يزداد وينقص لأن محلّه القلب.. وسيلة وحيدة لزيادة الإيمان وتذوُّق حلاوته فما هي؟

قال الداعية الإسلامي الدكتور فاضل سليمان إن الإيمان يزيد وينقص، ولهذا فالإنسان بحاجة إلى وسيلة لزيادة الإيمان بشكل مستمر، ليذوق حلاوته.

وأضاف في حديثه للجزيرة مباشر عبر برنامج (أيام الله) “إن للإيمان حلاوة، والإيمان محله القلب، وحينما يذكر القلب في القرآن والسنة فالمقصود في الغالب هو وعاء المشاعر، أو مجموع مشاعر الإنسان”.

وقال سليمان “معنى هذا أن الإيمان موجود في كل شعور من مشاعرك، فإذا أردت تربية نفسك فيجب أن تزيد إيمانك؛ لأن الإيمان يزيد وينقص. قال الله تعالى {وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا} (سورة المدثر الآية 31)، إذن الإيمان يزداد”.

وأكّد ذلك مستدلًّا بالحديث الشريف “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن)، إذن الإيمان يُنقض كما ينقض الوضوء”.

وعاد الدكتور فاضل سليمان إلى نصوص القرآن الكريم قائلًا “قال الله تعالى عن سيدنا إبراهيم {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} سورة البقرة الآية 260، فلفت نظرنا إلى تركيزه على القلب والحالة القلبية؛ لأنه يعلم أن الإيمان لا حدود له، فيريد استمرار زيادة الإيمان في قلبه”.

وأضاف سليمان “من المهم أن تزيد الإيمان عن طريق وسيلة من الوسائل التي تزيد الإيمان مثل أداء العمرة، فهي وسيلة لزيادة الإيمان لكنها لا تحافظ عليه لأنها وسيلة مؤقتة، حيث يبقى الإنسان بعدها في ألق إيماني لفترة محدودة”.

واستطرد “كذلك بقية الوسائل مثل تذكر الموت عند مشاهدة حادث أليم، كلها تزيد الإيمان ولكن لا يلبث الإنسان أن يفتر إيمانه بعد فترة، لهذا فالإنسان بحاجة إلى وسيلة لزيادة الإيمان بشكل مستمر، والوسيلة الوحيدة هي تدبر القرآن كل يوم، وميزة القرآن أنه يتعامل مع كل مشاعر الإنسان، أما باقي العبادات فتتعامل مع شعور أو أكثر”.

وضرب سليمان مثلًا برجل دخل المسجد لأداء صلاة الجمعة وسمع الخطيب يتحدث عن الموت فبكى تأثرًا وازداد إيمانه ثم استمع إلى تلاوة الإمام في الصلاة فازداد تأثرًا وإيمانًا، لكنه عند خروجه من المسجد وجد حذاءه قد سرق فجزع وثار ثورة عارمة. فهذا الرجل زاد إيمانه في منطقة مشاعر الخوف من الله، وخشية الحساب وترقب الموت، ولكن في مشاعر القضاء والقدر كان إيمانه ضعيفًا.

وتابع “على هذا فالإنسان يحتاج إلى وسيلة تزيد الإيمان في كل المشاعر طوال الوقت، ولا يوجد وسيلة لذلك سوى تدبر القرآن يوميًّا، حتى تذوق حلاوة الإيمان”.

ونصح سليمان بأن تكون جرعة التدبر مرتين يوميًّا صباحًا ومساءً، وحبذا أن يقرأ الإنسان بعدها أذكار الصباح والمساء بتدبّر.

شاهد أيضاً

عبد المجيد الزنداني.. حياة حافلة بالعلم والعمل والجهاد

ودع اليمنيون والأمة العربية والإسلامية يوم الإثنين 13 من شوال 1445 للهجرة، الموافق 22 أبريل 2024م علما من أعلام هذه الأمة، وكوكبا من كواكبها، وهاديا من هداتها، ورائدا من روادها، هو الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني، العالم العامل، والمجاهد والمربي، والقدوة المعلم، القرآني المحمدي الرباني، صاحب العطاءات الدعوية، والإمدادات التربوية، والجهود التعليمية، والأطوار الجهادية،