نداءات استغاثة للمعتكفين وإصابات واعتقالات.. قوات الاحتلال تفض تجمعات المصلين في الأقصى وتُدخل أفواج المستوطنين

أكدت مصادر للجزيرة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت صباح اليوم الأحد باحات المسجد الأقصى، وفضت تجمعات للفلسطينيين من المصلين والمعتكفين، قبل أن يقتحم عشرات المستوطنين الحرم القدسي، وأطلق المعتكفون المحاصرون داخل المسجد القبلي نداءات استغاثة لحماية المسجد الأقصى من اعتداءات الاحتلال.

وعقب اقتحام قوات الاحتلال فجر اليوم ساحات الحرم القدسي، اعتقلت فلسطينيين داخل الحرم وعند باب الأسباط، مع محاصرة المصلين داخل المسجد القبلي ومسجد قبة الصخرة منذ صلاة الفجر، ثم قام العشرات من المستوطنين باقتحام الأقصى على شكل أفواج، وذلك تحت حماية قوات الاحتلال.

وقالت مراسلة الجزيرة في القدس جيفارا البديري إن هذه الإجراءات التي ينفذها الاحتلال تندرج ضمن مساعيه للتقسيم الزماني والمكاني للحرم القدسي.

وأضافت المراسلة أن 3 أفواج من المستوطنين اقتحمت المسجد الأقصى، وتجولوا في أرجائه مرددين شعارات دينية، وبلغ إجمالي المستوطنين الذين اقتحموا المسجد 100 مستوطن دخلوا من بابي المغاربة والرحمة.

وذكر مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني أن الاحتلال أغلق معظم أبواب البلدة القديمة في القدس منذ الفجر، وفتح 3 أبواب فقط، وأضاف أن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الصوت على المصلين داخل المسجد القبلي، وتحاول اقتحامه عن طريق العيادة الملاصقة له.

وأفاد الشاب المقدسي أنس عبد الفتاح المحاصر داخل المسجد القبلي بأن هناك العديد من المصابين بحالات اختناق داخل المسجد جراء إطلاق قنابل الغاز، فضلا عن تسجيل إصابتين بالرصاص المطاطي، في ظل عجز طواقم الإسعاف عن الدخول أو الخروج من المسجد القبلي لمساعدة المصابين.

نداءات استغاثة
وقالت مراسلة الجزيرة إن المعتكفين المحاصرين داخل المسجد القبلي أطلقوا نداءات استغاثة عبر مكبرات الصوت تدعو الفلسطينيين من داخل القدس والخط الأخضر للتوافد على الحرم القدسي لحمايته من انتهاكات الاحتلال، وأضافت المراسلة أن جنود الاحتلال دنسوا المصحف الشريف داخل المسجد القبلي، وفق ما ذكره المعتكفون المحاصرون.

وكان عدد من الشبان الفلسطينيين ألقوا الحجارة على حافلة تقل المستوطنين الذين اقتحموا الحرم القدسي، وذكرت مصادر إسرائيلية أن 5 مستوطنين جرحوا جراء إلقاء الحجارة.

وتكتسي اقتحامات المستوطنين اليوم حساسية خاصة، نظرا لتزامنها مع عيد الفصح اليهودي الذي بدأ مساء أول أمس الجمعة ويستمر أسبوعا.

وقد دعت جماعات استيطانية إلى تكثيف الاقتحامات خلال فترة عيد الفصح، وتستمر اقتحامات المستوطنين خلال الفترة الصباحية 3 ساعات ونصف الساعة وفق مسارات تحددها قوات الاحتلال.

وذكرت مراسلة الجزيرة أن الهلال الأحمر الفلسطيني أصدر بيانا قال فيه إن 17 فلسطينيا أصيبوا في مواجهات اليوم الأحد مع الاحتلال في محيط المسجد الأقصى.

وأضاف الهلال الأحمر أنه نقل 5 إصابات إلى المستشفى، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال تمنع طواقم الإسعاف الفلسطيني من دخول ساحات الحرم.

وكانت قوات الاحتلال بادرت بإغلاق أبواب البلدة القديمة في القدس المحتلة، واشترطت على المصلين ترك هوياتهم عند الدخول.

ضرب المصلين
وقالت مراسلة الجزيرة إن قوات الاحتلال اعتدت على عدد من الفلسطينيين عند باب حطة، وهو أحد أبواب الحرم القدسي، واعتقل عددا منهم.

ونقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان قولهم إن الشرطة الإسرائيلية أغلقت -في البداية- أبواب البلدة القديمة في القدس المحتلة بسواتر حديدية، ومنعت جميع المصلين من خارج البلدة من الوصول إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الفجر.

لكن الشهود ذكروا أن الشرطة عادت وخففت القيود، وسمحت بدخول المصلين مع احتجاز بطاقات الهوية الشخصية لبعضهم عند أبواب المسجد.

وقال خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري للجزيرة إن الاحتلال “يمارس الإرهاب في الأقصى، ويقمع المصلين ويمنع حرية العبادة”، وحمل الشيخ صبري حكومة إسرائيل مسؤولية ما يجري في القدس، ودعا خطيب الأقصى إلى حراك سياسي ودبلوماسي عربي وإسلامي للضغط على الاحتلال، ووقف تجاوزاته”.

في حين قال محافظ مدينة القدس عدنان غيث إن ما يجري في القدس “عملية قمع وإرهاب بحق المصلين داخل الحرم في هذا الشهر الكريم من أجل توفير الحماية لقادة المنظمات الاستيطانية الإرهابية، الذين يصرون على مخططاتهم بتقسيم الحرم زمانيا ومكانيا والسعي لهدم المسجد الأقصى”، وأضاف أن ما يجري داخل الحرم يعري خطوات التطبيع بين دول عربية وتل أبيب.

حماس والجهاد
وإزاء اعتداءات قوات الاحتلال، حملت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الاحتلال “تداعيات السماح للمستوطنين باقتحام وتدنيس باحات المسجد الأقصى”، وأضافت الحركة أن استمرار الاعتداء على المعتكفين والمصلين وعلى قدسية الزمان والمكان “سيرتد على الاحتلال ومستوطنيه”.

في حين اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أن تجدد الاعتداءات على المسجد الأقصى “يكشف نية الاحتلال التضليل لتمرير مخططاته الإرهابية”، وأضافت الحركة أن “الانتهاكات والاعتداءات الخطيرة على المسجد الأقصى تدفع نحو المواجهة الشاملة”.
إفراج مشروط
وكانت شرطة الاحتلال قد أفرجت بشروط عن أكثر من 80 فلسطينيا كانت قد اعتقلتهم فجر يوم الجمعة الماضي داخل المسجد الأقصى.

واشترط الاحتلال إبعاد هؤلاء عن القدس والمسجد الأقصى لمدة 15 يوما، كما أفرجت شرطة الاحتلال مساء أمس عن 330 معتقلا، في حين سيبقى 30 أسيرا رهن الاعتقال حتى عرضهم على ضباط تحقيق من الشرطة الإسرائيلية.

وكانت مواجهات قد اندلعت بين فلسطينيين وقوات الاحتلال في القدس والضفة الغربية، وقد نفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وجود أي هدنة مع الاحتلال الإسرائيلي، وجددت دعوتها الفلسطينيين لمواصلة الزحف وشد الرحال والاعتكاف في المسجد الأقصى.

أما الخارجية الفلسطينية فقد طالبت المجتمع الدولي بإجبار الاحتلال على الانخراط في عملية سلام حقيقية.

اعتقال فتاة
ونشرت وسائل إعلام محلية فيديو يظهر لحظة اعتقال قوات الاحتلال مساء أمس السبت فتاة فلسطينية خلال وقفة في مدينة الناصرة داخل الخط الأخضر، نصرة للمسجد الأقصى.

وظهرت الفتاة في الفيديو وهي تجادل الجندي لعدم اتباعه الإجراءات القانونية لاعتقالها، ليقوم هو بالاعتداء عليها بصاعق كهربائي أسقطها أرضا، بينما حاول بقية الجنود تثبيتها بغية اعتقالها وسط صرخات من الموجودين حولها.

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن الناصرة شهدت مواجهات بين الشبان وبين الشرطة الإسرائيلية مساء أمس السبت.

ومنذ أيام، يسود التوتر في مدينة القدس المحتلة وساحات المسجد الأقصى، في ظل دعوات مستوطنين وجماعات الهيكل اليهودية لاقتحامات للأقصى، تزامنا مع عيد الفصح اليهودي.

المصدر : الجزيرة + الأناضول

شاهد أيضاً

مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلسطينيين

ترى سماح جبر، وهي طبيبة ورئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية، أنه وسط تصاعد حالات تعذيب الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هناك حاجة ملحة إلى قيام المتخصصين في مجال الصحة بتوثيق مثل هذه الفظائع بشكل صحيح.