يتوسلون لزكريا زبيدي حتى يعود.. هكذا سخر إسرائيليون من فضيحة سجن جلبوع

محمد وتد

اختار الممثل الكوميدي الإسرائيلي، طال فريدمان، السخرية من تعامل السلطات الإسرائيلية مع هروب الأسرى الفلسطينيين الستة من سجن جلبوع، عبر فيديو يتوسّل فيه إلى زكريا زبيدي، أحد الأسرى الفارين، ويدعوه للعودة والمشاركة في احتفالات عيد رأس السنة العبرية.

ويشير فريدمان في مقطعه الساخر إلى أن هروب الأسرى الستة نغّص على الإسرائيليين وحكومتهم الاحتفال برأس السنة.

أين اختفى الأسرى الستة ولماذا تتكتم إسرائيل على كواليس الهروب من “جلبوع”؟
وفي محاكاة لما يحدث بمحيط سجن جلبوع ومنطقة بيسان والأغوار القريبة، حيث تشير تقديرات الإسرائيلية إلى أنها قد تكون ملاذ الأسرى الستة في بداية عملية الهروب، صوّر فريدمان برفقة ممثلة إسرائيلية من أصول أثيوبية مقاطع يقول فيها: “نحن نتنزه هنا في منطقة جلبوع نبحث عن صديق جيد.. هيا لنناديه معا.. زكريا زكريا.. تعال عد إلى هنا.. هنا مطعم ومكان فيه كل شيء كما تحب.. زكريا زكريا”.

وواصل الكوميدي ومرافقته، السخرية والانتقادات اللاذعة لأعمال التفتيش التي تقوم بها الشرطة الإسرائيلية بحثا عن زكريا الزبيدي و5 من الأسرى المحكومين بالمؤبد والمؤيدين لحركة الجهاد الإسلامي.

كوميدي وساخر
وتعكس المقاطع الساخرة حالة الإحباط وخيبة الأمل في أوساط الإسرائيليين، وكذلك في المؤسسة الأمنية للاحتلال، التي استنفرت آلاف من قواتها بحثا عن الأسرى الستة الذين هربوا من السجن مع بدء الأعياد اليهودية.

ومع تكتم الشرطة وإخفاء حقائق ومستجدات التحقيق عن الجمهور الإسرائيلي، والفشل في الكشف عن مكان تواجد الأسرى الستة، يتوسل فريدمان في المشهد الأخير قائلا “زكريا عُد وشاركنا وجبة عشاء العيد” ويشير إلى أن الآلاف من قوات الأمن لم يشاركوا عائلاتهم الاحتفالات.

إخفاقات
بدء السنة العبرية بحدث أمني غير مسبوق في تاريخ مصلحة السجون الإسرائيلية يعكس عمق الأزمة التي تعيشها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في التعامل مع القضية الفلسطينية، وتخبط حكوماتها المتعاقبة -خاصة الحالية برئاسة نفتالي بينيت- في حسم الصراع على جبهة غزة، وفقا للخبراء والمحللين الإسرائيليين.

ورغم محاولة خلق أجواء احتفالية بالسنة العبرية، فإن قضية هروب الأسرى الستة أبت ألا تفارق مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن أخفقت قوات الأمن الإسرائيلية في العثور عليهم.

ومع تكشّف سلسلة الإخفاقات التي مكنت وساعدت الأسرى على الهرب من السجن “الأكثر تحصينا”، من المرجح بعد انقضاء العيد اليهودي -ليل غد الأربعاء- أن تتصاعد وتيرة الانتقادات للشرطة ولمصلحة السجون، وتتعالى الأصوات التي تطالب بإسقاط حكومة بينيت.

سقطة وتقاعس
وفي سيل الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، كتب المستشرق الإسرائيلي إيدي كوهين -تغريدة على تويتر- “إنها سقطة لإسرائيل، 6 ’إرهابيين‘ هربوا من سجنهم عبر نفق حفروه مثل الأفلام”، وتساءل قائلا: “هل تعاون موظفون في إدارة السجن مع الإرهابيين وأغمضوا أعينهم وساعدوهم على الفرار؟”

وفي تأكيد على أن الهروب من جلبوع نغص على الإسرائيليين وسلبهم فرحة الأعياد، اختار المراسل العسكري للموقع العبري “والا”، أمير بوحبوط، أن يوثق تواجده في منطقة سجن جلبوع مع إطلاق المؤسسة الإسرائيلية حملة للتفتيش عن الأسرى الستة، حيث كتب تغريدة أرفقها بفيديو قائلا: “ذهب العيد”.

وكتب معد سيناريو البرنامج الكوميدي الإسرائيلي “بلاد رائعة”، تغريدة أعلن فيها بأسلوب ساخر عن إطلاق حملة لمصلحة السجون الإسرائيلية بعنوان “عُد” على صورة لزكريا الزبيدي.

تآكل الردع
وفي محاولة إبراز إخفاقات مصلحة السجون تاريخيا، ذكر الباحث في السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين والدول العربية ميخائيل ميلشطاين تاريخ سجن “شطة” (اسم سجن جلبوع سابقا) في عمليات هروب الأسرى.

يقول ميلشطاين ” في يوليو/تموز 1958 اندلعت ثورة بين الأسرى اخترق خلالها أكثر من 100 منهم جدران السجن. وقُتل في الحادث حارسان و11 أسيرا. في حين تمكن عشرات الأسرى من الوصول إلى جنين واستقبِلوا في موكب احتفالي. وأعيد اعتقال العديد منهم بعد أن احتل الجيش الإسرائيلي الضفة الغربية عام 1967″.

وفي تحريض على تصفية الأسرى الستة ميدانيا في حال تم العثور عليهم، يقول الصحفي الإسرائيلي يوني بن مناحيم إن “الخوف الحقيقي والكبير للفلسطينيين ليس هو أسر المخربين الستة الذين فروا من جلبوع، ولكن تصفيتهم جسديا من قبل الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام “. وأضاف في تغريدة له “هذه نقطة مهمة يجب التفكير فيها لأولئك الذين يريدون إعادة الردع”.

ومن وجهة نظر بن مناحيم، فإن “قوة الردع” الإسرائيلية تحتاج لإعادة تأهيل عاجل، ويقول إن “الهروب من جلبوع هو مرحلة أخرى من تآكل الردع الإسرائيلي في كل ما يتعلق بمعالجة الإرهاب في قطاع غزة وشمالي الضفة الغربية”.

ويعتقد أن ما أسماها “سياسة الاحتواء الإسرائيلية للفلسطينيين بالضفة وغزة” قد فشلت. ولذا، فإن على الجيش الإسرائيلي أن يغير فورا أساليب التعامل مع ما وصفه بـ”لإرهاب” إلى أساليب مبتكرة وجديدة تحقق النتائج.

وذهب المحلل العسكري في صحيفة “معاريف”، طال ليف رام، إلى المطالبة بتنفيذ عملية عسكرية في الضفة الغربية بحثا عنهم “إذا لم يفروا أصلا إلى الأردن”.

المصدر : الجزيرة

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".