ياسر الثغر يكتب:حراك 11/11.. وصف الأحوال و توقع الافعال

المصدر :الأمة

هل نخرج بسبب ضيق المعيشة والمظالم؟ أم نصبر انتظارا لظروف أفضل؟

هل الظروف مواتية فعلا أم الأمور أوهام أو خدع؟

الخروج مغامرة فهل تجوز المغامرة شرعا وما أدلة ذلك

وماذا عن «القدرة» كمرجح أساس لكل عمل؟

معلومات نمهد بها:
التقرير الرسمي لحقوق الإنسان في مصر عام 2021م الصادر من وزارة الخارجية الأمريكية والمنشور على الموقع الرسمي للسفارة الأمريكية كأحد الجهات الرسمية التي تعترف بالواقع، وننقل بالنص ما يصف الحال في مصر مما فعله النظام بالشعب؛ وإن لم يخف علينا مشاركتهم بشكل وبآخر في دعمه وصولا لهذا الحال:

وشملت القضايا الهامة المتعلقة بحقوق الإنسان تقارير موثوقة عن:
القتل غير القانوني أو التعسفي، بما في ذلك القتل خارج نطاق القانون على يد الحكومة أو وكلائها، ومن قبل الجماعات الإرهابية.

وهناك الاختفاء القسري من قبل أمن الدولة؛ التعذيب وحالات المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة من قبل الحكومة؛ ظروف السجن القاسية والمهددة للحياة؛ الاعتقال التعسفي؛

السجناء والمعتقلين السياسيين؛ الأعمال الانتقامية ذات الدوافع السياسية ضد الأفراد الموجودين في دولة أخرى؛

التدخل التعسفي أو غير القانوني في الخصوصية؛ الانتهاكات الجسيمة في النزاع،

بما في ذلك حالات الاختفاء القسري، والاختطاف، والانتهاكات الجسدية،

والقتل خارج نطاق القانون حسبما ورد؛

وهناك قيود خطيرة على حرية التعبير ووسائل الإعلام، بما في ذلك اعتقال أو مقاضاة الصحفيين، والرقابة، وحجب المواقع،

وإساءة استخدام قوانين التشهير الجنائية؛ وفرض قيود خطيرة على حرية الإنترنت؛ والتدخل الشديد في حرية التجمع السلمي وحرية تكوين الجمعيات،

بِما في ذلك القوانين التقييدية المفرطة بشأن تنظيم أو تمويل أو تشغيل المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني؛ القيود المفروضة على حرية التنقل،

بما في ذلك حظر السفر المفروض على المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين والنشطاء؛ قيود خطيرة وغير معقولة على المشاركة السياسية؛ قيود حكومية خطيرة على منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية )

– وبوصف مشابه يضيف تقرير منظمة العفو الدولية حيث يقول:
(ظل الآلاف من الأشخاص ما بين المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين والطلاب والسياسيين المعارضين وأصحاب الأعمال التجارية والمتظاهرين السلميين معتقلين بصورة تعسفية.

وأدين العشرات بعد محاكمات جائرة بصورة فادحة، أو أمام محاكم الطوارئ بتهم ذات صلة بالممارسة السلمية لحقوقهم الإنسانية. واستمرت عمليات الإخفاء القسري والتعذيب دون توقف.

وظلت ظروف الاعتقال تتسم بالقسوة واللاإنسانية؛ حيث حرم السجناء من الرعاية الصحية الكافية مما تسبب أو أسهم في وفاة ما لا يقل عن 56 شخصا في الحجز.

وتم إصدار أحكام بالإعدام عقب محاكمات جائرة بصورة فادحة)

لم تشر إلى الحقوق العامة للدولة
-وهذه التقارير تتحدث عن الحقوق الإنسانية ولم تشر إلى الحقوق العامة للدولة التي تم التفريط فيها كالحدود وترسيمها أو تخلي النظام عن الحقوق المائية أو ملكيات أراضيها أو بيع المصانع والمواني أو المناطق السكنية فكل ذلك حسبة واحدة

إضافة لذلك تردي وضع الشعب ماديا ومعنويا داخل البلد وخارجها وحتى بسبب المعاملة غير الأخوية التي يلقاها في أسفاره وغربته أحيانا حتى من بعض إخوانه العرب

