نعمة الله: العين.. نافذتنا على العالم

العين تمتاز بتركيب معقد للغاية، وتعمل بطريقة مشابهة للكاميرا، والأدق أن نقول إن الكاميرا هي التي تشبه العين البشرية، مع فتحة يدخل من خلالها الضوء وعدسة لتركيزه وغشاء حساس له يقع في الخلف.
ما أجزاء العين؟

الشبكية (retina): الطبقة العصبية التي تبطن الجزء الخلفي من العين وتستشعر الضوء وتخلق نبضات كهربائية يتم إرسالها عبر العصب البصري إلى المخ.
الصلبة (sclera): وهي الجزء الأبيض الخارجي من العين.
غلاف العين المشيمي (Choroid): طبقة تحتوي على أوعية دموية وتقع بين الشبكية والصلبة.
الجسم الهدبي (Ciliary Body): بنية من العضلات تقع خلف القزحية، وتركز العدسة.
القرنية: المنطقة الأمامية من العين، وتساهم في تركيز الضوء فيها.
البقعة (Macula): منطقة في شبكية العين تحتوي على خلايا خاصة حساسة للضوء، مما يسمح برؤية التفاصيل الدقيقة بوضوح في مجالنا البصري.
النقرة (Fovea): مركز البقعة (macula) في شبكية العين، وتوفر رؤية حادة.
القزحية (Iris): الجزء الملون من العين ويعمل على تنظيم كمية الضوء التي تدخلها.
العصب البصري (Optic Nerve): حزمة من أكثر من مليون من الألياف العصبية، تحمل رسائل بصرية من شبكية العين إلى المخ.
البؤبؤ “الحدقة” (Pupil): هو الفتحة المركزية في منتصف القزحية، ويتغير قطره لضبط مقدار الضوء الداخل إلى العين.
العدسة: جسم شفاف يقع خلف الحدقة، يقوم بتركيز الصورة الداخلة عبر البؤبؤ على الشبكية.
الخلط الزجاجي (Vitreous Humor): مادة هلامية صافية تملأ التجويف المركزي للعين.

كيف تعمل العين؟

تكسر القرنية الأشعة الضوئية التي تمر عبر البؤبؤ “الحدقة”، بينما تقوم القزحية (وهي الجزء الملون من العين الذي يحيط بالبؤبؤ) بالتحكم في قطر البؤبؤ، وبالتالي التحكم في كمية الضوء التي تدخل العين.

تمر الأشعة الضوئية بعد ذلك من خلال العدسة، والتي تغير شكلها حتى تتمكن من كسر الأشعة (الصورة) وتركيزها على شبكية العين.

من الضروري أن تسقط الصورة على الشبكية بشكل متساوٍ، أما إذا سقطت الصورة خلف أو أمام الشبكية أو سقطت بشكل غير منتظم، فإن الرؤية تكون مشوشة.

تحتوي شبكية العين على ملايين الخلايا العصبية الحساسة للضوء، وتسمى هذه الخلايا العصبية بالخلايا المخروطية “المخاريط” (cones)، والخلايا العصوية (rods ) بالقضبان والأقماع بسبب أشكالها المتميزة.

تتركز المخاريط في وسط الشبكية، في منطقة تسمى البقعة (macula)، وعندما يكون الضوء ساطعا توفر المخاريط رؤية مركزية واضحة وحادة وتكتشف الألوان وتفاصيل دقيقة.

أما الخلايا العصوية فتوجد خارج البقعة وتمتد حتى الحافة الخارجية للشبكية، وهي توفر الرؤية المحيطية أو الجانبية. تسمح الخلايا العصوية أيضا للعينين باكتشاف الحركة وتساعدنا على الرؤية في الضوء الخافت وفي الليل.

تحتوي المخاريط والخلايا العصوية على جزيئات صبغية، تغير شكلها عندما يصلها الضوء، مما يؤدي إلى توليد رسالة كهربائية تنتقل إلى المخ عبر العصب البصري.

تحول الخلايا في شبكية العين الضوء إلى نبضات كهربائية، يرسل العصب البصري هذه النبضات إلى الدماغ الذي ينتج الصورة.
ما أبرز مشاكل العين؟

1- عيوب البصر الانكسارية:
وهي عيوب في الرؤية تنجم عن وجود مشاكل في انكسار الضوء الداخل للعين، مما يمنعه من التجمع والسقوط على القرنية بشكل صحيح، وتشمل حسر البصر (قصر النظر) ومد البصر (طول النظر) وانحراف البصر (اللابؤرية).

