واشنطن بوست: سجناء سابقون لطالبان بغوانتانامو لعبوا دورا مهما في اتفاق السلام مع أميركا

المصدر : واشنطن بوست

كشفت صحيفة واشنطن بوست عن أن خمسة عناصر من طالبان أفغانستان كانوا بين المعتقلين في سجن غوانتانامو لعبوا دورا مفاجئا لكنه مهم في التوصل إلى اتفاق السلام الذي أبرمته الحركة أواخر فبراير/شباط الماضي مع الولايات المتحدة في العاصمة القطرية الدوحة.

ووصفت الصحيفة أولئك الخمسة بأنهم “شخصيات غامضة”، يشكلون مجموعة رفيعة المستوى من نزلاء سجن غوانتانامو السابقين، الذين أفرجت عنهم إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عام 2014، في صفقة أطلقت الحركة بموجبها الرقيب الأميركي بووي بيرغدال، الذي وقع في أسر مقاتليها قبل ذلك بنحو ثلاث سنوات.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين وآخرين من الحركة الأفغانية، أن الرجال الخمسة عملوا من وراء الكواليس لحشد الدعم للاتفاقية المبرمة مع الولايات المتحدة.

وذكرت في تقرير لمراسلتها ميسي ريان المتخصصة في المسائل العسكرية وقضايا الأمن القومي؛ أن عملية تبادل الأسرى التي جرت في ذلك العام أثارت عاصفة من الجدل بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في أروقة الكونغرس.

ففي تصويت قاده الأعضاء الجمهوريون في سبتمبر/أيلول 2014، صادق الكونغرس على قرار يدين إدارة أوباما لإخفاقها في إبلاغ المشرعين الأميركيين قبل مقايضة الأسرى. معربين عن “القلق العميق” لما تنطوي عليه تلك الخطوة من مخاطر على أمن الولايات المتحدة القومي.

وفي 2015، تحدثت تقارير إخبارية عن أن السجناء الخمسة السابقين حاولوا الانخراط مجددا في نشاط مسلح عبر تواصلهم مع “شبكات متطرفة”، وهي مزاعم نفتها إدارة أوباما في حينها.

وساقت واشنطن بوست أمثلة تنم عن تناقض مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومساعديه إزاء مسألة التفاوض مع حركة طالبان قبل وبعد توليهم مقاليد الحكم في الولايات المتحدة.

تبادل الأسرى
ففي عام 2015، انتقد ترامب -عندما كان مرشحا للرئاسة عن الحزب الجمهوري- عملية تبادل أسرى طالبان بالرقيب الأميركي بووي بيرغدال، واصفا الأخير بأنه “عديم الفائدة وخائن نَتِن”، وسجناء طالبان المفرج عنهم بأنهم “خمسة قتلة” عادوا إلى ساحة المعارك مرة أخرى.

أما وزير الخارجية الحالي مايك بومبيو، فقد قال حينها إنه لا يرى دليلا يؤكد أن سلوك الرجال الخمسة بات قويما، وأنهم لن “يعاودوا المحاولة لإلحاق الأذى بأميركا”.

بدوره، وجّه رئيس لجنة الاستخبارات بالكونغرس آنذاك الجمهوري ليندسي غراهام رسالة عام 2014 إلى لجنة الخدمات العسكرية بمجلس الشيوخ، جاء فيها أن “أيادي طالبان ملطخة بالدم الأميركي، وأنهم سيعودون رويدا رويدا -ومن دون أدنى شك- إلى القتال”.

وشدد غراهام على أن واشنطن “أفرجت بالفعل عن فريق أحلام طالبان”.

والرجال الخمسة نفسهم، الذين أصبحوا الآن أعضاء في فريق طالبان التفاوضي، كانوا حضورا عندما بومبيو في مراسم الاحتفال بتوقيع اتفاق السلام مع الولايات المتحدة في دولة قطر.

وينص الاتفاق المبرم في 29 فبراير/شباط الماضي على انسحاب تدريجي خلال 14 شهرا لكل القوات الأميركية والأجنبية من أفغانستان، شرط أن تفي حركة طالبان بالتزاماتها الأمنية، وتبدأ مفاوضات سلام مباشرة غير مسبوقة مع حكومة كابل.

والسجناء السابقون، الذين اعتقلتهم القوات الأميركية عام 2001، هم خير الله سعيد والي خيرخوا، وملا محمد فضل، وملا نور الله نوري، وعبد الحق واسق، إلى جانب محمد نبي عمري.

خطوة محسوبة
من جانبه، اعتبر الصحفي الباكستاني طاهر خان قرار حركة طالبان العام الماضي ضم الشخصيات الخمس للجنتها السياسية “خطوة محسوبة جاءت في وقتها”.

ويرى خان أن الطالبانيين الخمسة يملكون نفس مؤهلات كبار قادة الحركة السابقين، فضلا عن اكتسابهم ثقة الجنود المشاة.

وقال مسؤول كبير من طالبان –لم تذكر الصحيفة اسمه- إن الرجال الخمسة بذلوا “تضحيات جسام” من أجل الحركة، وكانوا “أصدقاء ثقاة” لمؤسسها الملا محمد عمر.

وكشف مسؤول طالباني آخر عن أن جهود الحركة لحل النزاع الأفغاني اكتسب زخما عقب وصول خيرخوا، وفضل، وعبد الغني برادار على وجه الخصوص إلى الدوحة.

وأوضح مسؤولون حاليون وسابقون أن خيرخوا وسجينا سابقا هو المسؤول السابق للاتصالات في حكومة طالبان محمد نبي عمري؛ شاركا بقوة في المحادثات التي دامت شهورا بين المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد وكبير مفاوضي طالبان برادار.

شاهد أيضاً

استقالة رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية بعد الفشل في 7 أكتوبر

صرح الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم الإثنين، إن رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية ميجر جنرال أهارون هاليفا، استقال، وإنه سيترك المنصب بمجرد تعيين خلف له.