وصف إسرائيل بأنها “وهم من غبار”.. الأسير محمود العارضة يتحدى الاحتلال في المحكمة العسكرية بالناصرة

نابلس- “أردنا أن نقول للعالم إن هذا الوحش هو وهم من غبار”.. عبارة قالها الأسير الفلسطيني محمود العارضة قبيل جلسة محاكمته أمس الاثنين هو ورفاقه أسرى “نفق الحرية” الخمسة، فلاقت صدى كبيرا واحتلت مكانتها فلسطينيا وعالميا ولا سيما أنها تزامنت مع ما تتعرض له مدينة الأسير العارضة (جنين) من حصار إسرائيلي واقتحامات واعتداءات متواصلة.

قال الأسير العارضة تلك الكلمات فتعرض للضرب من الشرطة الإسرائيلية التي جاءت به والأسرى الآخرين لتنقلهم للمحكمة وتحميهم من أي اعتداء خارجي، غير أنها قمعته كي لا يكمل كلامه.

لكنه لم ينصع لأوامرهم، ومن داخل قاعة المحكمة وقبل النطق بالحكم واصل حديثه قائلا “فخور بما عملت لأنني إنسان والإنسان دون حرية ليس إنسانا، أنا تحت الاحتلال ومن حقي أن أتحرر بكل الطرق، وأنتم محتلون لأرضنا ومقدساتنا ومن حقنا كشعب أن نكون أحرارا”.

الهروب المفزع لإسرائيل
وجاءت تصريحات الأسير محمود العارضة خلال جلسة محاكمة للأسرى الستة في محكمة الناصرة الإسرائيلية العسكرية شمال الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، حيث أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية عن انعقاد جلسة محاكمة لأسرى “نفق الحرية” الستة.

وارتبط اسم “نفق الحرية” بعملية هروب ناجحة لـ6 أسرى فلسطينيين تمكنوا من حفر نفق أسفل سجن جلبوع الإسرائيلي شمالا والفرار خارجه قبل أن يعيد الاحتلال اعتقالهم بعد أيام من عملية الهروب في سبتمبر/أيلول الماضي.

والأسرى الستة ينحدرون من محافظة جنين شمالي الضفة الغربية وهم محمود العارضة، وابن عمه محمد العارضة، ويعقوب قادري، وأيهم كممجي، ومناضل نفيعات، وهم من حركة الجهاد الإسلامي، والأسير زكريا الزبيدي قائد كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح بمخيم جنين.

ونقلت حنان الخطيب محامية الدفاع عن الأسرى في تصريح خاص للجزيرة نت ما قاله الأسرى للقاضية الإسرائيلية قبيل النطق بالحكم.

قال يعقوب قادري للقاضية “أنا فخور بما قمت به وهو أفضل عمل تاريخي خلال 20 سنة، أنا طالب حرية ليس أكثر، أعدتمونا للتاريخ الذي أنتم عانيتم منه، اليهود هربوا من غيتوهات النازي هتلر، ألا يحق للفلسطيني ما يحق لكم؟”.

أما أيهم كممجي فقال “هدفي كان زيارة قبر والدتي التي أصابتها نوبة قلبية في محكمة سالم العسكرية الإسرائيلية أثناء جلسة محكمة أخي وذلك لحزنها الشديد، والحمد لله تسنى لي ذلك وأنا غير نادم على ذلك”.

في حين اكتفى محمد العارضة بالتعليق “لا عدالة لديكم، أنا كنت وسأبقى حرا”.

الحرية والانتصار لجنين
وقالت المحامية حنان الخطيب للجزيرة نت إن القاضية الإسرائيلية استمعت لكل محام موكل عن أسير على انفراد، وبعد ذلك كانت الكلمة الأخيرة للأسير، وقد تم تعيين جلسة النطق بالحكم يوم 22 مايو/أيار المقبل.

وأضافت المحامية الفلسطينية أن هيئة الدفاع عن الأسرى أكدت أنهم أسرى طالبو حرية وأن هدفهم كان الحرية والعودة لعائلاتهم ولم تكن لهم أي نية للمساس بأمن إسرائيل بالرغم من أنه كان بإمكانهم ذلك لو أرادوا، حيث مروا بالعديد من المجمعات والمدن اليهودية وقوات الأمن الإسرائيلية كانت على مقربة منهم.

وتابعت أن إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية عاقبت الأسرى بعزلهم انفراديا وسلبهم حقوقهم الأساسية وإخضاعهم لمراقبة وحراسة شديدتين، مشيرة إلى أنهم يعيشون في ظروف اعتقال سيئة. كما قالت إن من حق كل أسير التفكير بالحرية، مشيرة إلى أن هناك دولا أوروبية لا تعتبر الهرب مخالفة جنائية يعاقب عليها القانون.

وحول تصريح الأسير محمود العارضة، قالت حنان الخطيب إنه أراد أن يؤكد على صمودهم، وإن إسرائيل دولة احتلال احتلت الأرض والمقدسات، وإن من حقهم كأسرى التفكير بالحرية بشتى الطرق، “وأعتقد أن هذه رسالة تضامن مع الأهل في جنين للصمود ضد الاحتلال”.

الكلمة الوسم
وما أن صدح الأسير محمود العارضة بكلماته تلك حتى تلقفتها وسائل الإعلام المختلفة وانتشرت كالنار في الهشيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداولها الناشطون بكثافة وفعلوا هاشتاغ (وسم) #الوحش، ولا سيما أنها تزامنت مع ما تتعرض له مدينة جنين التي ينحدر منها الأسرى الستة.

وحول الشاب أحمد عتيق كلمات الأسير العارضة لتصميم، ثم علق قائلا “البطل محمود العارضة”، أما صامد صنوبر فعلق “محمود قائد وطني وعقلية فذة لم نكن لنعرفه لولا الفعل الأسطوري الذي قام به، من المؤسف أن يظل أسيرا”.

أما الفنان التشكيلي محمد سباعنة فكتب على جداره الأزرق بموقع فيسبوك “أردنا أن نقول للأمة إن هذا الوحش (الاحتلال) وهم من غبار، الحر محمود العارضة”.

المصدر : الجزيرة

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".