و يبقى التاريخ شاهد .. المؤامرة على القرآن

لقد أدرك أعداء الإسلام قديما وحديثا أن سر قوة المسلمين تكمن في تمسكهم بالقرآن ، أضف إلى هذا أن القرآن وكما سبق هو الكتاب السماوي الوحيد الذي بقي كما هو على الحالة التي عليها منذ نزل على رسولنا صلي الله عليه وسلم, وقد كان مجرد سماع القرآن سببا في إسلام العديد من غير المسلمين ، ومن هنا عملوا جاهدين كي يحولوا دون أن تصل هذه الحقائق للناس ، لكن كيف ؟ صَور لهم خيالهم أن باستطاعتهم أن يحطموا هذا القرآن؛ عقدوا المؤتمرات وأرسلوا الإرساليات وأنفقوا المليارات من أجل هذه الغاية القذرة ، ولقد أخبر الله تعالى أن هذه الجهود وهذه الأموال سوف تذهب سُدَى ، قال
تعالى : } إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُون { (الأنفال :36) ، وصدق الله : } يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون { (التوبة :32) وانظر إلى هذا الحقد الدفين الذي يغلي في قلوب هؤلاء نحو القرآن :

قال رئيس وزراء بريطانيا ” جلادستون ” في مجلس العموم البريطاني بعدما حمل القرآن بيده : ” إننا لا نستطيع القضاء على الإسلام والمسلمين إلا بعد القضاء على ثلاثة أشياء :صلاة الجمعة ، والحج ، وهذا الكتاب ، فقام أحد الحاضرين ليمزق القرآن فقال : ما هكذا أريد يا أحمق ، إني أريد تمزيقه في قلوبهم وتصرفاتهم. ويقول أيضا ‏:‏ ” ما دام هذا القرآن موجوداً في أيدي المسلمين فلن تستطيع أوربا السيطرة على الشرق ‏ وقال الحاكم الفرنسي في الجزائر في ذِكْرى مرور مائة سنة على استعمار الجزائر‏:‏ ” إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرؤون القرآن ، ويتكلمون العربية ، فيجب أن نُزيل القرآن العربي من وجودهم ، ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم‏ .‏ ويقول المُبَشر ” وليم جيفورد بالكراف” ‏:‏ “متى توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب ، يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في طريق الحضارة الغربية بعيداً عن محمد وكتابه ‏.‏ ‏‏
ويقول المبشر تاكلي ‏:‏ ” يجب أن نستخدم القرآن ، وهو أمضى سلاح في الإسلام ، ضد الإسلام نفسه ، حتى نقضى عليه تماماً ، يجب أن نبين للمسلمين أن الصحيح في القرآن ليس جديداً ، وأن الجديد فيه ليس صحيحاً‏ ” .‏

القرآن أقوى من فرنسا

أثار هذا المعنى حادثةً طريفةً جرت في فرنسا ، وهي أنها – من أجل القضاء على القرآن في نفوس شباب الجزائر – قامت بتجربة عملية ، قامت بانتقاء عشر فتيات مسلمات جزائريات ، أدخلتهن الحكومة الفرنسية في المدارس الفرنسية ، وألبستهن الثياب الفرنسية ، ولقنتهن الثقافة الفرنسية ، وعلمتهن اللغة الفرنسية ، فأصبحن كالفرنسيات تماماً‏.‏
وبعد أحد عشر عاماً من الجهود هيأت لهن حفلة تخرج رائعة دعي إليها الوزراء والمفكرون والصحفيون ‏.‏‏.‏‏.‏ ولما ابتدأت الحفلة ، فوجئ الجميع بالفتيات الجزائريات يدخلن بلباسهن الإسلامي الجزائري ‏، فثارت ثائرة الصحف الفرنسية وتساءلت ‏:‏ ماذا فعلت فرنسا في الجزائر إذن بعد مرور مائة وثمانية وعشرين عاماً ‏!!! ‏؟‏‏؟‏ أجاب لاكوست ، وزير المستعمرات الفرنسي ‏:‏ وماذا أصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا‏؟‏‏!‏‏!‏‏.‏‏ يقول المبشر ” تكلي ” ‏:‏ ” يجب أن نشجع إنشاء المدارس على النمط الغربي العلماني، لأن كثيراً من المسلمين قد زعزع اعتقادهم بالإسلام والقرآن حينما درسوا الكتب المدرسية الغربية وتعلموا اللغات الأجنبية‏.‏

