نخب الأردن تتهم بعضها وبحث “محموم” عن 100 شخصية حضرت “مأدبة” عشاء لسفارة إسرائيل

هوس إلكتروني شعبي مفاجئ في الأردن خلال الساعات القليلة الماضية بحثا عن أسماء 100 شخصية يفترض أنها شاركت في حضور مأدبة عشاء أقامتها السفارة الإسرائيلية في العاصمة عمان.

وبمجرد إعلان إحدى الصحف الإسرائيلية عن تقديم مأدبة من الطعام اليهودي في حفل خاص ومغلق أقامته سفارة تل أبيب في العاصمة عمان، انتشرت على نطاق واسع الشتائم ومطالبات الكشف عن هوية من حضروا للتنديد بهم وفضحهم.

وطالب معلقون الحكومة الأردنية بالتدقيق في هذه المعلومة والكشف عن الأسماء واتخاذ إجراءات اللازمة بحق الحاضرين الأردنيين.

المعلومة كانت قد وردت أصلا في الصحافة الإسرائيلية لكن سرعان ما التقطتها وسائل التواصل الأردنية الاجتماعية وتداولتها على نطاق واسع مع مطالبات شعبية متراكمة بالكشف عن الأسماء.

وشارك صحافيون وبرلمانيون في الحملة ضد أسماء غامضة لأردنيين حضروا مأدبة عشاء إسرائيلية.

وقال الصحافي خالد الخواجا إن من حق الشعب أن يعرف أسماء هؤلاء حتى تتخذ الإجراءات اللازمة بحقهم.

في غضون ذلك أثار رئيس مجلس النواب الأسبق عبد الكريم الدغمي موجة عاتية من الجدل، عندما كشف النقاب في تصريح إذاعي له عن وجود “لوبي أمريكي إسرائيلي” ناشط في الأردن يعمل “من داخل الإدارة والدولة” لمصالح غير وطنية.

الدغمي امتنع عن كشف التفاصيل لكنه أشار لشخصيات رسمية ووزارية ضمن تيار يعمل مع واشنطن وتل أبيب كما قال.

وكان الدغمي نفسه قد فتح الباب على مصراعيه على حالة استقطاب وتجاذب بين النخب الأساسية في الدولة عندما أعلن عن أن زوجة رئيس وزراء سابق قامت بتهريب خمسة ملايين دينار إلى الخارج بتعليمات من زوجها لشركة الملكية للطيران.

ولم يحدد الدغمي أصل وجذر المعلومات التي يتحدث عنها ولم يذكر اسما محددا. لكن عضو مجلس الأعيان ورئيس الحكومة الأسبق الدكتور عبدالله النسور قرر الرد علنا على الدغمي بعدما أشارت مصادر برلمانية إلى أن الدغمي يقصد النسور.

بطبيعة الحال تبرز مثل هذه الاتهامات بين أوساط النخبة الأردنية لأول مرة تقريبا.

ونفى النسور أن يكون قد قام بنقل أية أموال للخارج وفي أي وقت لا بصورة شرعية ولا بصورة غير شرعية.

وحاول النسور إحراج الدغمي وهو يطالبه بالأدلة على كلامه باعتباره مشرعا بارزا ورجل قانون وشيخ عشيرة.

لكن لغة النسور كانت خشنة وهو يمتدح قبيلة الدغمي بني حسن ويسأل: “من متى في خصومات الرجال ببلادنا تتم الاشارة لحرائرنا؟”.

وسبق للدغمي أن تحرش بالنسور مرتين على الأقل مؤخرا.

وامتنع دغمي عن التعليق على البيان الذي تقدم به النسور لنفي اتهاماته التي توحي بتدشين مرحلة صعبة على المستوى النخبوي خصوصا وأن رموز الدولة بدأوا يشتبكون علنا مع بعضهم البعض تحت قبة البرلمان وعبر وسائل الاعلام.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".