(الشباب المصري الذي يطرد من أعماله أو يرحل أو يضرب تحت تسجيل الكاميرات دون تحقيق او رد اعتبار)

فضلا عن معاملة الأجانب بدأ من صعوبة منح (الفيز) إضافة للطرد والترحيل

وهو يعكس الصورة العامة باعتبار الشعب كله لا قيمة له في نظر هؤلاء وهذا ما توصفه الكلمة التلقائية لوالدة الباحث المغدور به «جوليو ريجيني» حين قالت قتلوه كأنه مصري !

فالمصريون يقتلون باستهانة وهذا يعرفه الجميع ربما عدانا!

وهي حقيقة تعبر عنها الممارسات والأحكام التي تطلقها وتنفذها أدوات النظام في الشوارع والبيوت والسجون والمحاكم

فلندخل إلى الموضوع
أيام باتت تفصل عن هذا التاريخ حيث يتداعى كثيرون (للخروج) في هذا اليوم

توصيف الخروج نفسه غير واضح المعالم.

كيف؟ وأين؟ وما صورته؟

لكن اخرجوا وخلاص!

فكل من يدعوا إليه أو يستجيب له لا يعلن -وغالبا لا يعرف- كيف

إنه خروج وكفى وهل ينسي الناس كل الخروجات السابقة

(ثورة الغلابة بنفس التاريخ11/11 بالمناسبة)

التي انتهت بمآسي لسبب واحد وهو أن الزخم لم يك كافيا فانفردت السلطة بالمتظاهرين قتلا واعتقالا بينما لو خرج الشعب كطوفان هادر فلن يستطيع النظام ولا من يقف خلفه أن يتماسك فهم أقلية متساندة في نهاية الأمر

ثم تختلف المبررات لتحديد الموعد، وجلها تشير إلى الاستفادة من زخم عقد مؤتمر المناخ وكأن الدول المرتادة لا تعرف ما بنا وهي بشكل أو بآخر متورطة فيه!

في وقت تتوارد فيه الأخبار عن عوامل مساعدة مثل:

ما يسمى صراع الأجنحة أو تململ الجيش أو رفض الكفلاء الإقليميين أو الدوليين لاستمرار الدعم والمدعوم أو حتى تصارعات النظام الدولي على مناطق النفوذ وهو أهم العوامل غي زمن الوصاية والنظام العالمي

كيف يستفيد منه الحراك؟
وقد يكون هذا حق بعضه أو كله ولكن كيف يستفيد منه الحراك؟ وكيف لا يعتمد عليه في الوقت ذاته لأنه غير مضمون العواقب؟

ذلك هو وجه المغامرة التي أشرت إليها والميزان في ذلك هو رجحان المصالح والمكاسب على المفاسد للدولة وللأفراد..

فهنا المفاسد قائمة بلا شك فليست الأمور نزهة يقوم بها الشعب بل تعب وصراع وأموال ودماء،

لكن فكرة الخلاص من هذا الجاثوم لها وجاهتها للفرد ولمصر وللأمة التي تتأثر بها فعلا.

ما النتيجة حين تميل الكفة لصالح مناوئي النظام؟

في المقابل من جهة أخرى ما النتيجة حين تميل الكفة لصالح مناوئي النظام (القوة الخفية ومثيري الحراك)

كيف نتوقع مصلحة الشعب من قوم يحركهم غيرهم من القوى الإقليمية والدولية؟

فلن نقع في فخ تصديق حدوث صحوة الضمير والوطنية التي طرحت لهم بعد كل البلاوي

التي فعلها رجال هذا النظام أو النظام السابق فمن شروط التوبة رد المظالم لأهلها وهم لم يفعلوا ذلك.

لم نثق فيهم وآثار سياطهم لم تشفها الأيام فنلدغ من جحورهم مرارا؟

وإن حاولنا استغلال المتغيرات وتنافس المتنافسين فهذه قضيتهم نحن ولم نحدد نحن كشعب وقتها فلم يجروننا إليها

والثقة مفقودة في أولئك الملثمين أو المتدارين خلف الكاميرات ممن يدعون للخروج لأنهم ببساطة مجهولون لدينا ومن ينشر لهم غالبا مخدوع بزخم وهمي أو مشارك في التضليل.