وهذه النقولات قطرة من بحر الحقد على الإسلام ، قال تعالى: }قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ
تَعْقِلُون َ{ (آل عمران: 118)

محاولات التحريف عبر التاريخ

إن المتأمل في التاريخ الإسلامي جيدا يدرك حجم التآمر التاريخي المتشابه والمستمر على القرآن الكريم ، فلقد أدرك أعداء الدين قديما وحديثا أن قوة المسلمين تكمن في تمسكهم بالقرآن ، فعملوا جاهدين من أجل القضاء عليه ، وتنوعت هذه المحاولات إلا أنها جميعا باءت بالفشل ، ومن هذه المحاولات :

المشركون في مكة

ولنبدأ القصة وتحديدا قبل ألف وأربعمائة عام ، فقد كان العرب قبل الإسلام أهل لغة وحنكة وفصاحة غير مسبوقة ، وذلك يؤكد أن القرآن نزل علي أقوى وأشد وأقدر من يعارضه من البشر، فذلك دليل للقرآن لا عليه ، فمنذ ظهور الإسلام وحملات التشكيك من المشركين لم تتوقف ، ويمكن حصر محاولات المشركين فيما يأتي :

• بث الشبهات حول القرآن .

لقد أثار القرشيون الكثير من الشيهات حول القرآن ، وحول شخصية النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : إنه يتعلم القرآن من بشر ، أو تعلمه في الماضي من بشر ثم ظهر البــحاثة لينقبوا في هذه الآثار ويخرجوا لنا بالنتيجة المضحكة في نظرنا الخطيرة في نظرهم من أن محمدا علمه راهب من كهان الصحراء اسمه بحيرا ، وأن التعليم كان في الصغر ، وقالوا : إن الذي علمه هو ورقة بن نوفل ابن عم زوجته خديجة ، وأنه هو الذي هيأه وأنشأه للنبوة ومن عمياء أضاليلهم أن ورقة مات في بدء البعثة ، فمن أكمل مع محمد صلى الله عليه وسلم الطريق!؟.

قال صاحب الرحيق المختوم :” وقد أكثروا من ذلك وتفننوا فيه بحيث لا يبقى لعامة الناس مجال للتدبر في دعوته والتفكير فيها ، فكانوا يقولون عن القرآن }أَضْغَاثُ أَحْلامٍ{ (يوسف:44) يراها محمد بالليل ويتلوها بالنهار ، ويقولون ‏ } بَلِ افْتَرَاهُ ) (الأنبياء:5) – من عند نفسه ويقولون‏: }إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ
بَشَرٌ { (النحل:103) ‏ وقالوا‏:‏ } إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْماً وَزُوراً{ (الفرقان:4) – أي اشترك هو وزملاؤه في اختلاقه
‏ } وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً { (الفرقان: 5).

وأحيانا قالوا‏: ‏ إن له جنًا أو شيطانًا يتنزل عليه كما ينزل الجن والشياطين على الكهان‏ ، ‏ قال تعالى ردًا عليهم‏:‏ } هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ{ (الشعراء:221، 222) أي إنها تنزل على الكذاب الفاجر المتلطخ بالذنوب ، وما جرّبتم علىّ كذبًا ، وما وجدتم في فسقًا ، فكيف تجعلون القرآن من تنزيل الشيطان‏ ؟‏ وأحيانًا قالوا عن النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ إنه مصاب بنوع من الجنون ، فهو يتخيل المعانى ، ثم يصوغها في كلمات بديعة رائعة كما يصوغ الشعراء ، فهو شاعر وكلامه شعر ،‏ قال تعالى ردًا عليهم‏ :
} وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُون َ{ (الشعراء:224: 226) فهذه ثلاث خصائص يتصف بها الشعراء ليست واحدة منها في النبي صلى الله عليه وسلم ، فالذين اتبعوه هداة مهتدون ، متقون صالحون في دينهم وخلقهم وأعمالهم وتصرفاتهم ، وليست عليهم مسحة من الغواية في أي شأن من شئونهم ، ثم النبي لا يهيم في كل واد كما يهيم الشعراء ، بل هو يدعو إلى رب واحد ، ودين واحد ، وصراط واحد ، وهو لا يقول إلا ما يفعل ، ولا يفعل إلا ما يقول ، فأين هو من الشعر والشعراء‏ ؟‏ وأين الشعر والشعراء منه‏.‏

