وجوه سعودية غيبتها السجون عن شاشات رمضان

فتيحي الذي قدم في برنامجه التلفزيوني “ومحياي” قضايا الصحة والمرض عبر مصطلح جديد هو “إدارة العافية”

يخلو رمضان هذا العام من وجوه سعودية شهيرة اعتاد المشاهد صحبتها في مثل هذا الموسم، فبعدما كان العديد من الدعاة والعلماء وجوها مألوفة تجتمع الأسرة السعودية لمشاهدة جديد برامجهم التوعوية والفكرية في أيام رمضان ولياليه، خلت شاشات القنوات السعودية في رمضان الجاري والسابق من عدد من الوجوه المؤثرة التي حجبتها أسوار السجون عن الجماهير.

يأتي هذا الفراغ بعدما قدم المؤثرون المعتقلون أعمالا إعلامية تنوعت بين المسجل والمباشر، وتعددت في مواضيعها بين الفقهي والوعظي والتوعوي والصحي.

في رمضان 2016، أطل الداعية الشيخ سلمان العودة على الشاشة عبر أربعة برامج هي “نور”، و”قلب واحد”، و”الديوان” و”سواعد الإخاء”.

وقبل ذلك، خلال 12 عاما كان العودة وجها رمضانيا ثابتا لا يغيب عن الشاشة الصغيرة، متنقلا بين فضائيات مختلفة بداية بشاشة “أم.بي.سي” التي كانت تذيع حلقات برنامجه الرمضاني الأشهر “حجر الزاوية” على مدى ست سنوات متتالية منذ العام 2005، يناقش فيها قضايا المجتمع والأسرة في المشرق والمغرب بجماهيريته العريضة، ويجيب عن تساؤلات الصائمين وما يشكل عليهم فقهيا بشكل يومي.

وبعدما هبت نسائم الربيع العربي عام 2011، كان للعودة نفَس مساند لقضايا الحرية والعدالة الاجتماعية، مما جعل ظهوره على الشاشة السعودية الأبرز “أم.بي.سي” أمرا غير محبب لدى صناع القرار بالمملكة، خصوصا بعد صدور قرار منعه من السفر في العام ذاته. وبعدها تنقل بين فضائيات مختلفة يقدم برامج متنوعة مثل “لك حق”، و”وسم”، و”ميلاد”، و”علمني موسى”.

“موعد مع الحب”
وسجل رئيس جامعة مكة المكرمة المفتوحة علي العمري برامج مثل “موعد مع الحب”، والبرنامج الرمضاني المباشر “مع الإنسان” على شاشة “فور شباب” التي تعرضت للإغلاق لأسباب يرجح بعض الناشطين أنها تعود إلى تدخل السلطات السعودية.

وحلّ علي العمري ضيفا ثابتا على شاشة “أم.بي.سي” لسنوات عدة عبر برنامجه “الجمال في الإسلام”، ثم حل به ما حل بالعودة بعد رمضان 2010، وظل يقدم تجارب اجتماعية ومدنية في قالب برنامج تلفزيوني رمضاني “مذكرات سائح” الذي توقف لرمضانين متتاليين قضاهما العمري وراء القضبان.

وقدم عميد شؤون المكتبات بجامعة أم القرى عادل باناعمة على مدى سبع سنوات متتالية برنامج “مفاهيم” الرمضاني الذي يطرح قضايا فقهية وفكرية ملحة مع العالم الموريتاني ورئيس مركز تكوين العلماء محمد الحسن الددو، تميزت بالجرأة والعمق.

وقد شكلت بعض حلقات البرنامج صدمة للمدرسة الفقهية السعودية، خاصة الرؤى الشرعية المنفتحة في “زينة المرأة” و”علاقة الرجل بالمرأة” وغيرها.

وفي منعطف الروحانيات ظل الداعية الجيبوتي المقيم في السعودية علي أبو الحسن وجها رمضانيا مألوفا في برامجه “النسلان” و”التمرة” و”رتب رمضانك” بروحانياته المعهودة وفلسفته الرمضانية المختلفة التي تركز على الجوانب الشعائرية.

سبائك الحكمة
كما افتقد المشاهدون سبائك الحكمة التي يمزجها الطبيب السعودي الأميركي وليد فتيحي بحقائق الطب الحديث في برنامجه “ومحياي” الذي ناقش على مدى مواسم رمضانية متعددة، قضايا الصحة والمرض في إطار مصطلح جديد هو “إدارة العافية”، قدم فيه حقائق علمية وتجارب إنسانية ملهمة.

وقد نتج عن إيقاف برنامجه من العرض على شاشة “أم.بي.سي” في رمضان 2014 ردات فعل غاضبة على تويتر، أعقبها عرض البرنامج على شاشة المنافسة الأبرز “روتانا خليجية” وقنوات أخرى.

كان هؤلاء الدعاة يقدمون برامج مختلفة عن الخطاب التقليدي الأكثر تشددا حسب الوصف الإعلامي، ويلتزمون في الغالب بالأطر الإعلامية المحلية ذات السقف المنخفض عادة، ولكن هذا لم يشفع لهم لدى السلطات السعودية التي أودعتهم غياهب السجون، فخلفوا وراءهم فراغا كبيرا لم يفلح في سده أحد.

ووفقا لآراء مراقبين، يعد شهر رمضان الحالي هو الأقل ألقا على مستوى البرامج الإعلامية، إذ غابت أسماء مشهورة عن الشاشة في مختلف البرامج، شمل ذلك عددا من مقدمي البرامج، وعددا من الضيوف الذين غابوا عن الشاشة باختيارهم أو غيّبوا عنها

شاهد أيضاً

شهداء بقصف إسرائيلي على رفح والاحتلال يرتكب 4 مجازر في القطاع

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي شن غاراتها الجوية على مناطق متفرقة من قطاع غزة بينها مدينة رفح جنوبي القطاع، رغم تحذيرات دولية من خطورة شن عملية عسكرية على المدينة المكتظة بالنازحين، في حين تنتشر أمراض الجهاز التنفسي بينهم.