نظام قائم فاسد وتيار منافس
إذن هناك نظام قائم فاسد يريد أن يخوف الشعب وهناك تيار منافس قد يكون بعضه صنيعة النظام وبعضه ينافس النظام

وكلاهما يتنافس على امتطاء الشعب من خلال تغييب إرادته بالتخويف أو الخداع أو الاستغلال فهل يفوت عليهم الشعب الفرصة ؟

وهل يستيقظ العملاق الغافي لينال حقوقه المشروعة بحساباته هو ووفقا لمصلحته وليس لمصلحتهم؟

لن يكون ذلك إلا بطوفان هادر يعجز عنه هؤلاء وينتشر في كافة الأماكن الحيوية والميادين كلها فلا يمكن الانفراد ببعضهم دون البعض

مبررات الحراك:
المبررات التي تروج هنا لتكون أكبر الدوافع للحراك في تاريخ 11/11 هي ما يعانيه الشعب من أزمات طواحن في كافة سبل المعيشة

– فدافع الوضع الاقتصادي ومعاناة الطبقات كلها أكبر الأسباب مع تكشف الإنفاق غير المبرر وغير المدروس في الترف والمشاريع

التي بها شبهات فساد وغير مدروسة وتجاهل الاحتياجات الأساسية للشعب من الغذاء والتعليم والصحة فكل هذا تسبب في معاناة شديدة وسخط غير مسبوق

– والتنازلات السياسية والتفريط في الأراضي وفي النيل والرشاوى السياسية للدول والأفراد سبب آخر كبير

– والمظالم الكبرى والقمع السياسي واستخدام أقصى العقوبات غير القانونية واعتقال الأبرياء كلها من الأسباب المهمة طبعا

– هي خيانة وليست أخطاء

– ومع اختفاء آفاق الحلول واليأس المطبق تصبح الأرض ممهدة والظروف دافعة لحراك ولثورة لن تكون بنفس سذاجة يناير فلا يثق النظام بعد كل هذا التردي ألا يثور الناس ضده ثورة ستختلف حتما عن يناير الشاعرية الطاهرة الحالمة

ومن ثم يراد استخدام اللحظة الفارقة وكل ذلك حق ولكن أخشى أن يراد به الباطل

هذا تصور بعض الصادقين أو الحالمين دون إدراك أنهم يقيسون على غير يقين ويشاركهم بعض المتآمرين لإفشال الموجات الهادرة ولوأد الحراك المتنامي التلقائي

إخضاع الشعب
وهذه الحالة التي يعاني منها الشعب قد تكون مخططا لها إخضاعا لشعب مهم له أثره وانتقاما من الشعب الذي ثار في يناير على أسياده

(وكما قال أحد مديري الأمن وقتذاك: احنا أسياد الشعب واللي يمد ايده على سيده تنقطع إيده)

فهذا أوان قطع الأيادي التي تمردت على الأسياد ما دام الأسياد أنفسهم في حالة من الانتشاء والتمتع بما ينالونه من عناية خاصة لطبقات السادة والسادة الجدد

أو جاءت نتيجة سياسات رعناء ومع ذلك فلا يضمن أحد ردود أفعال من انقطع به السبيل ولم يجد له حلا آخر

اللاعبون الجدد
هنا يبرز اللاعبون الجدد كل يغني على ليلاه بين من يتطلع من النظام القديم أو المنافس والمدعوم من جهات غير واضحة خارجية استغلال السخط ليزيح النظام

أو من يقيس الأمور بالحماس ليحقق بذلك الأحلام دون انتباه إلى خطورة المغامرة التي يدعو الناس إليها بتكرار الحشود التي يسهل تطويقها ومن ثم سحقها ليتكرر نفس السيناريو ونعاني نفس الفشل والإحباط حيث لم نتعلم الدرس.

