وَفَعَلْتَ فَعْلَتَك الَّتِي فَعَلْتَ

الشيخ عبد الشكور اللبابيدي

– تعلّمتُ دروسًا عظيمةً من قول فرعون لموسى عليه السلام (وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ.

– تعلّمتُ أن صاحِبَ الصِّفات_الفَاضِلَة قد يقع بالأخطاءِ العظِيمة أحيانًا، وهذا لا يمنعه من مواصلة دعوته بعد توبته.

-تعلمتُ أنّه لا ينبغي للإنسان أن ييأس من رحمة الله مهما بلغ حجم ذنبه، فإن تاب إلى الله سيتوب عليه ويرفعه، فقد رفع موسى عليه السّلام من كونه قاتل نفسٍ إلى كونه أحد أُولي العزم من الرسل.

– تعلّمتُ أنّ البعض قد يعيّرك بنفس ما ابتُلي به، ويرى ذنبك ولا يرى ذنوبه، ففرعون الذي قتل الآلاف من بني إسرائيل عَمدًا يعيّر موسى عليه السّلام الذي قتل شخصًا خطأً !!!

– تعلّمتُ أن حامل_الرّسالة.. لا ينشغل طويلاً إلا بهدفه، ولا ينفق وقته ويضيع حياته القصيرة في التّبرير الذي يصل أحيانًا إلى تزيين الخطأ وتحسينه، فقد كان باستطاعة موسى عليه السّلام أن يدافع عن نفسه ويقول: إنما فعلتُ ذلك دفاعًا عن النفس أو بغير قصد أو يذكر جرائم فرعون، ولكنه تجاوز ذلك كله بالاعتراف بالذّنب قائلاً : (قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ) (الشعراء:20).

– تعلّمتُ أنّ تيئيس العاصي من رحمة الله حتى بعد توبته أسلُوب فرعوني ، فقد حكم فرعون على موسى عليه السلام بالكفر بسبب خطئه (وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ) فردّه بسبب خطأ تاب منه، ثم بين له موسى عليه السلام المنهج الرباني بأن هذا مما يُمكن للإنسان أن يتوب منه ويستمر بعدها بدعوته (قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ).

– تعلّمتُ أن فعل العبد لمعصية ما _ ولو كانت كبيرة_ لا ينبغي أن يمنعه من التحذير منها، خاصًّة بعد توبته، فموسى عليه السّلام قد قتل نفسًا ومع ذلك قال للخَضر عليه السلام لما قتل نفسًا: (أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا) فإنكار المنكر واجب على الإنسان حتى ولو كان قد وقع فيه قبل ذلك.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.