مبتكر مغربي يعالج سرعة شبكات الجيل الخامس

“منذ مطلع عملي في عالم الاختراع والابتكار كان هدفي هو نشر ثقافة الابتكار وتشجيعها باعتبارها طريقا فريدا في تطوير البيئة والاقتصاد والقضايا الاجتماع.. دراستي الأكاديمية ومهاراتي المتعددة والعمل الجماعي ساعدني كل ذلك على تقديم مبادرات فريدة على مستوى المغرب والعالم”.

هكذا يلخّص الشاب المغربي ماجد البوعزاوي هدفه في الحياة مستعرضا الجوائز العالمية والميداليات الذهبية العديدة (وهي ستون) التي نالها سابقا على غرار ميدالية الجائزة الوطنية التي يسلّمها الملك المغربي محمد السادس وميدالية فخر الأمة التي نالها في مراسم جائزة المبتكر العالم بالصين.

ويضيف البوعزاوي الذي يترأس جمعية أفيد المغرب منذ 2016 إلى رصيده جائزة دولية جديدة نالها شهر أغسطس/آب الماضي في مسابقة الاختراعات الدولية إيكان ( iCAN) بمدينة تورنتو الكندية التي حصل عليها بعد منافسة مع مشاركين من خمسين دولة.

وخُصّصت المسابقة لالتقاء المبتكرين ومنحهم الفرص لعرض اختراعاتهم ومنتجاتهم الابتكارية الجديدة وتحقيق مزيد من النجاحات الجديدة في مجال الابتكارات، وذلك عبر المشاركة فيها عن بُعد أو الحضور إلى كندا.

شبكات الجيل الخامس
يعالج ابتكار البوعزاوي الجديد مشكلة رئيسة في شبكة اتصال الجيل الخامس والتقنيات المستقبلية الأخرى، ويقول في بيان أرسله للجزيرة نت، إنّ المشكلة تكمن في رقمنة البيانات المراد إرسالها -هي في العادة الخطوة الأولى بين متصلين- وأن البيانات أو المعلومات ذات الخصائص مثل الصوت والصور ودرجة الحرارة والكميات المادية الأخرى تكون غير مرقمنة بطبيعتها.

ويوضح البوعزاوي أن الرقمنة تؤثر بشكل مباشر على سرعة الاتصال عن بُعد مهما كانت التكنولوجيا المستخدمة في شبكة الاتصالات لذلك تبقى سرعة الجيل الخامس “جي 5″، غير ذات فائدة إذا كانت البيانات غير متوفرة بالوتيرة نفسها، ومع وصول هذا الجيل لم تعد رقمنة البيانات باستخدام التقنيات الحالية كافية للوصول إلى مستوى السرعة المطلوب.

ويقترح البوعزاوي التقليل من عدد الترانزستورات المستخدمة (مقاوم النقل)، مما يسمح بتسريع نقل البيانات عبر شبكة الجيل الخامس “جي 5” وتحسين المجالات العلمية في الاتصالات والفضاء والطيران إضافة للذكاء الاصطناعي والروبوتات والمدن الذكية والمركبات المستقلة.

ويمكن استخدام ابتكار البوعزاوي في نقل البيانات من المريخ إلى الأرض في نحو عشر دقائق في ظلّ الحلول المتاحة وفي استخدامه في جميع المعدات الإلكترونية التي تستخدم الصورة والصوت أو الفيديو أو أي معلومات تمثيلية، مثل الهواتف والأقمار الاصطناعية والمكوكات الفضائية والكاميرات وأجهزة الاستشعار وغيرها.

ويقول البوعزاوي، “لم أرغب في الحصول على الجائزة وقد تراجعت عن سفري لحضور حفل توزيع الجوائز وما يهمّني أن الفكرة نالت إعجاب لجنة التحكيم والمجتمع الدولي للمخترعين والعلماء وهو اعتراف سيظلّ تاريخيا أثبتُ من خلاله وجود كفاءات مغربية وعربية وإفريقية تستطيع المساهمة بشكل كبير في المجالات العلمية والتكنولوجية لإيجاد حلول يستفيد منها العلم لأجيال مقبلة”.

ويأمل البوعزاوي في أن تهتمّ به شركة هواوي أو سامسونغ بالاختراع كونهما رائدتان في هذا المجال وكون مشروعه ضخماً وسيطوّر مجالات علمية كثيرة ويتطلع إلى التواصل معهما لتفعيل الاختراع.

دعم المخترعين
يطرح البوعزاوي منذ عام 1997 ابتكاراته الشخصية التي تقدّم خدماتها للبشرية جمعاء مما قاده إلى الحصول على وسام المملكة المتحدة (رتبة ضابط) خلال الحفل الرسمي لـجوائز القيادة الذي أقيم في أقدم قاعة محكمة في بريطانيا، تقديرا لدوره الشبابي في التشجيع على الابتكار ودعم المخترعين وتعاونه مع الجامعات والمنظمات الدولية ومساهمته الدولية كونه عضوا في لجنة دولية لتحكيم الاختراعات والابتكارات.

في المقابل، عزز ماجد البوعزاوي قدراته الشبابية المجتمعية بتأسيس المنظمة المستقلة “أُفيد المغرب” التي أسسها بهدف دعم المخترعين وتشجيع الاختراع عبر تطوير العلاقات مع مؤسسات محلية ودولية وتوفير بنية تحتية لتصنيع الابتكارات، بالإضافة إلى تمثيل المغرب في المحافل العلمية الدولية بعد أن أصبحت المنظمة ممثلاً رسمياً في معارض الاختراعات الدولية لتسويق الابتكارات وحمايتها من الاستغلال والسرقة.

شاهد أيضاً

مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلسطينيين

ترى سماح جبر، وهي طبيبة ورئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية، أنه وسط تصاعد حالات تعذيب الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هناك حاجة ملحة إلى قيام المتخصصين في مجال الصحة بتوثيق مثل هذه الفظائع بشكل صحيح.