هل يعي الآباء مفهوم التحرش الإلكتروني بالأطفال؟

مخاطر التحرش الإلكتروني بالإطفال تزيد بفعل انفتاح عالم واسع عبر الأنترنت
فتحت الحادثة الأخيرة، التي ألقت خلالها شرطة منطقة حفر الباطن، بالمملكة العربية السعودية القبض على شخص جاهر باغتصاب أطفال، فتحت الباب لنقاش واسع، حول كيفية حماية الأسر لأطفالها، خاصة عبر وسائل التواصل الحديثة، وفي وقت بات فيه العالم مفتوحا أمام الأطفال عبر الإنترنت.

وكان مستخدمو تويتر قد دشنوا هاشتاجا بعنوان “مغتصب الحفر”، تناقلوا من خلاله صورا، قالوا إنها وثقت محادثات عبر تطبيق “واتس آب”، بين المتهم وآخرين تفاوضوا معه حول الأسعار، وطرق الحصول على أطفال بهدف ممارسة الجنس معهم.

ويعرف مختصون التحرش الجنسي بالأطفال، أو “الغلمانية”، أو “بيدوفيليا”، أو الاشتهاء والوَلَعُ بالأطفال، على أنها من الاضطرابات الجنسية الشهيرة، وأنه اضطراب يتميز بوجود محفزات جنسية شديدة، أو خيالات جنسية مثيرة، مرتبطة بالأطفال غير البالغين، الذين تقل أعمارهم عن 13 سنة.

وتمثل محاولات استغلال الأطفال جنسيا عبر الإنترنت، تحديا جديدا، يضاف إلى التحديات التي تواجه رجال الشرطة حول العالم، ففي عام 2019، أفادت دراسة أجرتها منظمة بريطانية معنية بحماية الأطفال في بريطانيا، بأن موقع (إنستغرام)، هو أكثر التطبيقات المستخدمة على الإنترنت، لاستدراج الأطفال واستغلالهم جنسيا.

ويزيد من مخاطر وصول المتحرشين إلى الأطفال، تنامي قدرة الأطفال، على الدخول إلى عالم مفتوح عبر الإنترنت وفي أحيان كثيرة، في ظل عدم حضور من قبل الآباء مما يسهل من الإيقاع بهم.

وكما يقول مختصون بالتربية، فإن مهمة الآباء صارت أكثر صعوبة، في ظل تحديات الطفرة في وسائل الاتصال والإنترنت، ففي الوقت الذي كانوا يجهدون فيه، في حماية أطفالهم في عالم حقيقي، يدركون تفاصيله، بات الأمر صعبا في ظل عالم إلكتروني، مفتوح أمام كل شيء وأمام كل شخص.

ويعتبر المختصون أن التحرش الإلكتروني، لا يقتصر على التحرش الجنسي فقط، وإنما هو يشمل تحته العديد من أشكال التحرش، مثل الاقصاء والاستهزاء والمضايقة.

وبقدر ما يطالب الناس، بتشديد العقوبات الخاصة بالمتحرشين جنسيا بالأطفال، سواء في العالم الحقيقي أو الافتراضي، فإن المختصين بعلم النفس، يدعون إلى مزيد من التوعية للأطفال، في عالم يتطور بصورة سريعة، وتعريفهم بطبيعة التحرش وما يعنيه، عبر تعليمهم ذلك في المدارس.

ويطالب هؤلاء الآباء أيضا، بأن يكونوا قريبين من أبنائهم، عبر خلق حالة من الصداقة والمصارحة، وعدم تركهم في حالة من العزلة والتوحد مع أجهزتهم الإلكترونية، دون فتح باب للحوار والتشارك في الاهتمامات.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".