جدول يبين أنواع العيوب الانكسارية وأسبابها:

نوع العيب الانكساري

الوصف الرئيسي

الآلية

السبب

الفئات المعرضة

حسر البصر

الأشياء القريبة تكون واضحة، أما البعيدة فتكون مشوشة

تركز العين الصورة أمام الشبكية، وليس عليها

كرة العين تكون طويلة.
شكل غير طبيعي للقرنية أو عدسة العين.

الأطفال والبالغون

مد البصر

الأشياء البعيدة تكون واضحة، والقريبة مشوشة

تركز العين الصورة خلف الشبكية، وليس عليها

كرة العين تكون قصيرة.
شكل غير طبيعي للقرنية أو عدسة العين

الأطفال والبالغون

مد البصر المرتبط بالشيخوخة

الأشياء البعيدة تكون واضحة، والقريبة مشوشة

تركز العين الصورة خلف الشبكية، وليس عليها

فقدان عدسة العين مرونتها مع التقدم في العمر.
تأثر عضلات العين المسؤولة عن التحكم في عدسة العين

الأشخاص الذين يبلغون من العمر 35 عاما فأكثر

الانحراف

تشويش في الرؤية

عدم تركيز الضوء بشكل متساوٍ على الشبكية

الشكل الطبيعي لقرنية العين أقرب لكرة السلة، لكن في حالة الانحراف تكون مثل كرة القدم الأميركية

الأطفال والبالغون

بعض أعراض عيوب البصر الانكسارية:

الرؤية المزدوجة.
التشويش.
رؤية وهج حول الأضواء الساطعة.
الحوَل.
تعب العين وإجهادها.
الصداع.

2- الغلوكوما

ويطلق عليها أيضا اسم الزَرَق والمياه الزرقاء، وهي ليست مرضا واحدا بل مجموعة من الظروف التي تصيب العين وتؤدي إلى حدوث تلف في العصب البصري، ويحدث هذا التلف عادة -وليس دائما- نتيجة ارتفاع الضغط داخل كرة العين.

وأصل كلمة غلوكوما من اللغة اليونانية، وتعني اللون الضبابي أو الأزرق المخضر، ومع أن الاسم يرتبط باللون الأزرق إلا أن التسمية اليونانية عَنَت على الأرجح أن مظهر الحدقة يصبح زجاجيا، وليس أن المصاب بها يشاهد مناظر زرقاء.

وتمتلئ الحجرة الأمامية من العين بسائل يسمى الخلط المائي (aqueous humor)، يوجد بين القرنية والقزحية، ويتم تصريف هذا السائل عبر قنوات موجودة في مقدمة العين في منطقة يطلق عليها اسم زاوية الحجرة الأمامية.

وفي حالة الغلوكوما فإن عملية التصريف هذه تتراجع أو تتوقف نتيجة حدوث انسداد في القنوات، مما يقود إلى ارتفاع ضغط العين وحصول ضرر في العصب البصري، وفي حالات أخرى فإن الضغط داخل حجرة العين يكون طبيعيا ولكن مع ذلك يحدث تلف للعصب البصري.

وهناك عدة أنواع للزّرَق:

غلوكوما الزاوية المفتوحة

مرض مزمن.
يتطور على مدى فترة طويلة.
غير مؤلم، ولا يشعر المريض به.
غير معروف السبب.
يؤدي ارتفاع الضغط إلى دفع العصب البصري.
تكون له عادة أسباب وراثية.
غلوكوما الزاوية المغلقة

مرض حاد.
يتميز بحدوث ارتفاع فجائي وشديد في ضغط العين.
يسبب ألما حادا وواضحا.
تجب مراجعة الطبيب فورا لأنه يعد ظرفا طبيا طارئا.
بعض الأدوية وقطرات توسعة الحدقة قد تحفز نوبة الزرق من هذا النوع.

الغلوكوما الخلقية

توجد مع الطفل منذ ولادته.
سببها وجود مشاكل في نمو العين.
الغلوكوما الثانوية

تنتج عن مرض أو سبب آخر.
من أسبابها الأدوية مثل الكورتيزون.
تنتج أيضا عن الأمراض المزمنة مثل السكري وتصلب الشرايين وأمراض القلب.
قد تؤدي الرضوض وإصابات العين أيضا إلى الغلوكوما الثانوية.
غلوكوما التوتر العادي (Normal tension glaucoma)

يكون الضغط داخل العين طبيعيا، لكن العصب البصري يكون حساسا للغاية مما يؤدي إلى تلفه.
قد يلعب نقص التروية الدموية للعصب البصري دورا في المرض، وينجم ذلك عن تصلب الشرايين مثلا.