فتكون الأمور كلها مجرد تنفيس وربما اختبار يطلقه النظام ليستبق ثورة عارمة يتوقعها للأسباب المذكورة وغالبا ترصدها له أدواته ومن يرصد له من الأنظمة المتساندة معه لكن النظام يريد تفريغها من محتواها والتعجيل بها ليقضي عليها قبل أن تتبلور باستخدام فكرة تشبه استغلال ثورة يناير للبقاء في السلطة والدفع بتوريط الإخوان ليشوهوا سمعتهم

ملاحظات مهمة:
– ضع في حسبانك وأنت تقرأ بأن ثمة تحركات مريبة وشخصيات تتكلم باسم الثورة نستغرب في اجتماعهم وتجمعهم وثوريتهم المفاجأة!

– وأيضا استحضر أن من يحدد لك موعدا هو غالبا يستنفر القوى المضادة لتتحرك استباقا أو بنفيرها العام أو هو ساذج أو واثق من فعله وأثره أو هو عميل يستدرجك في كل هذا

– خطاب إقصاء الإسلاميين واضح مما يقال وأن الدور فاتهم أو أن المطلوب حجبهم عن المسيرة نقطة أخرى لافتة للنظر ويروج لذلك أحد المريبين ويدعى هشام صبري ضابط أمن دولة سابق بأنه لا الإخوان ولا حازم صلاح ولا باسم عودة يصلحون أن يقودوا الحراك -وهذه قد تبرر- ولكن يقول لا يكونوا في المشهد بعد السقوط وأن الشعب ثار عليهم في 30 يونيو رغم ادعاء الإدانة للمظالم التي نالتهم بعدها ربما ذرا للرماد فهو إذن من رجال 30 يونيو التي يراها الثوار خدعة

– وهذا ما تردده أيضا نرمين عادل بادعاءات ساذجة بأن النظام الدولي يفاوض لإخراج خيرت الشاطر ليعمل من أجله؛ وبترديد أن قطر هي من قتلت جنودنا في سيناء وأن الإخوان باعوا أسرار البلد أو سربوها

– فبم يختلفون عن أحمد موسى وعبعاطي كفتة وحمدي بخيت وأشباههم

– حتى محمد علي تبرأ من العروبة وقال أنه فرعوني ويفتخر!

فهل هؤلاء عاقلون بما بكفي للاستماع لنصائحهم؟

فالخلاصة أن لدينا:
– نظام على رأس السلطة متمسك بها لحد مرضي وتؤيده قوى إقليمية ودولية أبرزهم الكيان الصهيوني المستفيد والداعم الأكبر والمحرك من خلف الستار؛

بل وكل من حضر مؤتمر المناخ يدعم هذا النظام بشكل أو بآخر إما لمصالح إستراتيجية أو منافع مادية ممن تلقوا الرشاوى السياسية التي قدمت وهذا النظام يلتزم بتخطيط تلك القوى ولا مانع لديهم جميعا من إبادة الشعب وتحويله كالحالة السورية إن أبدى مقاومة يخشون منها فالحالة المرضية لهم لا يمكن التفريط فيها إلا بثورة هادرة لا يستطيعون مقاومتها

– يضبط هذا النظام تسلطه حاليا
باستخدام أذرعه الأمنية والقضائية والإعلامية والمحايدين بل والمعارضة المتحكم فيها من قبل مخابرات الدول التي تنفق عليهم وعلى أحزابهم وقنواتهم بالخارج لتكتمل الصورة بنظام مسيطر ومعارضة لا تتخطى الحواجز المرسومة (باختصار كل قناة تظهر على التلفاز هناك من يتحكم فيها لصالح النظام العالمي)

– ويمكن أن يكون من المحايدين المتحكم فيهم مجموعة اليوتيوبرز من أمثال محمد علي وهشام صبري وشريف عثمان وياسر العمدة وحسام الغمري وغيرهم تسرب إليهم معلومات ويتواصل معهم مجهولون من (الشرفاء!) فيساهموا من حيث يدروا أو لا يدروا في إحباط الجمهور وتضليله بعد تكشف الوهم وهو ما قام به مسبقا ياسر العمدة ومحمد علي والمعتقلات شاهدة