وهكذا كان يرد عليهم بجواب مقنع حول كل شبهة كانوا يثيرونها ضد النبي والقرآن والإسلام‏.‏

• معارضة القرآن بأساطير الأولين‏

كان المشركون بجانب إثارة هذه الشبهات يحولون بين الناس وبين سماعهم القرآن ، ودعوة الإسلام بكل طريق يمكن ، فكانوا يطردون الناس ، ويثيرون الشغب والضوضاء ، ويتغنون ويلعبون إذا رأوا أن النبي يتهيأ للدعوة ، أو إذا رأوه يصلى ويتلو القرآن ، قال تعالى‏: } وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُون َ{ (فصلت :26) وكان النضر بن الحارث ، أحد شياطين قريش قد قدم الحيرة ، وتعلم بها أحاديث ملوك الفرس ، وأحاديث رستم واسفنديار ، فكان إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسًا للتذكير بالله والتحذير من نقمته خلفه النضر ويقول : ‏” أنا و الله يا معشر قريش أحسن حديثًا منه ، ثم يحدثهم عن ملوك فارس ورستم واسفنديار ” ، ثم يقول:‏ ” بماذا محمد أحسن حديثًا مني ، وفي رواية عن ابن عباس: ” أن النضر كان قد اشترى قَيْنَةً ، فكان لا يسمع بأحد يريد الإسلام إلا انطلق به إلى قينته فيقول‏: ‏ أطعميه واسقيه وغنيه ، هذا خير مما يدعوك إليه محمد ، وفيه نزل قوله تعالى‏: } وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ
اللَّه {(لقمان/6)

مسيلمة الكذاب

ثم عمر الدنيا من البلغاء الذين يتخللون بألسنتهم تخلل البقرة ويطيلون في المعنى التافه إظهاراً لاقتدارهم على الكلام ، جماعات لا بصائر لهم في دين الإسلام ، فما منهم أحد يتكلف معارضته إلا افتضح وسقط وصار مهزأة ومعيرة ، منهم مسيلمة بن حبيب الحنفي لما رام ذلك لم ينطق لسانه إلا بما يضحك الثكلى .

ظهر مسيلمة الكذاب في اليمامة ، وتنبأ وادَّعى هبوط الوحي عليه بقرآن كالذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد تناقلت كتب التاريخ كلامه على وجه السخرية والاستهزاء لضحالته وضآلته ، فاسمع مثلا كلامه في فض خلاف وقع في قوم من أصحابه مدعيا أنه أوحي به إليه قال ” والليل الأطقم ، والذئب الأدلم ، والجذع الأزلم ، ما انتهكت أسيد من أحرم ” واسمع قوله في قرآن آخر ادَّعى أنه أوحي به إليه : ” لقد أنعم الله علي الحبلي أخرج منها نسْمة تسعي من بين صفاق وحشي ، وكذلك : ” الفيل ما الفيل ، وما أدراك ما الفيل ، له ذنب ونبيل ، وخرطوم طويل ” وقوله : ” يا ضفدع بنت ضفدعين ، نقي ما تنقين ، نصفك في الماء ونصفك في الطين ، لا الماء تكدرين ، ولا الشارب تمنعين ”

