يتواصل التطبيع العربي : وزير خارجية البحرين: إسرائيل هنا لتبقى ونحن نريد السلام معها

اعتبر وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة أن الورشة الاقتصادية التي انعقدت في المنامة حملت في طياتها فرصا يجب عدم تفويتها، مؤكدا على بقاء إسرائيل ورغبة بلاده بإقامة السلام معها.

وقال الوزير البحريني، في مقابلات مع وسائل الإعلام الإسرائيلية من بينها هيئة البث الإسرائيلي (كان) وموقع “تايمز أوف إسرائيل”،والقناة 13، إن الورشة التي نظمتها الولايات المتحدة في بلاده والتي تركز على الجوانب الاقتصادية لخطة السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، يمكن أن تكون مثل زيارة الرئيس المصري أنور السادات إلى القدس في عام 1977، مما ساعد على تمهيد الطريق إلى اتفاقات كامب ديفيد وتطبيع العلاقات بين مصر وإسرائيل، وهو ما أحدث تغييرا جذريا في المنطقة، وعليه لا بد من استغلال ما حدث في المنامة.

وفي المقابلة التي أجراها في جناحه في فندق فور سيزونز الفاخر في المنامة، مع “تايمز أوف إسرائيل” لم يفصح آل خليفة عما إذا كانت بلاده ستطبع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في المستقبل القريب، لكنه أكد بشكل قاطع حق إسرائيل في الوجود كدولة ذات حدود آمنة.

وقال “إسرائيل بلد في المنطقة.. وهي باقية بالطبع”. وأضاف “لمن قدمنا السلام في مبادرة السلام العربية؟ قدمناها إلى دولة تدعى دولة إسرائيل في المنطقة. لم نعرضها على جزيرة بعيدة أو دولة بعيدة”.

وأضاف الوزير البحريني، في إشارة إلى مبادرة السلام العربية، “لقد قدمناها لإسرائيل. لذلك نحن نؤمن أن إسرائيل دولة باقية، ونريد علاقات أفضل معها، ونريد السلام”.

وحث آل خليفة الإسرائيليين على التواصل مع القادة العرب حول أية مسائل يريدون مناقشتها بشأن المبادرة العربية، قائلا “تعالوا وتحدثوا إلينا. تحدثوا معنا حولها. قولوا: يا جماعة، لديكم مبادرة جيدة، لكن لدينا شيء واحد يقلقنا”.

الفلسطينيون أخطأوا
وعن مقاطعة السلطة الفلسطينية لورشة المنامة، قال الوزير البحريني إنها ارتكبت خطأ بذلك، معتبرا أنه “كان من الخطأ محاولة استبعاد الولايات المتحدة من دور الوساطة في عملية السلام”.

وفي حديثه للمراسل السياسي للقناة 13، باراك رافيد، قال “أنصح (رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين) نتنياهو والفلسطينيين بعدم تفويت الفرصة المتاحة اليوم للتوصل إلى اتفاق سلام”، مضيفًا أن إسرائيل أضاعت فرصة عندما لم تستجب بشكل إيجابي لمبادرة السلام العربية، في المقابل، قال إن “الفلسطينيين ضيعوا فرصة أخرى نحو السلام في مفاوضات كامب ديفيد عام 2000”.

واعتبر أن “الولايات المتحدة مخلصة في الجهود التي تبذلها لرعاية عملية السلام وقد حاولت دائمًا حل النزاع وأن تكون قوة إيجابية ووسيطا عادلا”.

وحول الشق السياسي لـ”صفقة القرن”، قال إنه لم يطلع عليه، غير أنه شدد على ثقته بالأمريكيين في أنهم يستطيعون التوصل إلى اتفاق. وأضاف “لكن الولايات المتحدة لن تكون كافية. سنحتاج إلى أن تعمل جميع بلدان المنطقة معًا”.

“من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها”
تحدث وزير الخارجية البحريني بإسهاب عما وصفه بـ”التهديد الإيراني”، ووصف النظام في طهران بأنه “خطير وسام”. وقال إن إيران تزيد من حدة ما أسماه “الصراع الإسرائيلي العربي والإسرائيلي الفلسطيني بالمال والسلاح والميليشيات التي تعمل لصالحها”.

كما عبّر عن دعمه لعمليات الجيش الإسرائيلي على الأراضي السورية بذريعة مهاجمة “أهداف إيرانية”، قائلا: “من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها”.

وحول التوتر في الخليج بين الولايات المتحدة وإيران، زعم آل خليفة أن “إيران تضغط باتجاه الحرب”، قائلا “إذا اندلعت الحرب في المنطقة، فسوف ألوم إيران قبل أي شخص آخر”. وأضاف “يهاجمون السفن وناقلات النفط وينفذون هجمات بواسطة الطائرات المُسيّرة من اليمن. إنهم يدعون إلى الحرب في المنطقة. استمرار النظام الإيراني هو رهن سياسته العدوانية، لذلك أعتقد أن ضبط النفس الذي تبديه الولايات المتحدة أمر حكيم للغاية”.

وعن اللقاءات التي أجراها مع مسؤولين إسرائيليين، قال “عندما التقيت بكبار المسؤولين الإسرائيليين، اكتشفت الإنسانية التي يتمتع بها الجانب الآخر وهذا أمر طبيعي مع كل شخص في العالم. تشعر في هذه الاجتماعات كيف تؤدي المحادثة دائما إلى التفاهم”.

وكانت هيئة البث الإسرائيلي قد نقلت، في وقت سابق اليوم الأربعاء، عن مصدر بحريني القول إن بلاده ستقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في حال حصول تقدم على مسار التسوية مع الفلسطينيين.

واختتمت الورشة التي انطلقت، أمس الثلاثاء في المنامة، أعمالها اليوم الأربعاء، بحضور جاريد كوشنر مستشار الرئيس الامريكي.

وقاطع الفلسطينيون الورشة التي نددت بها مظاهرات في الضفة الغربية وقطاع غزة، بوصفها ضمن خطة الإدارة الأمريكية لتسوية القضية الفلسطينية المعروفة باسم “صفقة القرن”.

خالد بن حمد آل خليفة برفقة مراسل “تايمز أوف إسرائيل” رافيل اهرين، بالمنامة

شاهد أيضاً

عبد المجيد الزنداني.. حياة حافلة بالعلم والعمل والجهاد

ودع اليمنيون والأمة العربية والإسلامية يوم الإثنين 13 من شوال 1445 للهجرة، الموافق 22 أبريل 2024م علما من أعلام هذه الأمة، وكوكبا من كواكبها، وهاديا من هداتها، ورائدا من روادها، هو الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني، العالم العامل، والمجاهد والمربي، والقدوة المعلم، القرآني المحمدي الرباني، صاحب العطاءات الدعوية، والإمدادات التربوية، والجهود التعليمية، والأطوار الجهادية،