– قطاع لا نعرف حجمه ممن لهم علاقة بالسلطة
وغالبا بسلطة النظام السابق ورجال مخابراته السابقين وربما بعض من أقصي من أجهزة أخرى وهؤلاء لديهم ثأر شخصي مع النظام وربما لدى بعضهم شيئا من الوطنية التي تبرر لهم التنسيق مع قوى خارجية لجلب التأييد (لا تغفل أهمية التنسيق الخارجي للدعم اللوجستي والمخابراتي والدعم الدولي) وهمهم تغيير رأس النظام ليمتطوا مكانه والشعب والثوريون يرحبون بأي تغيير لكن هذا التغيير بهذه الصورة يهيئ متنفسا قريبا نوعا ما لكن في الوضع العام وفي الحال الطبيعي يستبدل طاغية بأقل منه طغيانا

-ولن تتحقق آمال الشعب في استرداد حريته وكرامته وصلاح أوضاع المواطنين

فقط يخرجون المعتقلين ويحسنون الأوضاع المعيشية نوعا ما فيلتهي الشعب بذلك عن حقوقه الكبرى وعن رسالته الحضارية التي يستهدفها كل من يرد الخير لهذا الشعب ولأمته التي تتعلق به

ولو تكلمنا بواقعية فهؤلاء إن فعلوها بعيدا عن فواتير القمع والقتل فبعض الشر أهون من بعض أما إن طالبونا بدفع الأثمان ثم يمتطوها هم فلا ولا كرامة!

وكل من يظهر أحيانا على الساحة ثم يختفي
بعد ضغوط أو صفقات من هذا الصنف وهؤلاء غالبا من يحركون الناشطين الذين على الساحة الآن ممن خارج سيطرة النظام المباشرة (انتبه لظهور سامي عنان سابقا وظهور آل مبارك حاليا، وللحديث عن بوتين وغيره لتنتبه للمشاريع المتصارعة)

– كمثال: نرمين عادل التي تعترف بأنها تمثل جهة وأنه سواء خرج الشعب أم لم يخرج فهم سيتصرفون

– الناشطون المحتملون في الداخل: لا توجد قيادات واضحة يمكنها أن تحرك وتقود وتخطط في الداخل وهذه المشكلة الكبرى

وقد يفرز الشارع قيادات ميدانية حين يحدث حراك لكن الواقع الحالي أن من يشك النظام فيه أن لديه القدرة على الحراك فإنه يسبق الأحداث باعتقاله؛ وهناك من يمكن أن يقود الحراك ممن هم بالسجون لكن أنى لهم الحرية حاليا؛

لكن يمكن ظهور جبهة للتغيير لها وجود على الأرض ومتحدثين بالخارج تحدث بهم الثقة بالأقوال والأفعال (نموذج أبو قتادة في فلسطين)

– وحقيقة ما حدث في ثورة يناير
أن من قادوا الحراك ونظموا المسيرات كانوا في الأساس من الإخوان وهو ما يكتشفه المتأمل حين ينتبه لحركة المسيرات وتوجهاتها حتى أن سيارات كان يوضع عليها مكبرات تتحرك مع المسيرات ويصعد عليها من يهتف بالجماهير وتتحرك بناء على خطتهم

– وهناك بيان صدر منذ أيام ويبدو أنه من مجموعة د. محمود حسين يؤكد حق الجماعة على الانشغال بالشأن السياسي وبه إشارات ضمنية لاستعدادهم على القيام بأدوار مشابهة فهل يعقل ذلك بعض الإخوان

– لا أقصد بذلك أن يمتطي الإخوان المشهد بل أن يساعدوا الشعب ليتم ثورته ثم يفرز اختياره الحر لاحقا في تنافس يبعد الشذوذ من الفسدة أو المتنمرين على هويتنا العربية الإسلامية ويقبل الشرفاء من كل اتجاه

– عموما على الأرض تتغير الظروف بمرور الأيام وكما حدث في تطورات أيام يناير وهذا الأمر إن تم فلا ينتهي قبل أشهر، ونصيحتي بالتريث وعدم المغامرة ولننظر ما لدى الآخرين على أرض الواقع ولو أتينا متأخرين بعد ثقة أفضل من أن يضحى بنا في أتون لم نتهبأ له