سجاح التميمية

سجاح التميمية ادعت النبوة بعد وفاة رسول الله واجتمعت عليها بنو تميم فكان فيما ادعت أنه أنزل عليها : ” يأيها المؤمنون المتقون لنا نصف الأرض ولقريش نصفها ولكن قريشا قوم يبغون” واجتمعت بنو تميم كلها إليها لتنصرها ، وكان فيهم الأحنف بن قيس وحارثة بن بدر ووجوه تميم كلها ، وكان مؤذنها شبيب بن ربعي الرياحي فعمدت في جيشها إلى مسيلمة الكذاب وهو باليمامة وقالت يا معشر تميم : اقصدوا اليمامة فاضربوا فيها كل هامة وأضرموا فيها نارا ملهامة حتى تتركوها سوداء كالحمامة ، وقالت لبني تميم : إن الله لم يجعل هذا الأمر في ربيعة وإنما جعله في مضر، فاقصدوا هذا الجمع فإذا فضضتموه كررتم على قريش ، فسارت في قومها وهم الدهم الداهم ، وبلغ مسيلمة خبرها فضاق بها ذرعا وتحصن في حجر حصن اليمامة ، وجاءت في جيوشها فأحاطت به فأرسل إلى وجوه قومه وقال : ما ترون ؟ قالوا: نرى أن نسلم هذا الأمر إليها ، وتدعنا فإن لم نفعل فهو البوار ، وكان مسيلمة ذا دهاء فقال : سأنظر في هذا الأمر ، ثم بعث إليها : إن الله تبارك وتعالى أنزل عليك وحيا وأنزل علي فهلمي نجتمع فنتدارس ما أنزل الله علينا فمن عرف الحق تبعه ، واجتمعنا فأكلنا العرب أكلا بقومي وقومك ! فبعثت إليه أفعل فأمر بقبة أدم فضربت ، وأمر بالعود المندلي فسجر فيها ، وقال أكثروا من الطيب والمجمر فإن المرأة إذا شمت رائحة الطيب ذكرت الباه ، ففعلوا ذلك ، وجاءها رسوله يخبرها بأمر القبة المضروبة
للاجتماع ، فأتته فقالت : هات ما أنزل عليك ؟ فقال : ألم تر كيف فعل ربك بالحبلى ، أخرج منها نطفة تسعى بين صفاق وحشا ، من بين ذكر وأنثى ، وأموات وأحيا ، ثم إلى ربهم يكون المنتهى ! قالت : وماذا ؟ قال : ألم تر أن الله خلقنا أفواجا ، وجعل النساء لنا أزواجا ، فنولج فيهن الغراميل إيلاجا ، ونخرجها منهن إذا شئن إخراجا ! قالت : فبأي شئ أمرك ؟ قال : ألا قومي ……. فلما قام عنها قالت : إن مثلي لا يجري أمرها هكذا فيكون وصمة على قومي وعلي ، ولكني مسلمة النبوة إليك ، فاخطبني إلى أوليائي يزوجوك ، ثم أقود تميما معك ، فخرج وخرجت معه فاجتمع الَحيان من حنيفة وتميم فقالت لهم سجاح: إنه قرأ علي ما أنزل عليه فوجدته حقا فاتبعته ، ثم خطبها فزوجوه إياها ، وسألوه عن المهر ، فقال قد وضعت عنكم صلاة العصر ، فبنو تميم إلى الآن بالرمل لا يصلونها ، ويقولون هذا حق لنا ومهر كريمة منا لا
نرده .
وقد قتل مسيلمة ، وأسلمت سجاح ، وأسلم طليحة ، وانتهي الجميع إلي لا شيء ، وأُلقوا بالكلية هم وما كتبوه وانتحلوه وألفوه في مزابل التاريخ ، وذلك المصير المحتوم للأضحوكة أنيس شورش والأضحكات التي سماها سُورا.

طليحة الأسدي

طليحة الأسدي واحد ممن ادَّعوا النبوة ، وقال فيما زعم أنه قد أنزل عليه من قبل الوحي” إن الله لا يصنع بتعفير وجوهكم وقبح أدباركم
شيئا ، فاذكروا الله قياما فإن الرغوة فوق الصريح ” وقد أسلم طليحة بعد ذلك .

