وباء_كورونا

لقد ساهم فيروس الكورونا في فضح حالة التخبط والانقسام التي يعيشها العالم، كما أظهر لكثير من شعوب العالم، إزدراء الحكومات لهم، وكذب ادعائاتهم، ونفاقهم.

الآن، الأمريكيون يلقون باللوم على الصينيين، والأوروبيون مزعوجون من ترامب، لحظره السفر بين اوروبا وامريكا، وايران والصين يلقون باللوم على أمريكا، والخليج يلقي باللوم على ايران.

أما روسيا فقررت انتهاز فرصة انشغال العالم للبدء بحرب نفط لتعزيز سوقها النفطي، ودول عربية مثل تونس والسعودية، استغلوا الفرصة لتمرير قرارات سياسية ذات أبعاد دينية، ولا يستبعد أن نسمع قريبا خبر إلغاء فريضة الحج هذا العام. أما مصر فاتهمت الاخوان بالتخطيط لنشر الفيروس، وفي ايطاليا، يتقاذف السياسيون والاطباء الاتهامات حول من هو المسؤول في نشر الفيروس. بعض البلدان الأوروبية منعت تصدير معدات طبية خارجها، كما امتنعت المانيا عن تقديم المساعدة لإيطاليا

أما الفرق الطبية في كل مكان، فهي كالحكومات، حيث افتقدت للأخلاق، فالنظام العالمي الرأسمالي علمهم أن الإنسان مادي مجرد لا روح له.

هل تصدقون أن فيروس الانفلونزا في نسخته الربانية الجديدة، حير دول العالم المتحضر، ولم يستطيعوا ايجاد طرق لمكافحته، مع امتلاكهم لثروات ضخمة من المعارف الطبية والاموال والتجهيزات والسياسات، سوى بقاء الناس في المنازل، وإلغاء التجمعات؟ وهل تصدقون أن الفيروس سينتشر أكثر، حيث ذكر أستاذ علم الأوبئة في جامعة هارفارد “مارك ليبسيتش” أنه يتوقع أن يصاب ما يصل إلى 70% من سكان العالم بفيروس كورونا، وأن يموت منهم نحو 1% (50 مليون)

لم يتحرك العالم لمقتل مايقارب مليون انسان في سوريا عبر آلات القتل الامريكية والروسية والايرانية والأسدية، والآن يبدو أن جميع من تآمر على أهل هذا البلد يدفعون الثمن. إنه ليسرنا في ادلب إصابة أعضاء الحكومات التي تآمرت علينا، ومع ذلك يحزننا كمسلمون، ما أصاب الشعوب، خاصة أولئك الذين يتعاطفوا مع قضيتنا.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".