الموقف الشرعي من المغامرة:
تدور الأحكام الشرعية والتكليف بها على مدار (القدرة على أداء العمل) سواء في العبادات التي قد تسقط كليا نتيجة العجز أو يكون لها بدائل وكفارات حتى المعاملات أو الحروب كلها كذلك وفق القدرة والمعاهدات كذلك تتغير ظروفها تماشيا مع القدرة والعجز وقد منع عمر رضي الله عنه رجالا من شيوخ وزعماء القبائل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتألفهم ويعطيهم لما استغنى عنهم

والحديث عن هذا يطول ورأيت البعض يحذر الناس من الخروج باعتباره إما مزيدا من المفاسد أو أن كل خروج لا يـأتي بخير وأن هذه مغامرات ولا تجوز المغامرة وخاصة إن كانت عرضة للفشل أو إراقة الدماء

وأقول الكلام في ذاته شرعي لكن تنزيله على الواقع يحتاج للانتباه وإلى قياس الواقع المرير مع توقع الأمر باستمرار نظام فاسد فاشل لا يمكن نزعه بشكل مسالم

ولئن كان من حق الزوج أن يطلق ومن حق الزوجة أن تختلع فهذا النظام يفصل أموره وقوانينه ونظامه على ألا يخلعه أحد؛ والعقلاء يتمنون أن يتجنب الجميع الضرر لكن ماذا نفعل إن كان الظالم لا يرتدع ولا يتنحى؟ هل نترك البلد لهذا التردي؟ سبحانك هذا بهتان عظيم، إنما نقول لا تغامروا بدون مقابل واضح يغلب الظن وجود فائدة منه

وفي الحديث: (إنه لا قدست أمة لا يأخذ ضعيفها حقه من قويها غير متعتع)

فالقدرة هنا ينظر على أنها قدرة شخصية للفرد وما يطيقه
وقدرة المجموع على تحمل العواقب

وكم هو مغر في هذا الوقت أن نعمل على تسكين الشعب ودعوته للصبر خوفا من الفوضى لكن من ينظر للأمر على أنه حراك بسبب الضوائق فأنا معه

لكن الحقيقة أننا نريد مواجهة الفشل والخيانة العظمى بكل محاورها

فهنا نحتاج لتضحيات ومن ثم لمغامرة وإلا كيف يتحقق التغيير؟

فالمغامرة في الشرع
ونقصد بها القيام ببعض الأمور دون النظر في عواقبها الأرضية حين لا تكون هناك حلولا أخرى وهذا حين الاضطرار وشيوع الفساد حدا لا يسكت عنه وإلا صار مقصرا

من أدلتها كل الحروب والغزوات التي خاضها الرسول وخلفاءه بدأ من بدر التي لم يكن ينتوي الحرب حتى ساقته الظروف ومرورا ببيعة الشجرة حين بايع أصحابه في الحديبية على الموت دفاعا عن أنفسهم ضد أهل مكة حين أشيع مقتل عثمان وانتهاء بغزوة تبوك التي توجه فيها لقتال الروم وما أدراك ما الروم؟

وأبو بكر الذي أنفذ جيش أسامة امتثالا وبعدها كان يخرج جيوش حرب الردة فتتحرك جيوش ستة في وقت واحد وباتجاهات مختلفة رغم ضعف الإمكانات

كان الإيمان محركهم ويجتهدون فيما عليهم ومعهم رجال شجعان أبطال حفروا في الصخور حتى لانت لهم وانهزم لعزمهم الأعداء على كثرتهم وأتتهم الدنيا صاغرة

نحن إذن نطالب باختيار الوقت المناسب وبوجود قيادة معروفة ويكون لدينا الحد الأدنى من القدرة والأعلى من التخطيط وسيأتي النصر تحقيقا فاصبروا وصابروا واجتهدوا والله المعين

Tags: الخروج ضد السيسي 11 نوفمبرالخروج مغامرةالمغامرة في الشرعالموقف الشرعي من المغامرةبيعة الشجرةثورة ينايرصلح الحديبية

شاهد أيضاً

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل رقيب وصواريخ المقاومة تدك غلاف غزة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل رقيب احتياط في معارك شمال قطاع غزة، وفي حين تواصل المقاومة الفلسطينية عملياتها ومنها إطلاق صواريخ على مستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة، تستعد قوات الاحتلال لشن عمليات في بيت لاهيا شمالي القطاع.