{وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ}
نعم إن لباس التقوى خير من ذلك كله؛ لأن اللباس المادي يستر العورة المادية، وقصاراه أن يكون فيه مواراة وستر لفضوح الدنيا، لكن لباس التقوى يواري عنا فضوح الآخرة.
أو لباس التقوى هو الذي تتقون به أهوال الحروب؛ إنّه خير من لباس الزينة والرياش لأنكم تحمون به أنفسكم من القتل، أو ذلك اللباس- لباس التقوى- خير من اللباس المادي وهو من آيات الله، أي من عجائبه، وهو من الأشياء اللافتة؛ فالإِنسان منكم مكون من مادة لها احتياجات مادية وعورات مادية، وهناك أمور قيمية لا تنتظم الحياة إلا بها، وقد أعطاك الحق مقومات الحياة المادية، وزينة الحياة المادية، وأعطاك ما تحيا به في السلم والحرب، ومنهج التقوى يحقق لك كل هذه المزايا. فخذ الآيات مما تعلم ومما تحس لتستنبط منها ما يغيب عنك مما لا تحس.
لن تجد ثوباً يسترك ويضفي عليك البهاء والوقار والحشمة والهيبة “كلباس التقوى” لأنه
ثوب منسوج من الإيمان، والحياء، وتوقير الله، فكل من لبسه، ستجده موقراً بين الناس، ترمقه النفوس بإجلال، فمن كان هذا رداءه فالله ساتر كل عيوبه.
.