وصية الشهيد أحمد محروس…

بسم الله الرحمن الرحيم
-وصيتي الأخيرة-
يقول الله تعالى :{فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون }
وقال تعالى :{إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون } صدق الله العظيم

قرأت يوما لأحدهم يقول: (الموت ليس بعيدا بل إنه يعيش في كل واحد منا وهو في عيشه معنا أقرب إلينا من حبل الوريد… والموت ليس مخيفا لأنه البوابة التي توصلك إلى الله فهل يكون لقاء الله مخيفا؟؟!! …الموت لا يشكل النهاية إنها بداية للأبدية يمكن للإنسان أن يعد الموت فرجا لأنه يقضي على الهموم ويخلص من الديون ويقي من الفتن -وما أكثرها هذه الأيام- الموت مسافر ينتظر الرحيل معك والرحيل معه يمكن أن يحدث في أي لحظة ودون سابق إنذار -وأنا لا أريد أن يرحل بي إلا شهيدا-)

وقال الشاعر:
تطلب الراحة في دار العنا .. خاب من يطلب شيئا لا يكون
اللهم اجعل الموت راحة لي من كل شر واجعل خير عمري آخره وأفضل عملي خواتمه.
أما بعد،،،
فأنا العبد الفقير إلى الله/أحمد محروس سيد عبد الرحمن … أكتب هذه الوصية من هنا من أحد سجون مصر وقد حكم علي بالإعدام بتهمة مشاركتي في قتل رجل أشهد الله أني لم أكن أعرف اسمه ولا شكله…وأسأل الله أن ينجيني من القوم الظالمين وأن يقدر لي ما فيه الخير وأن يوفقني إلى الرضا بقضائه وإلى ما فيه الخير في ديني ودنياي وعاقبة أمري

إنني لا أكتب وصيتي تحسبا لتنفيذ حكمهم لا قدر الله. ولكن الموت قد يأتي في أي لحظة وبأي طريقة وقد كنت قبل هذه المحنة غافل عنه منشغل بدنياي مثلي مثل أغلب أهل بلدي ومن فضل الله علي أن جاءت لي هذه الرسالة في وقتها كي أدرك حقيقة الحياة وأعيد حساباتي في أشياء كثيرة.

كم تمنيت منذ صغري -كأغلب شباب جيلي-أن يرزقني الله الشهادة على أعتاب المسجد الأقصى فاتحين منتصرين رافعين راية لا إله إلا الله محمد رسول الله ..ولكن هي أنفسنا وأرواحنا بيده عز وجل يقبضها أينما شاء وكيفما شاء وقتما يشاء فهو بيده كل شيء والأعمار بيده وحده.
إنني كما تعلمت من ديني أرجو العفو من الله ولذا فقد عفوت عن أي شخص أساء إلي أو خاض في عرضي أو ظلمني بطريقة أو بأخرى وقد نزعت من صدري كل حقد أو ضغينة تجاه أي مسلم ابتغاء مرضاة الله عز وجل لعلي ألقى الله عز وجل وقد عفا عني وأرجو من أي شخص قد أسأت إليه بقصد أو بدون قصد أو ظلمته أو له حق عندي أن يسامحني ويبتغي بذلك وجه الله.

أصدقائي وزملائي في دفعتي أشهد الله أني أحبكم فيه سامحوني إن كنت أخطأت في حق أحدكم ولا تنسوني من صالح دعائكم .

وأنتم يامن تسيرون في طريق الله اعلموا أن الطريق صعية وأن الصبر عليها أصعب ولكن ثمرتها حلوة فلا تتعجلوها فمازال ينقصكم الكثير…إخوتي إذا أردتم بلوغ الغاية فعليكم بالإعداد لها واحمدوا الله على البلوى قبل النعمة…إن طريقا ارتضيتم المشي فيه وعلمتم عواقبه وهو ليس طريقا محفوفا بالورود فلا تيأسوا مما يصيبكم فيه فلن يصيبكم إلا ماكتب لكم ولا تجزعوا من أن تتموه فإن النصر مع الصبر…
-وألا إن نصر الله قريب-
كتبها/راجي عفو ربه
أحمد محروس سيد
٢٣/يناير٢٠١٩

شاهد أيضاً

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل رقيب وصواريخ المقاومة تدك غلاف غزة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل رقيب احتياط في معارك شمال قطاع غزة، وفي حين تواصل المقاومة الفلسطينية عملياتها ومنها إطلاق صواريخ على مستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة، تستعد قوات الاحتلال لشن عمليات في بيت لاهيا شمالي القطاع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *