هل سنصلي في الأقصى قريباً؟

فيما حصل في الأيام الماضية وجوه من الخير..ومع ذلك فإذا أرادت الأمة النصر فله سُنن لا يمكن تجاوُزها.
“تفاءلوا بالخير تجدوه” ليس حديثاً ولا حتى قاعدةٌ صحيحة. بل الصحيح: اعملوا للخير تجدوه.
أما أن نكون ضعفاء في الأخذ بالأسباب ثم نكتفي بمشاهدة الأحداث دون سعيٍ جادٍّ للتأثير فيها، ومع ذلك يبشر بعضنا بعضاً باقتراب النصر، فهذا تواكل مذموم وتقصير، لا حسن ظن بالله كما يظن البعض. والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني.
وقد جربنا من قَبْلُ أن الذين يتأملون دون عمل ينتكسون نفسياً فيما بعد ويَشُكُّون في وعد الله!
أقول هذا لما أراه من حالة التأميل والتعليق بمواعيد قريبة، والتي تسود عند كثيرين، حتى على مستوى بعض الدعاة غفر الله لنا ولهم.
أيُّما ثلة تجاهد لإعلاء كلمة الله والدفاع عن المستضعفين فعلى الله أجرها، لكن مِن تجاوُز السنن أن نعتبرها تنوب عن الأمة كاملة ونظن أنها ستأتي بالنصر لأمة كاملة لم تنصر دين الله كما ينبغي النصر…
لا بد من التذكير بهذه المعاني قبل أن يقول قائل: (أنَّى هذا؟)-لماذا لم يحصل ما كنا نرجو؟ (قل هو من عند أنفسكم).
هل يعني هذا أننا لن نصلي في المسجد الأقصى قريباً؟
بل هذا يعني ألا ننتظر من يقول لنا: ها قد حررنا لكم الأقصى، تعالوا فصلوا فيه! هذا يعني ألا نكون في دور المشاهد من بعيد، بل نتلمس الطريق لنصرة دين الله بما نستطيع.
فكما قيل: نصر الله قريب، لكن نحن الذين نقترب منه أو نبتعد عنه…(إن رحمة الله قريب من المحسنين)… والمعادلة واضحة: (إن تنصروا الله ينصركم).
لذلك فبدل أن نقول: (اللهم نصرك الذي وعدت) ! نقول: اللهم أعِنا على طاعتك لنستحق نصرك.
إذا حافظنا على الزخم، ولم تفتر هممنا كما كانت تفتر كل مرة، وحولنا الألم إلى توبة ويقظة وعمل وهمة كما أمر الله فنصر الله قريب، واللهُ يبارك حينئذ ويهيئ الأسباب ويعزنا ويرفعنا، وآخر همنا حينئذ قوة أعدائنا وتفوقهم، فالله يمكر بهم ويبطل كيدهم. ولسنا حينئذ ممن يستبعد النصر ويرى تأخره إلى كذا وكذا من الأزمنة الطويلة.
هناك من الشباب من بدأ يستقيم بعد هذه الأحداث أو علىى وشك أن يتوب لأنه أحس بقرب الفرج. لكنه يكسل ويعود إلى ما كان عليه إذا أحس أن النصر له سننه وأسبابه التي عليه الأخذ بها وبذل الجهد لها. فنقول له: (ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين)، (وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم). فتعال ! أقبل ولا تتولَّ، واجعل توبتك من أسباب النصر الذي سيأذن الله به يوماً ونحن بذلك موقنون ولله الحمد..
ما نحتاج أن نعمل عليه هو استثمار هذه الأحداث للشحن الإيماني ورفع الهمم للعمل والمفاصلة بين الحق وأهله والباطل وأهله ونُصرة المستضعفين بما نستطيع، وبنفَس طويل وعزم وهمة عالية. أن يكون لك مشروع تخدم به دينك…
كيف؟ من أين أبدأ؟ هل أستطيع؟ والله يا إخواني أرى بنفسي كيف يمكن التأثير بشكل كبير في محبة الناس لربهم وتعظيمهم له واعتزازهم بدينهم، نرى من الله بركة في هذا كله.
بداية هذا كله أن يُقذف في قلبك الهم لدينك، اليقظة التي لا غفلة بعدها، تجاهد نفسك وأهواءك والله يبصرك بالطرق الموصلة..(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين).
الخلاصة: سؤال: هل سنصلي في الأقصى قريباً؟ ليس سؤالاً عن معلومة لا دور لنا فيها مثل متى سيمر نيزك من السماء! بل نحن جزء من الجواب.
د. اياد قنيبي

شاهد أيضاً

قتيل إسرائيلي في كريات شمونة بعد قصفها بعشرات الصواريخ من لبنان

قال حزب الله اللبناني إنه أطلق عشرات الصواريخ على مستوطنة كريات شمونة، ردا على غارات إسرائيلية على مركز إسعاف أدت إلى مقتل 7 متطوعين، بينما أعلنت الطوارئ الإسرائيلية مقتل شخص جراء القصف على كريات شمونة.