واشنطن بوست”: بايدن سيلغي حظر دخول المسلمين إلى أمريكا

قالت آرتي كوهلي وحماد علم من منظمة الآسيويين الأمريكيين الداعين للعدالة وهي جزء من تحالف “لا حظر أبدا على المسلمين” إن الرئيس المنتخب جوزيف بايدن وعد بإلغاء قرار سلفه دونالد ترامب بمنع المسلمين من الدول الإسلامية من دخول الولايات المتحدة، ويجب أن تكون هذه البداية.

وفي مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” ذكرا بايدن بتعهده بإلغاء حظر دخول المسلمين والأفارقة في أول يوم له في البيت الأبيض وهو “بالتأكيد تحرك طارئ وضروري”، إلا أن العمل لإصلاح الضرر الذي تسبب به الحظر لن يذهب بجرة قلم. فـ “إلغاء الحظر العنصري على السفر هو أول خطوة فيما يجب أن يكون تحولا عميقا لسياسات أمتنا”. وترك الحظر خسائر لا تحصى منذ إعلانه. فرامز الغزولي الأمريكي- السوري بعيد عن زوجته أسماء منذ سنوات وهي بانتظار حصولها على تأشيرة والانضمام إليه في الولايات المتحدة. ونقلت عنه قوله: “هذا قد يدمر الإنسان ولست رجلا عاطفيا ولكنه أربكني ودمرني”، وقصته هي واحدة من عدة قصص.

وقالا إنهما التقيا مع أعضاء التحالف قبل عدة أسابيع وكجزء من الكفاح المستمر منذ أربعة أعوام ضد قرارات الحظر مع فريق بايدن الانتقالي للتأكيد له على أهمية إلغاء القرارات وإصدار سلسلة من التوصيات لمعالجة الضرر الذي عانى منه الذين تأثروا بسببه، والتأكيد على الحاجة لوقف التعصب الذي قام عليه قرار الحظر. فهناك عدة خطوات حيوية يواصل التحالف العمل عليها من أجل خلق أمريكا للأمريكيين كلهم، منها حث إدارة بايدن على العمل لجمع شمل العائلات التي انفصلت عن بعضها البعض بسبب المنع ومن خلال منح تأشيرات لمن رفضت طلباتهم أو وضعتهم الإدارة بمأزق لا يعرفون مخرجا له. وهناك أكثر من 41.000 شخص رفضت طلبات التأشيرة لهم بناء على قرارات الحظر.

يجب ألا يكون لم شمل العائلات سياسة حتمية بل هي جزء من النسيج الاجتماعي للأمن الأمريكي

وتضم قصص من تأثروا بالحظر ياسين تيرو، السوري الذي حصل على الجنسية الأمريكية قبل فترة وصاحب مطعم والذي انفصل وبشكل دائم عن والده المريض البالغ من العمر 70 عاما. وكذا محمد سالم علي، الصومالي البالغ من العمر 64 عاما ويعيش في ماليزيا وسمح لزوجته وعائلته بالدخول إلى أمريكا كلاجئين منذ 10 أعوام ويأمل بحضور حفل تخرج ابنته من الجامعة في الربيع المقبل. ويجب ألا يكون لم شمل العائلات سياسة حتمية بل هي جزء من النسيج الاجتماعي للأمن الأمريكي. ويجب على إدارة جوزيف بايدن إصلاح الضرر الكبير الذي عانى منه الأفراد والعائلات بمن فيهم الأمريكيون.

أما الأمر الثاني، فيجب على إدارة بايدن زيادة أعداد اللاجئين من الدول التي تأثرت بالحظر. وتراجع عدد اللاجئين الذين سمح لهم بدخول الولايات المتحدة بعد السماح لـ 207.000 لاجئ في عام 1980 عندما تم تمرير قانون اللاجئين. وفي عام 2020 كان عدد اللاجئين في ظل إدارة ترامب هو 18.000 لاجئ بعدما قيد عمليات السماح بالتوطين من عدة دول ذات غالبية مسلمة أو من خلال ما عرف باسم حظر دخول اللاجئين الذي أعلن عنه.

وفي الوقت نفسه يمنع السوريون الذين عانوا من حرب أهلية طاحنة على مدى عقد من دخول الولايات المتحدة وبشكل دائم، وكذا اليمنيون الذين شهدوا انهيار نظامهم الصحي والاقتصادي ومنعوا من التقدم بطلبات لجوء. ومن هنا فنية بايدن زيادة عدد اللاجئين إلى 125.000 هي خطة مرحب بها. ولكن حتى تقوم الإدارة المقبلة برأب الجروح التي تسببت بها الإدارة السابقة والتي نتجت عن قرارات الحظر بما فيها حظر دخول اللاجئين، على الإدارة المقبلة منح أولوية لدخول الذين تأثروا من الدول التي شملها الحظر. وعمل هذا سيعيد موقع أمريكا كملجأ، والفشل يعني تكرار الأخطاء التراجيدية في الماضي. وفي النهاية على إدارة بايدن معالجة السياق العميق الذي نشأت منه التحيزات في المقام الأول.

وقامت قرارات الحظر على زعم خاطئ ومتعصب يرى في المسلمين والأفارقة وغيرهم من أبناء المجتمعات الأخرى كتهديد على أمن الولايات المتحدة القومي. وتم تبرير السياسات الأخرى التي سبقت الحظر بناء على نفس الفرضية. وعلى إدارة بايدن التشاور مع هذه المجتمعات وقادتها ومنظمات المجتمع المدني التي تخدمها والتأكد من عدم معاملتها بشك وريبة. وعليها إنهاء سياسات التمييز والرقابة كتلك التي تقوم بها وزارة الأمن الداخلي “مكافحة العنف المتطرف” وتستهدف السود والعرب وأبناء جنوب آسيا والمجتمعات الأخرى بالمشاركة مع قوة المهام الخاصة المشتركة ضد الإرهاب.

وتتعامل هذه البرامج مع السود وأصحاب البشرة البنية بشك وأنهم ميالون بالفطرة للعنف و”تجرم مجتمعاتنا وتنهي الثقة مع أنها تفشل في تحقيق أهدافها الحقيقية”، وقالا: “تستحق مجتمعاتنا الأمن والكرامة وليس الشك والتعصب. وإلغاء قرارات الحظر هي بداية واعدة ونرحب بالخطوات التي اتخذها الفريق الانتقالي لبايدن والإعلان عن قرارات طال انتظارها. ولكن إلغاء القرارات يجب أن يكون مترافقا مع الخطوات التي نريدها لهذه الأمة: بناء رؤية شاملة لما يجب أن تكون عليه الولايات المتحدة وتقدير المهاجرين واللاجئين بناء على الإنسانية المشتركة وتوفير الملجأ الحقيقي للجميع” و”إلغاء الحظر لا ينهي العمل ولكن هو بدايته”.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".