نسب النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأسماؤه وأولاده نسب النبي

منذ قديم الزمان كان للعرب اهتمام بحفظ الأنساب وتوارثها، إذ يتميّز تاريخهم بشدّة عنايته بالأنساب أكثر من سائر الأمم الأخرى، ويعدّ نسب النبي محمد عليه الصلاة والسلام من أكثر الأنساب التي اعتنى بها الباحثون والمؤرخون، معتبرين إياه أشرف الأنساب وأكملها.

في كتابه “زاد المعاد في هدي خير العباد”، كتب ابن قيم الجوزية عن نسب النبي صلى الله عليه وسلم قائلا “هو خير أهل الأرض نسبا على الإطلاق، فلنسبه من الشرف أعلى ذروة، وأعداؤه كانوا يشهدون له بذلك، ولهذا شهد له به عدوه إذ ذاك أبو سفيان بين يدي ملك الروم، فأشرف القوم قومه، وأشرف القبائل قبيله، وأشرف الأفخاذ فخذه”.

وفي تفصيل النسب الشريف ذكر الإمام البخاري -رحمه الله- نسب النبي صلى الله عليه وسلم قائلا “هو أبو القاسم محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان”.

نسب النبي إلى آدم
يختلف العلماء في نسب النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- فوق جدّه الـ20 عدنان. قال الفقيه الحافظ البغوي في شرح السنّة بعد ذكر النسب إلى عدنان “ولا يصح حفظ النسب فوق عدنان”، وقال ابن القيم بعد ذكر النسب إلى عدنان أيضا “إلى هنا معلوم الصحّة، متفق عليه بين النسابين، ولا خلاف ألبتة، وما فوق عدنان مختلف فيه، ولا خلاف بينهم أن عدنان من ولد إسماعيل عليه السلام”.

وفي مدونته المنشورة على الجزيرة نت، نقل المؤرخ والفقيه الليبي علي الصلابي، عن ابن سعد في طبقاته قوله إن “الأمر عندنا الإمساك عما وراء عدنان إلى إسماعيل”.

نسب النبي إلى إبراهيم
أما نسب النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام فليس محل خلاف، فعن عروة بن الزبير أنه قال “ما وجدنا من يعرف وراء عدنان ولا قحطان إلا تخرصا”. وقال الذهبي رحمه الله “وعدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام بإجماع الناس، لكن اختلفوا فيما بين عدنان وإسماعيل من الآباء”.

“كان وما زال شرف النسب له المكانة في النفوس، لأن ذا النسب الرفيع لا تنكر عليه الصدارة، نبوّة كانت، أو ملكا، وينكر ذلك على وضيع النسب، فيأنف كثيرون من الانضواء تحت لوائه، ولـما كان محمد صلى الله عليه وسلم يُعدّ للنبوة، هيأ الله تعالى له شرف النسب، ليكون مساعدا له على التفاف الناس حوله”، حسب المؤرخ الليبي.

ويتابع الصلابي مستنتجا “دلالة واضحة على أن الله سبحانه وتعالى ميز العرب على سائر الناس، وفضّل قريشا على سائر القبائل الأخرى، ومقتضى محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم محبة القوم الذين ظهر فيهم، والقبيلة التي ولد فيها، لا من حيث الأفراد والجنس بل من حيث الحقيقة المجرَّدة”.

ويفسر المؤرخ الليبي ذلك بقوله إن الحقيقة العربية القرشية قد شرف كل منها ولا ريب بانتساب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها، “ولا ينافي ذلك ما يلحق من سوء بكل من قد انحرف من العرب أو القرشيِّين عن صراط الله عز وجل، وانحطّ عن مستوى الكرامة الإسلامية التي اختارها الله لعباده، لأن هذا الانحراف أو الانحطاط من شأنه أن يودي بما كان من نسبة بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم، ويلغيها من الاعتبار”.

اسم النبي الكريم
تعددت أسماء النبي عليه الصلاة والسلام ولكن اختلف في بعضها العلماء.

ومن أسمائه الشريفة ما نقله الشيخ صفي الرحمن المباركفوري في بحثه الذي فاز بالمركز الأول في مسابقة رابطة العالم الإسلامي في السيرة النبوية الشريفة التي أُعلن عنها في مؤتمر للرابطة في باكستان عام 1396 هـ، وصدر في كتابه “الرحيق المختوم”، ونقل فيه عن جبير بن مطعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال “إن لي أسماء، وأنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدميّ، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد”.

وعن أبي موسى الأشعري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء فقال “أنا محمد، وأحمد، والمقفي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة”.

وولد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين في شهر ربيع الأول، قيل في الثاني منه، وقيل في الثامن، وقيل في العاشر، وقيل في الثاني عشر. قال ابن كثير “والصحيح أنه ولد عام الفيل، وقد حكاه إبراهيم بن المنذر الحزامي شيخ البخاري، وخليفة بن خياط وغيرهما إجماعا”.

نسل الرسول محمد
وعن أولاده صلى الله عليه وسلم، كتب المباركفوري أن كل أولاده صلى الله عليه وسلم من ذكر وأنثى من خديجة بنت خويلد، إلا إبراهيم فإنه من مارية القبطية التي أهداها له المقوقس.

فالذكور من ولده: القاسم وبه كان يُكنّى وعاش أياما يسيرة، والطاهر والطيب.

وقيل ولدت له عبد الله في الإسلام فلقب بالطاهر والطيب، أما إبراهيم فولد بالمدينة وعاش عامين غير شهرين ومات قبله صلى الله عليه وسلم بـ3 أشهر.

أما بناته صلى الله عليه وسلم: زينب أكبر بناته، تزوجها أبو العاص بن الربيع وهو ابن خالتها، ورقية تزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفاطمة تزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأنجبت له الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، وأم كلثوم تزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه بعد رقية رضي الله عنهن جميعا. قال النووي “فالبنات أربع بلا خلاف، والبنون ثلاثة على الصحيح”.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية

شاهد أيضاً

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل رقيب وصواريخ المقاومة تدك غلاف غزة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل رقيب احتياط في معارك شمال قطاع غزة، وفي حين تواصل المقاومة الفلسطينية عملياتها ومنها إطلاق صواريخ على مستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة، تستعد قوات الاحتلال لشن عمليات في بيت لاهيا شمالي القطاع.