تونس : قيادات بارزة تغيب عن قوائم «النهضة» لانتخابات البرلمان… ودعوات لمساءلة المكتب التنفيذي

أعلنت النهضة التونسية، رسميا، عن قوائمها للانتخابات البرلمانية، والتي غابت عنها قيادات بارزة في الحركة ، مشيرة إلى أن ترشيح رئيسها، راشد الغنوشي، هو «استثمار في الانتقال الديمقراطي في البلاد»، في وقت تواصلت فيه الدعوات من قيادات محلية لمساءلة المكتب التنفيذي حول القوائم الجديدة.

وفي مؤتمر صحافي عقده الثلاثاء في العاصمة التونسية، أعلن عماد الخميري، الناطق باسم النهضة، عن رؤساء القوائم الانتخابية (33 قائمة) المرشحة للانتخابات البرلمانية.
وتضم اللوائح، فضلا عن الغنوشي (تونس 1)- أسماء معروفة، على غرار الخميري (منّوبة) وزياد العذاري (سوسة) وعامر العريّض (مدنين)، فضلا عن أربع نساء، أبرزهن محرزية العبيدي (نابل2) وسيدة الونيسي (فرنسا 1)، فيما لم يتم الحسم في رئاسة قائمة تونس2.

قالت إن ترشيح الغنوشي «استثمار في الانتقال الديمقراطي في البلاد»

وأشار الخميري إلى أن عملية تشكيل القوائم الانتخابية مرت بمراحل عديدة «انطلقت منذ أكثر من شهر إضافة إلى محطة جديدة أطلقت عليها الحركة الجلسات الانتخابية، التي انعقدت في مختلف الدوائر والتي أعطت ملامح القائمات، وصولا إلى المكتب التنفيذي الذي يحتكم للقانون الأساسي والذي يعطيه صلاحيات تعديل القائمات».
وحول الهدف من قيام الحركة بترشيح رئيسها في الانتخابات البرلمانية، قال «بعد نحو 8 سنوات من الانتقال الديمقراطي آن الأوان لأن يتم تجسيد النّظام السياسي في البلاد باعتبار مجلس النواب سلطة فعلية وأن يجعل من مركز باردو من بين مراكز السيادة والحكم»، مضيفا «يفترض تقديم ترشّحات قادة الأحزاب للانتخابات التشريعية، دعما لها واستثمارا في الانتقال الديمقراطي وفي العملية السياسية، ولإعطاء المجلس مكانته بأن يضم خيرة السياسيين لإدارة شؤون الحكم والاهتمام بقضايا الشّعب الحقيقية».
وتزامن الإعلان عن القوائم الانتخابية مع بيان أصدره أعضاء المكتب الجهوي لحركة النهضة في ولاية بن عروس، المتاخمة للعاصمة، عبروا فيه عن «انشغالهم لما آلت إليه الأوضاع داخل الحزب من مناخات غير مسبوقة»، محمّلين «قيادة الحركة مسؤولية ما قد يؤول إليه الوضع من عزوف أبناء الجهة عن الانخراط في الحملة الانتخابية أو الامتناع عن الوقوف وراء القائمة التي شكّلها المكتب التنفيذي».
كما ندد البيان بما أسماه «تعسّف المكتب التنفيذي للحركة في تأويله تطبيق أحكام الفصول المنظمة للعملية الانتخابية (فضلا عن) تهميش وإقصاء بعض القيادات في الجهة»، داعين قيادة النهضة إلى «تغليب المصلحة العامة في البلاد وفي الجهة»، مؤكّدين «احتفاظهم بكل أشكال الاحتجاج لحماية مكاسب الحركة «، فيما كشف لطفي زيتون، المستشار السياسي السابق للغنوشي عن «رفضه» عرضا تقدم به الغنوشي ويتعلق بترشحه ضمن قائمة تونس 1 (العاصمة)، حيث دوّن على صفحته في موقع فيسبوك «تابعت مثلكم ما تمر به حركتنا خلال الفترة الأخيرة، وفي هذا الصدد أسجل التالي: تفضّل الاستاذ راشد الغنوشي (رئيس الحركة) – مشكورا- باستدعائي صباح اليوم ليستفسر عن استعدادي للانضمام إلى قائمة تونس الأولى التي سيترأسها بنفسه، فاعتذرت شاكرا له ما تفضل به من عرض، وأخبرته أني قد صرفت النظر عن موضوع الترشح على قائمات النهضة منذ الجلسة الانتخابية التي انعقدت يوم 16 جوان (حزيران). بما يجعلني غير معني بالمشاكل والصراعات التنظيمية التي فجرها تدخل المؤسسة القيادية في ترتيب القائمات التي أفرزتها الجلسات الانتخابية في الجهات، مبينا له انه ليس لي أي طلب شخصي في هذا الموضوع».
وأضاف «وإن كنت لا أناقش حق القيادة التنفيذية في إعادة ترتيب القائمة حسب ما يسمح به القانون، إلا أن المتابع لما وقع في الأيام السابقة یستنتج آليا أن الترتيب تم على أساس الاستهداف السياسي وعلى قاعدة الولاء فقط، وأنه رغم ما مورس في حقي من انتهاکات (وصلت حد التكفير والثلب والمس من العرض وتوزيع صكوك الولاء للشرعية وسحبها والتشكيك في الذمم)، أردفه المكتب التنفيذي بإقصائي نهائيا من القائمة بمبررات طريفة وغير مسبوقة: الرأي المخالف ونقد المؤسسات، لتتم محاولة مهزوزة للتدارك في الوقت الضائع. فلست غاضبا من النتيجة التي أسفرت عن أن ما يقارب أربعين في المئة من النخب النهضوية الجهوية والمحلية للعاصمة قد اختارت دعم خيارنا السياسي الذي رأت فيه أملا للحركة والبلاد في مستقبل أفضل عبر حزب وطني محافظ حديث يتخلى عن توظيف المقدس لينكب على مشاكل البلاد المعقدة. لم يعتمد خيارنا لا الترهيب ولا الترغيب، بل هو يتقدم ليكون الخط السياسي الوحيد بين خطوط تنظيمية متصارعة ويكسب كل يوم أنصارا وازنين داخل النهضة وخارجها».

شاهد أيضاً

عبد المجيد الزنداني.. حياة حافلة بالعلم والعمل والجهاد

ودع اليمنيون والأمة العربية والإسلامية يوم الإثنين 13 من شوال 1445 للهجرة، الموافق 22 أبريل 2024م علما من أعلام هذه الأمة، وكوكبا من كواكبها، وهاديا من هداتها، ورائدا من روادها، هو الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني، العالم العامل، والمجاهد والمربي، والقدوة المعلم، القرآني المحمدي الرباني، صاحب العطاءات الدعوية، والإمدادات التربوية، والجهود التعليمية، والأطوار الجهادية،