الأعراض

غلوكوما الزاوية المفتوحة

لا تظهر عند معظم المصابين به أعراضه.
فقدان بطيء وتدريجي للبصر على جوانب الرؤية.
في المراحل المتقدمة تقود إلى العمى.
غلوكوما الزاوية المغلقة

ألم حاد مفاجئ في العين.
رؤية ضبابية.
غثيان.
قيء.
احمرار في العين.
الشعور بورم في العين.
عوامل الخطر

أن يكون عمر المصاب أكبر من ستين عاما.
وجود سيرة عائلية بالإصابة بالغلوكوما.
الإصابة بالسكري.
الإصابة بأمراض القلب.
الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
الإصابة ببعض أمراض العين.
تعاطي أدوية الكورتيزون لفترات طويلة.

3- الكاتاراكت
هو مرض يحدث فيه إعتام لعدسة العين، مما يؤدي إلى تراجع القدرة على الرؤية، ويطلق عليه أيضا اسم الساد والمياه البيضاء؛ وفي معظم حالاته فإن الكاتاراكت مرتبط بالتقدم في العمر.

والكاتاراكت ليس مرضا معديا، أي أنه لا ينتقل من شخص لآخر، كما لا ينتقل من عين لأخرى، ولذلك فإنه قد يحدث في عين واحدة أو في كلتا العينين. فإذا أصيبت العين اليمنى مثلا بالساد فإن ذلك لا يؤدي إلى “عدوى” العين اليسرى.

وعدسة العين جسم شفاف يقع خلف البؤبؤ، ويقوم بتركيز الصورة الداخلة عبر البؤبؤ على الشبكية، وفي الساد فإن هذه العدسة الشفافة تبدأ بالإعتام (clouding) وتتراجع شفافيتها، مما يؤثر على الرؤية.

ومع التقدم في العمر تفقد عدسة العين مرونتها وتصبح أقل شفافية وأكثر سماكة، مما يؤدي إلى تشتت الضوء الداخل للعدسة بدل تركيزه بشكل ملائم على الشبكية، مما ينتج صورة مشوشة.اعلان

ويؤدي الكاتاراكت إلى التأثير على الرؤية بطريقتين:

• الأولى: تفقد الصورة التي تراها دقتها وتصبح مشوشة، وتصبح الرؤية صعبة.
• الثانية: مع تفاقم إعتام العدسة تأخذ الرؤية اللون البني المصفر، وشيئا فشيئا يخيم عليها اللون البني، وفي مراحل لاحقة يصبح المصاب غير قادر على التفريق بين اللون الأزرق والزهري، إذ قد يرتدي جوربا أزرق ليكتشف بعد قليل من الناس أنه زهري اللون.

وأتت كلمة (Cataract) من اللغة اليونانية، وتعني الشلال، فكما تصبح مياه الشلال بيضاء وغير صافية عند تدفقها، فإن عدسة العين تفقد شفافيتها وتصبح ضبابية.

الأعراض:

رؤية غير واضحة وألوان باهتة.
يرى المصاب وهجا حول المصابيح أثناء الليل، أو يشعر بأن أشعة الشمس ساطعة للغاية.
عدم القدرة على الرؤية بشكل جيد ليلا.
الرؤية المزدوجة، أي يرى صورتين لشيء واحد بدل صورة واحدة.
عوامل الخطورة:

التقدم في العمر.
السكري.
تعاطي الخمر.
التدخين.
ارتفاع ضغط الدم.
البدانة.
التعرض المفرط للشمس، وكذلك للأشعة المؤينة كالتي تستخدم في علاج السرطان.
وجود سيرة عائلية من الإصابة بالمرض.
وجود إصابات أو التهابات سابقة للعين.
استخدام أدوية الكورتيزون لفترة طويلة.

نصائح لحماية العين والوقاية من أمراضها

راجع طبيب العيون دوريا.
إذا كنتَ تعاني من عيوب في البصر وأوصى الطبيب لك بنظارة أو عدسات، فاستعملها والتزم بها.
سيطر على الأمراض المزمنة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
احمِ عينيك من الإصابات والرضوض، وارتدِ نظارات واقية لحماية العين، إذ إن الإصابات والرضوض قد تؤدي للغلوكوما.
أجرِ فحصا دوريا للعين للكشف عن المياه البيضاء في بداياتها.
أقلع عن التدخين.
تجنب شرب الخمر.
سيطر على الوزن.
تناول غذاء صحيا متوازنا.
المصدر : وكالات,مواقع إلكترونية