وصية الشهيد بإذن الله أبي القاسم الأزهري اغتيل بيد قضاء العسكر بمصر

وصية الشهيد بإذن الله أبي القاسم الأزهري كتبها بخط يده لتكون تخليدًا لذكراه وحجة له أمام ربه.. ربح البيع والملتقى الجنة.

نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله وكفى، وصلاة وسلامًا على عباده الذين اصطفى وبعد:

ولست أموت لكني ** سلكت طريق الخلود
فإن غُيِّبت فإني ** في الغيب أنا مشهود

وحُقَّ لنا أن نقتدي بأعظم جيل وخير سلف فأقول لهم:
ولست أبالي حين أُقتل مسلمًا ** على أي جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ ** يبارك على أوصال شِلوٍ ممزع

فالحمدلله على تمام النعمة بأن جعلنا مسلمين، والحمدلله أننا لم نمت حتى سرنا في ركاب المجاهدين، والحمدلله أننا من عباده وأسأله أن يجعلني من شهدائه وأوليائه.

– الموت ليس نهاية المطاف، وأجمل ما فيه أنه ليس بعد الموت موت بل هي حياة، وأي حياة؟! إنها الحياة في رحاب الخلود، فمن شقي وسعيد، وذليل وعزيز، وكريم وطريد، وإني لأرجو أن يجعلني سعيدًا عزيزًا كريمًا.
وأخشى أن أكون شقيًا ذليلًا طريدًا.. فيا رب سلم وأسأل الله العفو.
فتلك حياتنا ما بين الرجاء والخوف، فلا راحة فيها ولا يصفو لك فيها شيء.. فالراحة لا تدرك إلا عند وضع أول قدم في الجنة، ونسأل الله أن نكون من أهلها.

– فيا أحبتي دعوا الحزن جانبًا، ولا يكن للجزع بينكم مجلسًا، واجعلوا الصبر والرضا والذكر والقرآن لكم مؤنسًا.
– يا أحبتي إذا تذكرتموني فتذكروا مصاب رسول الله فيكم، فتلك كانت أعظم مصيبة، واسألوا الله ألا تكون المصيبة في الدين.

– أكتب إليكم الأن وصيتي:
أوصيكم بتقوى الله أينما كنتم في السر والعلن واجعلوها تسري فيكم مع أنفاسكم ودمائكم، فمن جعل بينه وبين محارم الله وقاية وقاه الله عذاب النار.. وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم
أبرأ إلى الله عز وجل من الحالقة والصالقة والشاقة ومن ما يخالف أمر الله عز وجل

– إذا كان قضاء أجلي قبل أمي فاستأذنوها إذا قُضِيَ أجلها أن تدفن معي، وإن كان أجلها قبل أجلي فاجعلوها معي في لحد شرعي.
– كم كنت أتمنى أن أدرك ثارات المسلمين على أرض فلسطين وأن أدفن عند أسواره، فإني أعتذر للمسجد الأقصى عن تقصيري، وإذا ما شهدتم تطهيره من دنس اليهود فانقلوا رفاتي عند أسواره، فإني كنت أحب المقام هناك في حياتي ولكني لم أدرك ذلك.. فيا ليت أحيا بالمقام هناك بعد موتي.

– إخوتي.. اجعلوا حياتكم طاعة وعبادة وصلاة وذكرًا وتسبيحًا، واعلموا أنكم صائرون إلى ما صرت إليه، والسعيد من وُعِظَ بغيره، والشقي من وعظ بنفسه، وكفى بالموت واعظًا.

– أبواي.. ياسمين.. إخوتي، أحب وصالكم فلا تقطعوا وصالي، وصلوا رحمكم فيَّ بعد موتي.

أسأل الله أن يغفر ذنبي ويستر عورتي وأن يؤمن روعتي.. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم إن عصيتك حين عصيتك لا لأنك أهون الناظرين إليَّ، ولكن أنت أعظم الناظرين إليّ ورب العالمين، ولكن ليس لعبادك سترًا كسترك، فأنت الستير، ولا لعبادك حلمًا كحلمك فأنت الحليم، وقد جرأني سترك عليّ فلا تفضحني، وحلمك بي فلا تؤاخذني بجهلي.

كتبت تلك الوصية في صباح السبت
٨/ ١٢/ ٢٠١٨ م
١ ربيع الآخر ١٤٤٠ هـ
كتبها الشهيد بإذن الله/ أبو القاسم أحمد علي يوسف

شاهد أيضاً

قتيل إسرائيلي في كريات شمونة بعد قصفها بعشرات الصواريخ من لبنان

قال حزب الله اللبناني إنه أطلق عشرات الصواريخ على مستوطنة كريات شمونة، ردا على غارات إسرائيلية على مركز إسعاف أدت إلى مقتل 7 متطوعين، بينما أعلنت الطوارئ الإسرائيلية مقتل شخص جراء القصف على كريات شمونة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *