المجاعة والكوليرا في اللامبالاة الكاملة للعالم الإسلامي، وفي الوقت الذي تتعامل فيه دول إسلامية بهدوء مع إسرائيل التي تقصف الفلسطينيين”.

وأبرز المقال أن هذه الفظائع غدت شائعة في العالم الإسلامي، ولا تقابل رسميا إلا بالصمت في أحسن الأحوال إن لم يكن التواطؤ، متسائلة “كيف يمكن للمسلمين والحالة هذه أن يدّعوا بأنهم يستحقون العيش بكرامة في هذا الشهر المقدس الذي يدعوهم جميعا للبذل في أعمال الخير ومحاربة الظلم وإلى إشاعة الخير؟”.

فلا معنى لشهر رمضان إذا تصرف الشخص بجبن في وجه هذه الإهانات -كما تقول الكاتبة- واقتصر طموحه على تغذية الرأسمالية الإسلامية عبر التسوق في الحفلات الخاصة به، بل إن رمضان “حرام” عليه إن كان سيظل مكتوف الأيدي بينما يحرم الملايين من إخوانه في الدين من صوم رمضان.

وحثت الكاتبة المسلمين على قضاء رمضان، ليس في تبادل صور الوجبات وإنما تبادل معلومات حول هؤلاء الضحايا وصورهم “فهم مثلكم مخلوقات لله وهم مثلكم مسلمون”.

ودعت إلى “ممارسة الضغوط على ممثليكم المنتخبين، ونوابكم، وحكومتكم من أجل إنهاء هذه الأعمال الوحشية، بحيث تشعر أنظمة الإرهاب، مثل الصين والمملكة السعودية وإسرائيل بقوة الناس العاديين، بقوة المسلمين الجديرين بهذا الاسم”.

واختتم المقال بقول الكاتبة إن ما تتمناه أن يكون رمضان المبارك “شهر أفعال لا شهر أقوال”.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".