البهائية

ثم نستمر في الرحلة فتظهر فرقة جديدة من الفرق الشيعية التي خرجت عن الملة والمعروفة ” بالبهائية ” التي أسسها المدعو” حسين بن علي” الذي لقبوه ” ببهاء الله ” ، وهذا البهاء قد طرد في عصر الدولة العثمانية من إيران فلجأ لليهود فاصطحبوه إلى قبرص حيث أسس لدعوته ثم ذهب إلي عكا 1868م وبدأ هنا يقول إن حركته ليست فرقة من الإسلام بل هي دين جديد ، وأن محمدا خاتم الأنبياء وليس خاتم الرسل ، ثم نأتي للأهم وهي دعواه أنه أنزل الله عليه كتابا وأسماه ” الأقدس” ولننظر جيدا لمعني الاسم فهو ليس مقصودا به الاسم ولكنه علي وزن ” الأفعل” وهي ما تعرف في العربية ” أفعل التفضيل” أي أن الكتاب السابق ” القرآن ” مقدس ولكن هذا الكتاب هو الأقدس
منه .. وهيا نري قدسية الأقدس وبلاهة نظمه الأقدس ! ولنري منه نصا :
” ياملاء الأرض اعلموا أن أوامري سرج عنايتي بين عبادي ومفاتيح رحمتي لبريتي ، قل من حدودي يمر عرف قميصي وبها تنصب أعلام النصر علي القنن والأتلال” وهوكلام ضفدعي أهون من سابقيه وأهزل.

ويقول : ” ليس لأحد أن يحرك لسانه ويلهج بذكر الله أمام الناس ، حين يمشي في الطرقات والشوارع ” ولهم تأويلات منحرفة وباطلة لآيات القرآن الكريم منها :

إذا الشمس كورت : يؤولونها بانتهاء الشريعة المحمدية ، ومجيء الشريعة البهائية ! إذا العشار عطلت : يؤولونها بحمع الوحوش في حدائق الحيوانات في المدن ! إذا النفوس زوجت : يؤولونها باجتماع اليهود والنصارى على دين البهاء !

وقد هلك المدعو بهاء الله 1892م بعد أن ظل حبيسا يعاني من الجنون عدة سنوات ولم يفلح معه العلاج .

سلمان رشدي

وتمر الرحلة بأسماء كثيرة تحاول هدم القرآن ، ومنهم الهندي ” سلمان رشدي” الذي وصفه بالآيات الشيطانية ، وفتحت له بلاد الغرب واستقبلوه استقبال الفاتحين .

رشاد خليفة

ثم ظهر لنا في نهاية الثمانينيات قزم آخر ، وهو المدعو رشاد خليفة الذي قال في البداية : إن القرآن مبني علي نظم حسابي تعلمه محمد يعتمد علي رقم تسعة عشر ، ثم كبرت معه القصة فادعي النبوة وراسل كل الملوك والرؤساء بإمضاء رشاد خليفة رسول الله !!.

أعلن – قبحه الله – في مطلع عام (1980م ) أن جبريل عليه السلام قد أتاه بالوحي … ، وأن جبريل أمره بالإعلان عن رسالته في عام (1988م ) ، وهو تاريخ نشر بيانه في عرب تايمز بأنه رسول الله ، بدأ يدعو إلى دينه الجديد من مسجد خاص به ” مسجد توسان ” الذي يقال إنه قد حصل عليه من إحدى الجمعيات اليهودية الخيرية دون مقابل .

يقول رشاد خليفة : إن معجزة القرآن الكريم لا تكمن بفصاحته كما يشاع وإنما تكمن في الرقم (19) ، وأن القرآن الكريم كله مركب من رقم (19) ومضاعفاته .

وقد زعم هذا القزم أن هناك آيات شيطانية أقحمت على القرآن ، وهي ليست منه مثل الآيتين الأخيرتين من سورة التوبة } لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيم {(التوبة:128)

أما لماذا يعتبرها مدسوسة على القرآن ؟ فيقول هذا الخرف : ” إنكلمة الله تتكرر( 2298) مرة في القرآن ، وهذا الرقم من مضاعفات الرقم (19) ولو جمعت أرقام الآيات التي نجد فيها كلمة الله تجد أنها (118123) ، وهذا الرقم أيضا من مضاعفات الرقم (19) ، فإذا قبلنا هاتين الآيتين الأخيرتين من سورة التوبة لوجدنا أن النظام العددي للقرآن سوف ينهار ” .

