صحف مصرية: الإخوان وحزب معارض وراء “غزوة الكراتين”

اتهمت صحف مصرية (حكومية وخاصة) حزبا معارضا (لم تذكر اسمه) بمحاولة تشويه الاستفتاء على تعديل الدستور بالتنسيق مع جماعة الإخوان المسلمين.

وفي خبر “موحد” اشتركت وسائل الإعلام التابعة للسلطة والمقربة منها في نشره، جاء أن “أحد أحزاب المعارضة المدعومة من جماعة الإخوان (الإرهابية)، يقوم حاليا بشراء كراتين من أجل عرضها على أنها رشاوى انتخابية، تم تقديمها أمام لجان الاستفتاء على التعديلات الدستورية”.

وقالت صحيفة الأهرام الحكومية -كبرى الصحف المصرية وأقدمها- إن الحزب المعارض يحاول “استكمال حملة الشائعات التي تتبناها الجماعة الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي استعانت خلالها بصور قديمة منذ عام 2015، بهدف التشكيك في نزاهة الاستفتاء على التعديلات الدستورية”.

من جهتها، قالت صحيفة اليوم السابع (خاصة موالية للسلطة) إن خلافا داخليا نشأ في الحزب تسبب في كشف المعلومات، موضحة أن رئيس الحزب يحضر لمؤتمر صحفي يزعم فيه توزيع “كراتين” على الناخبين، رغم اعتراضات داخلية على هذا الإجراء “الذي يزوّر الوضع السياسي والانتخابي فى مصر”.

وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين فيديوهات وصورا لما وصفوها بالرشاوى الانتخابية أمام لجان الاستفتاء، عبر توزيع “كراتين” تشمل مواد غذائية تشجيعا على المشاركة في الاستفتاء، وسط دعوات واسعة للمقاطعة ودعوات أخرى للمشاركة ورفض التعديلات.

ونشرت صحيفة التايمز البريطانية تقريرا موسعا اليوم حول ظاهرة توزيع المواد الغذائية خلال الاستفتاء، وقالت إن الطعام تم استخدامه للتصويت من أجل مساعدة السيسي على البقاء في الحكم حتى عام 2030، وهو ما تتيحه التعديلات الدستورية.

وأكدت الهيئة الوطنية للانتخابات أمس في مؤتمر صحفي أنها ستتصدى لأية جرائم انتخابية، ومن بينها الرشاوى وتوزيع المواد الغذائية.

تبريرات متناقضة
وتعرض النظام المصري لإحراج بالغ بسبب انتشار ظاهرة “كراتين” المواد الغذائية أمام اللجان الانتخابية، مما دفع وسائل الإعلام القريبة من الأجهزة الأمنية إلى محاولة تقديم تبريرات عدة للظاهرة ثم محاولة التنصل منها.

وقال المذيع أحمد موسى الذي يعد من أبرز المدافعين عن نظام السيسي، إن الصور المتداولة قديمة ولا علاقة لها بالاستفتاء الحالي، متهما جماعة الإخوان المسلمين وقوى المعارضة بترويج الشائعات بغرض تشويه الاستفتاء، على حد قوله.

لكن المذيع الموالي للسلطة، محمد الباز قال إن الصور تعود بالفعل لحزب مستقبل وطن الذي يعتبر حزب النظام، لكنها متعلقة بتوزيع مواد غذائية بمناسبة شهر رمضان، على حد زعمه، معتبرا أن من حق الجميع الحشد للتصويت في الاستفتاء سواء بالموافقة أو الرفض.

من جهته، أكد مذيع آخر موالي للسلطة هو سيد علي أن “الكراتين” ليس لها علاقة برشوة المصريين للمشاركة في الاستفتاء، لكنها خاصة بأعمال الخير قبيل شهر رمضان.

وتتعارض هذه التبريرات مع كثافة الصور والفيديوهات التي تداولها النشطاء لتوزيع “الكراتين” مقابل “إيصال/ مستند” يثبت التصويت في الاستفتاء، كما تتعارض مع الخبر الموحد الذي نشرته الصحف المصرية اليوم ويتهم حزبا معارضا بالتنسيق مع جماعة الإخوان بالوقوف وراء “غزوة الكراتين”.

ومنذ الانقلاب العسكري في صيف 2013 سيطرت الأجهزة الأمنية على وسائل الإعلام الحكومية والخاصة، ويتداول صحفيون بين الحين والآخر تعليمات ترسلها الأجهزة الأمنية للصحف والفضائيات حول التناول الإعلامي لعدة قضايا داخلية وخارجية، فيما يعرف بالخبر المعمم أو الموحد، وعادة ما يكون مجهول المصدر.

وفي العام الماضي نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية بالتزامن مع قناة مكملين المعارضة، تسجيلات صوتية لضابط مصري يدعى أشرف الخولي، يتحدث خلالها مع عدد من المذيعين والصحفيين والفنانين، ويملي عليهم ما ينبغي قوله حول الموقف المصري من قضية نقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس.

شماعة الإخوان
اتهام الإخوان وحزب معارض بالوقوف وراء “غزوة الكراتين” دفع العديد من النشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى السخرية من الاتهام المتكرر للإخوان بالتسبب في كل “المصائب” التي يتعرض لها النظام المصري.

وقال المحامي والناشط الحقوقي محمد الباقر إن “النظام عامل زي اللي عمل جريمة واتفضح وقام باطح دماغه ونزل دم وراح يعمل محضر ضد”.

كما سخر عدد من النشطاء مما وصفوه بالشماعة الجاهزة التي يعلق النظام عليها أخطاءه، متسائلين بشكل ساخر، لماذ لم يتم القبض على من يوزعون “الكراتين” طالما هم من الإخوان وأحزاب المعارضة؟

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".