وقد نشرت أحدى الصحف الأمريكية خبرا صغيرا يقول : إن الشرطة وجدت جثة رشاد خليفة في ( فبراير عام 1990م) مضرجة بالدماء في مطبخ منزله ، وتبين بعد المعاينة أنه قتل ذبحا وطعنا بالسكاكين ، وبعد عامين على مقتله أعلن عن إلقاء القبض على بعض اتباعه بتهمة ارتكابهم لجريمة
القتل ، وأسدل الستار على رشاد خليفة ، وكان مقتل رشاد خليفة موضوع غلاف لمجلة المجلة السعودية التي تصدر في لنـدن ( العدد رقم 536 الصادر في 22 مايو 1990 ) .

اليهود ومحاولات التحريف

لا شك أن اليهود لهم محاولات كثيرة ومتنوعة من أجل تحريف القرآن والسخرية منه ، فقد أنتج أحد المصانع اليهودية أحذية وملابس داخلية للنساء مكتوب عليها آيات للقرآن أو لفظ الجلالة ، وحاولوا أيضا تغيير بعض الكلمات في المصحف ثم إعادة طباعته ونشره في البلاد الإسلامية ، لكن الله تعالى يقيد لكتابه من يدافع عنه ، فقد نشرت وكالات الأنباء الإسلامية بتاريخ (28/4/2001م) أن شرطة المصنفات فى القاهرة صادرت نسخاً من المصاحف المحرفة التي دخلت من إسرائيل ، حيث تم ضبط نسخ من القرآن الكريم وبها تحريف فى الآية (69 من سورةالبقرة) التي تتحدث عن لون البقرة التي أمر الله سبحانه وتعالي نبيه موسى u بذبحها للكشف عن جريمة قتل ، فالآية الصحيحة توضح أنها بقرة صفراء فاقع لونها ، بينما تورد النسخ المحرفة المضبوطة أن لونها أحمر ” لتتوافق بذلك مع ما جاء فى التوراة التي يحملها اليهود الآن بعد تحريفها “.

كما اشتملت النسخ المصادرة من هذه المصاحف على تحريف في نفس السياق ، في الآيات (11 و93 من سورة آل عمران والآية 34 من سورة التوبة والآية 51 من سورة النساء) .

وكانت القاهرة قد قامت بحملة شديدة واسعة النطاق من قبل الحكومة المصرية على المكتبات ومحلات بيع الكتاب لمصادرة مصاحف محرفة مهربة من إسرائيل ، تقدر بألفي نسخة ، فيها تغيير لمعاني القرآن الكريم ، وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية في القاهرة: وجدنا بعض هذه المصاحف في السوق محرفة ، وتم ضبطها ، وتجري الآن حملة تفتيش على جميع المكتبات في جميع محافظات مصر ، وكل من يضبط عنده مصحف محرف سوف يحال للنيابة العامة والتحقيق .

شورش وكتابه المضحك

وليتسلم العصا بعد كل هؤلاء الطفل اليهودي البائس ” أنيس شورش” الذي ظن من جهالته أن هذه هي المحاولة الأولي لنظم نص يعارض القرآن ويحاكيه ، وهاقد أوضحنا أن تلك هي المحاولة المائة بعد الألف ، ولم تنل أيٌ منهم شرف معارضة حرف وليس سورة من القرآن .

شاهد أيضاً

غزة تنزف….

غزة اليوم هي عضو الأمة الأشدّ نزيفا من بين كثير من الأعضاء التي لا تزال تنزف من جسد المسلمين، ومخايل الخطر تلوح في الأفق على المسجد الأقصى، الذي يخطط المجرمون لهدمه، أو تغيير هويته وتدنيسه، ولا يمنعهم من ذلك إلا الخوف من بقايا الوعي والإيمان في هذه الأمة أن تُسبب لهم ما ليس في الحسبان.